(60) عاماً على تأسيس إذاعة عدن
د. زينب حزام قدمت إذاعة عدن العديد من الأعمال الدرامية ذات مضمون هادف لتوعية المستمع وكذلك قدمت دراما خاصة بالأطفال والنشء. إن النجاح الذي حققته الدراما الإذاعية في عدن لا يتحدد بمغزى ما تطرحه أحداث القصة الدرامية والنتائج التي تصل إليها في حل المشاكل الاجتماعية والطريقة الفنية المبتكرة في معالجة الموضوع ، بل يتحدد اساساً في تألق أبطال المسلسل الدرامي وقدراتهم في تقديم القالب الدرامي للمسلسل واستغلال إمكانياتهم البارزة في تقديم قضايا وهموم الناس. إن كاتب السيناريو والمخرج يشتركان في وضع خطة المسلسل ليقوم بطولته نخبة مميزة من الممثلين البارزين خاصة في المسلسلات الرمضانية الدينية فتصاغ الأحداث والحوارات والمواقف انطلاقاً من قابلية هذه النجوم في تأديتها للمسلسل الديني وكثيراً ما يتم حذف مشهد مهم لان النجم يرفض أن يؤديه لعدم توافقه مع إمكانياته الفنية خاصة أن المسلسلات الدينية تتطلب جهوداً كبيرة ومعرفة باللغة العربية الفصحى والتاريخ الإسلامي. الدراما الإذاعية تعبر عن الخصوصيات الثقافية للمجتمع وكل ما قدم من أعمال درامية مدونة للثقافة الشعبية العدنية حكايات الإنسان والأمثال والحكم العربية، أعمال درامية تعبر عن هموم وقضايا المجتمع اليمني. [c1]عائق اللغة العربية [/c]عملت إذاعة عدن على تقديم المسلسلات باللغة العربية الفصحى حتى يتعرف المستمع على تاريخ بلده رغم أننا ما زلنا نغرق في خضم مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية لم نستطع وضع الحلول للكثير منها ويبدو لنا أننا نكتفي بمعالجتها درامياً لا أكثر ولا اقل وهذا ما يجعل من مشاكلنا تتفاقم وهناك العديد من الأعمال المصرية تقدمها إذاعة عدن تحديداً تجد قبولاً كبيراً عند المستمعين ولان اللهجة المصرية يحبها المستمع في عدن ويتذوقها. [c1]عصر ذهبي [/c]وما يمكن أن نسميه عصراً ذهبياً للدراما الإذاعية في عدن بدا في السبعينات من القرن الماضي ولقد عملت شخصياً في مجال الدراما في إذاعة عدن في تلك الفترة في إعداد برنامج يومي درامي يعالج أحداث الساعة مع الفنان الراحل أبو بكر سكاريب والممثلة الإذاعية أنيسة سحولي والممثل الراحل عبدالله احمد ، وفي تلك الفترة كانت الدراما الإذاعية في قمة نشاطها. ولكن فترة عملي في إذاعة عدن كانت قصيرة حيث رحلت بعدها إلى موسكو للدراسة الأكاديمية. ولكنني استطيع القول أن فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كانت الدراما الإذاعية مزدهرة وهناك العديد من الكتاب قدموا للدراما الإذاعية أعمالا فنية نالت إعجاب المستمع ومنها المسلسلات الرمضانية التي قدمت مؤخراً والتي تعالج قضايا ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهموم المواطن بعد أحداث الربيع العربي ومعاناة المواطن من الانقطاع المستمر للكهرباء خاصة في شهر رمضان المبارك. لقد أصبحت الدراما الإذاعية الأولى بين الفن الدرامي للفنانين والمستمعين والدراما في إذاعة عدن أصبحت اليوم أكثر انفتاحاً وفتحت أبواب النقاش الحر بأشكال وقوالب مختلفة ومتعددة تدعو إلى التغيير وإعادة النظر في مسألة ما أو تعيد لبعض القيم مفاعيلها على ارض الواقع لنأخذ منها ايجابياتها ونناقش سلبياتها فباب الحوار يفضي دائماً إلى وضع الحلول وإن طال النقاش أو احتدم واختلفت الآراء .