يرقد في مستشفى 22 مايو في المنصورة الشاعر الأديــب والإعــلامي الـفـذ/ جميل ثابت إثر تعرضه لنوبة قلبية حادة ألمت به في الآونة الأخيرة - الأمر الذي استدعى خضوعه للفحوصات الطبية والعناية المركزة .. ونصيحة الأطباء بضرورة بقائه تحت الملاحظة الدقيقة والرعاية والإهتمام لصعوبة حالته الصحية الحرجة التي يمر بها أديبنا وشاعرنا ومثقفنا الرقيق والمرهف - صاحب الحوارات التلفزيونية الرصينة المتميزة واللقاءات الأدبية والثقافية الهادئة الهادفة المتزنة والسهرات الفنية راقية الشكل والمضمون في أزهى وأبهى وأجمل مراحل تلفزيون عدن في الفترة مابين العامين (1980 - 1986م ) من القرن الماضي .. أمتاز الإعلامي البارز ( جميل ثابت ) بحضور تلفزيوني متوهج متألق يشع ذكاءً وفطنةً وحماساً متبنياً مختلف القضايا : السياسية / الثقافية/ الأدبية/ الفنية والفكرية .. بل أننا نستطيع القول أنه كان ولا زال موسوعة معرفية تنويرية واعية أتحفنا وأسعدنا بعلو مستواها فكرياً وإبداعياً محاوراً ومعداً ومقدماً لأهم البرامج والحلقات التلفزيونية ولا زالت الذاكرة الإعلامية موثقة (بالصوت والصورة) وعامرة في مكتبة تلفزيون عدن بين جدران أرشيفها بالعديد من عطاءاته والتقاطاته الحياتية والإنسانية المرتبطة بمعاناة وهموم وقضايا بسطاء الناس والمجتمع بشكل عام .. إضافة لما قدمه هذا (الرجل المثقف) من مشاريع ورؤى نخبوية ذات صلة وثيقة بالتواصل مع الآخر منفتحة بمدارات إبداعية كونية .. (الجميل الثابت) متعدد الملكات والقدرات - مبدع اتسم مشواره الإعلامي بالخصوصية والنجاحات التي تركت في قلوبنا وضمائرنا صدى مدوياً وبصمة هامة حظيت ونالت الإعجاب والتقدير في داخل الوطن وخارجه. ولعل من الأهمية الإشارة لتوليه العديد من المناصب القيادية أبرزها وأهمــها : مدير عام العلاقات العامة في (التلفزيون الـعـدني في بداية الثمانينات) من القرن الماضي ومدير عام الإعلام والتثقيف الصحي (في وزارة الصحة العامة) لسنوات حافلة بالإنجازات النوعية الرائدة - كان من خلالها النموذج والاستثناء - الفارس الممتطي صهوة الأنواء والإبداع والتحدي والتألق والفرادة والخلق والابتكار. نأى بنفسه بعيداً عن الأضواء والشهرة باختيار ذاتي في ظل الممارسات السياسية القمعية والإقصائية المتغطرسة المتجبرة بعد أن أجبر قسراً إلى قائمة الإحالة للمغيـبــين والمهمشين (حــزب خليــك بالـبيــت) مــنذ أن شبت الحرب الأهــليـة عام 1986 م فــي 13 يناير المشئوم مروراً بما شهدته الساحة السياسية الإعلامية والوطنية من وهن وتمزق وشتات وحروب دموية وإقتتال .. ورغم إحتياجنا إليه ولقدراته وإمكانياته الأدبية والمعرفية اللامحدودة الواسعة وحسن إطلاعه محاوراً جسوراً وناقداً بارعاً وجريئاً متمكناً من أدواته الأدبية والثقافية التي لا تقبل ثقافة المساومة والإسفاف والتسطيح طيلة حياته العملية والإبداعية المشرفة المضيئة النيرة والمتألقة..لا نملك في الأخير إلا أن نثمن ونحترم (قراره في الإبتعاد)عن الوسط الإبداعي في زمن غاب به صوت العقل والمنطق والحكمة وتصدر المشهد السياسي والإعلامي الثقافي والفني الجهلاء المتخلفون والأدعياء المنافقون. دعواتنا القلبية الخالصة (للجميل الثابت) أستاذنا المبدع «أبو وضاح» بالشفاء العاجل متضرعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يعيده سالماً معافى لأهله ومحبيه وذويه.
|
تقارير
الشاعر الأديب والإعلامي الجميل الثابت .. يتعرض لذبحة صدرية
أخبار متعلقة