محطات ثقافية
لا أجافي الحقيقة أو أجفف ينابيع الواقع إذا قلت إن جهاز التلفاز بات من أهم وسائل (التنمية الثقافية والفكرية) والشغل الشاغل في حياة وخيال الناس إلى جانب العملاق الوافد مؤخراً في حياة المعمورة (الانترنت) وبالتالي فإنه حري بنا جميعاً أن نلعب أدوارنا انطلاقاً من واجبنا ولغة عملنا التي تحملنا شرف هذا الواجب.ينبغي أن نلعب ولو بأضعف الإيمان وبقناعة دوراً في تصحيح أوضاع هذا الجهاز السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنفسي والروحي الذي يرسخ أسس الحياة (الإنسانية الجديدة) وصيغة وقعها وفعلها ومفاعيلها وألقها الحضاري والمدني الذي يذهب بفئات المجتمع نحو واحات وعي ونضوج اجتماعي وسياسي واقتصادي وعلمي لا حدود له يعزز مداميك الغد الأجمل.والحقيقة.. مطلق الحقيقة.. أنني في هذه (العجالة) لا أريد تحطيم (مقاديف) الشباب الذين ورثوا هذه الواحات الفكرية والثقافية وأصبحوا مذيعين ومذيعات معروفين بل على العكس تماماً فأنا أرى أنهم حروف مضيئة ونوارس واعدة بألق الحس الإعلامي الهادف والملتزم.بيد أن الكثير منهم بحاجة ماسة إلى (دورات تأهيلية وورش عمل ومحاضرات توعية) ترسخ مواهبهم ومخزون فكرهم ووعيهم بما يجعلهم أكثر (حضوراً وامتثالاً لقواعد اللغة) بحيث لا يدخلون مستقبلاً أي مساحات (نشاز) تكدر صفو هذا الحضور وتهدم أسس وبهاء اللغة وبديهية الإحساس والفهم والتقييم كأدوات أو آليات ومفاعيل ثقافية وفكرية ترسم في جداريات حياتنا وفوق أرضية أذهاننا شمس يمننا الغالية التي تحتضننا جميعاً دون أي تمييز طبقي واجتماعي مريض.أتمنى من قيادة الفضائيات اليمنية المختلفة البدء فوراً بالقيام بهذه الدورات والمحاضرات وورش العمل التي من شأنها أن تصلح الكثير من الاختلالات والإعوجاجات والأخطاء التي تحدث من بعض المذيعين والمذيعات مع العلم أن هذه الأخطاء يتحمل وزرها المسؤولون والقائمون على إدارة القنوات الفضائية أكثر من المذيعين أنفسهم وبالتالي أمامهم الفرصة لتصحيح هذه الأخطاء او بمعنى أدق (الذنوب) التي ترتكب بحق أسماعنا وذوقنا المقعد على الفراش منذ فترة ليست بالقصيرة.لا يعقل أن نتنافس القنوات العربية والأجنبية هذا التنافس الإعلامي الشرس وبهذا الحضور والإمكانيات والأدوات ونحن نعيش هذه الوضعية المتخلفة على كافة الأصعدة والمحاور الإعلامية ونعلق المسألة على شماعة الإمكانات من الألف وحتى الياء هذا أمر مرفوض ومدهون بالكسل والإحباط والتكلس المميت.[c1]أين مسرح العرائس والطفل يا وزارة الثقافة؟![/c]يلعب مسرح الطفل والعرائس دوراً هاماً وبناءً في تنمية بنية وروح وسايكولوجية الطفل كعامل ثقافي وفكري محوري وشفاف يترتب عليه (توسيع مدارك الطفل) وترسيخ مهاراته وميولاته ومواهبه التي تلعب دوراً حاسماً في (تكوين شخصيته) وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته.فأين مسرح العرائس والطفل يا وزارة الثقافة؟ أين دوره الاجتماعي والنفسي والروحي والثقافي كجزئية هامة وحساسة لخلق (الشخصية الوطنية المعتدلة) ومد جسور (التواصل) والتثقيف بين الأجيال بما يرسم آفاقاً جديدة للنهوض بالمجتمع العصري الذي يحترم ويقدر دور الحركة الثقافية والفنية والإبداعية في صفوف المجتمع ومفاصل وعي الجماهير. فهل تعون حجم هذا التأثير على زهور وبذور الوطن وأقمار ياسمينها؟ أم أنني مزايد وعامل حالي كحال ذاك الـ(الفشفشي) ولا داعي لمسرح طفل أو عجل أو فجل أو... وأن أطفالنا عموماً أقل مكانة ورتبة وأهمية من (أطفال الدول المتقدمة) أو المتطورة؟ إلى متى هذا الصمت إلى متى؟ إلى متى هذا الجهل بالعلم والظلام بنور الفكر والوعي والألق الخلاق؟