سطور
كيف يمكن لشاعر أن ينجز قصيدة في فترة قد تطول أو تقصر دون الم لا يهادن ولا يمالي ولا يكف عن الطرق، حين لا يكون الشاعر مبالياً إلا به وحين لا يكون نابهاً الا له، تملؤه حقيقة عشقه لهذا الفن المؤنس، يحاوره ويداوره ويحكي له عن نفسه في لحظة جنونية مستثيرة ومستترة، يمران معاً بأدوار مستمالة، يستعذب كل منهما الآخر كلما جدت التجربة وانتصب الخيال يغادي جمرات اللحظة، فلا يهتز للشاعر صوت ولا تزوغ عنه رعده او تعطل ماامتلأت لواعجه من حلو المشاعر وحانيها، موانع شتى. ولأنني الأسير لهذا اللون من الأدب لما في جناه مزيد من المكابرة وإسراف في الإصرار والصبر ولأنني الحسير على تراجعه وانهزامه في معركة جرته إليها الهزيمة ببطء شديد، بعد أن اجزلوا (الأدباء) في دفع أدبهم ثمناً لبقائهم أدباء واعتنوا في تقديمه قربان تسنمهم مراتب (أدبية) رفيعة، فأصبحنا نرى رأي العين أثر اجتثات الأدب من حياتنا ـ بكل تفاصيلها ـ دون أن نسمع له وقوعاً مدوياً بعد انهدامه وتركه الساحة لخصومه من الأدباء المغتصبين، ما يحملنا على القول بأنه كيان ينأى عن السهولة، ننجذب إليه مأخوذين، تدثرنا علامات الإعجاب ـ والذهول حين نراه ريشة تملأ الإحساس والكون الماً واملا، فيكون لنا على المدى القريب او البعيد نص يسرح متناثراً في غلاه، نحذوه ما بلغت الشقة اليه.