إعداد/ وهيبة العريقيلا يفهم البعض حقيقة داء السكري؛ من أنه ليس تحدياً قاسياً يصعب مجابهته، بل العكس يمكن للمريض التعايش معه إذا ما أوجد لنفسه نمطاً معيشياً سليماً متوازناً من ناحية التغذية عبر التقليل من تناول الأغذية العالية في سعراتها الحرارية، وواكبه بممارسة نشاطٍ حركيٍ ملائمٍ مع حالة من الاستقرار النفسي بعيداً عن التوتر الزائد والقلق المستمر.وعلى الطرف الآخر، لا يعي الكثيرون أن بإمكانهم تفادي هذا المرض ومنع الإصابة قبل وقوعها، فالأمر تنسجم شروطه وتلتقي إلى حد كبير مع الشروط الواجب اتباعها من قبل مريض السكري من النوع الثاني للإبقاء على نسبة مستوى سكر الدم لديه عند المستوى الطبيعي.ويقصد هنا بمرضى السكري من النوع الثاني: (الأشخاص المصابين بالسكري الذين يلزمهم للتعايش مع المرض حمية غذائية لتنظيم مستوى سكر الدم أو تناول الحبوب المنظمة للأنسولين في الدم).وبالتالي، ثمة نصائح قيمة فيها الفوائد الكبيرة لاسيما لكبار السن ومن يعانون السمنة ومن لا يتبعون نمطاً حركياً نشطاً ويعتمدون على نمطا غذائيا غير متوازن تكثر فيه السعرات الحرارية، ومن يعيشون في حالة من التوتر والقلق والعصبية بشكل متزايد. وكذلك تبدو ضرورية ومهمة لسائر المحتمل إصابتهم بالمرض خلال حياتهم المقبلة ممن لديهم في الأسرة أو العائلة تاريخ مرضي؛ كأن يكون فردا أو أكثر من العائلة قد أصيب بداء السكري؛ سواءً كان المصاب من أقرباء الأب أو الأم أو من كليهما.وهذه النصائح تتجلى - باختصار- في:- ممارسة رياضة غير شاقة بانتظام لمدة (30) دقيقة يومياً, على ألا تكون مجهدة أو شاقة بل معتدلة تلائم السن والحالة الصحية والبدنية لممارسيها، وأفضل هذه الأنواع بالنسبة لكبار السن والمرضى عموماً: المشي لمدة نصف ساعة كل يوم، حيث تساعد الرياضة- عموماً- على التخلص من الوزن الزائد؛ باعتبار أن الأشخاص ذوي الوزن الزائد تزيد فرصة إصابتهم بالسكري. استعمال السلالم عند التنقل بين طوابق البنايات بدلاً من المصعد.- العمل على التخلص من التوتر اليومي المزمن، كون التوتر المزمن يسبب ارتفاع ضغط الدم وقد تبدو له علاقة غير مباشرة للإصابة بالسكري متبوعاً بعوامل أساسية أخرى .الالتزام بنظام صحي ومتوازن تقل فيه السعرات الحرارية المتناولة بالابتعاد عن الأغذية الغنية بالدهون الحيوانية المشبعة والأكلات السريعة والتقليل من السكريات والنشويات والإكثار من الخضراوات والفواكه.تناول وجبة العشاء قبل الخلود إلى النوم بساعتين وليس قبل النوم مباشرةً.ولتحقيق الضبط الملائم لمستوى سكر الدم لدى المصابين بالسكري عموماً يجب عليهم:-تناول الأطعمة الملائمة القليلة في سعراتها الحرارية، كما أسلفنا.ممارسة رياضة مناسبة أو نشاطاً بدنياً معتدلاً ملائماً للسن ولوضع الصحي للمصاب بالسكري.مراقبة مستوى سكر الدم، بفحص الدم بشكل منتظم كل يومين أو ثلاثة أيام- إذا أمكن- أو كل أسبوع للكشف عن الارتفاع أو الانخفاض في نسبة سكر الدم، والعمل على ضبطه ليعود إلى مستواه الطبيعي في الجسم.الالتزام بتناول الأدوية التي وصفت له بحسب إرشادات الطبيب.تعلم كل ما يتعلق بالسكري، وما يضر أو يفيد المصاب من إرشادات.وضع المصاب بالسكري قطعة سكر أو حلوى في جيبه على الدوام والعمل على تناولها فوراً متى شعر بأنه سيفقد الوعي، وهو من أعراض هبوط سكري التي تشمل (الجوع الشديد - رعشة اليدين والجسم - رجفة القلب - صداع - تعرق- وهن وضعف) من اجل تلافي الدخول في غيبوبة سكرية(COMA)، إذ يشكل وقوعها خطراً على حياة المصابين لدرجة تودي بحياتيهم بعد وقت قصير من حدوث الغيبوبة .المحافظة على نظافة الجسد، ومعالجة الجروح والتقرحات التي قد تنشأ في القدمين أوبين أصابع القدمين، والمعالجة الفورية لالتهابات اللثة التي كثيراً ما تحدث لدى مرضى السكري وتزداد حدتها لدرجة إضعاف الأسنان ومن ثم سقوطها.معالجة التهابات الجهاز التنفسي كنزلات البرد والنزلات الشعبية كون زيادة نسبة سكري الدم يزيد من تطورها وتفاقمها وصولاً إلى التهابٍ رئوي حاد وخطير. المسارعة في علاج التهابات المسالك البولية متى حدثت، فهي مرشحة إلى التفاقم أكثر بالنسبة لمرضى السكري ويؤدي تفاقمها بمرور الوقت إلى التسبب بفشل كلوي.قياس ضغط الدم، حيث أن عدم إحكام السيطرة على مستوى سكر الدم وارتفاع مستوياته عن المستوى الطبيعي من شأنهما أن يرفعا ضغط الدم الشرياني لتضاف معه مشكلة أخرى فيها خطورة على صحة المريض.زيارة الطبيب المعالج متى ظهر عارض أو مشكلة عند المصاب بالسكري كعدم ملاءمة الحبوب المنظمة لمستوى الأنسولين للمصابين بالسكري من الدرجة الثانية، أو عدم ملاءمة كمية الأنسولين التي تُعطى بواسطة الحقنة لمرضى السكري من النوع الأول.وبشيء من التفصيل إزاء نمطي التغذية بشقيهما المسموح والممنوع يتعين على مرضى السكري:- تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف (كالمرطبات الغازية، العصير المركز،المكسرات) أو تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهن معاً مثل(الشوكولاتة، المعجنات والحلويات). تقسيم الوجبات الرئيسية إلى (5)وجبات خفيفة (منتظمة ومتنوعة بكميات معتدلة موزعة على أوقات النهار والليل). التقليل من البقوليات والحبوب الغنية بالنشويات حتى لا تعمل على زيادة نسبة السكر في الدم . تناول اللحوم البيضاء (كالدواجن، السمك) بدلاً من اللحوم الحمراء مثل (لحوم الأبقار، الأغنام ، والماعز، والإبل).وقبل أن ينتهي بنا المطاف يجب التذكير بأن دور الطبيب لا يقف فقط عند مستوى منع تدهور حالة المصاب بالسكري أو وصف الدواء المنظم للأنسولين بالمعيار الملائم للمريض، بل أنه يتضمن بالضرورة تقديم شرح مفصل للنظام الغذائي الذي ينبغي على المصابين بالسكري إتباعه لضبط مستوى سكر الدم لديهم، ذلك لأن إتباع المصاب بالسكري لهذه التعليمات يقلل من إمكانية إصابته بأي من المشاكل أو المخاطر المبينة سلفاً، ومع أن التقدم العلمي في حقل الطب أتاح حلولاً لضبط مستوى سكر الدم إلا إن دور المريض يبقى أساسياً على الدوام من أجل نجاح الخطة المرسومة لتدبير السكري والسيطرة عليه.. .
معايير الوقاية والتعايش مع داء السكري!!
أخبار متعلقة