فترة وجيزة فقط كانت كفيلة بأن يفقد الوسط الرياضي بمدينة عدن خيرة أبنائه، أولئكم الذين صنعوا لليمن الكثير، ورفعوا اسمه عاليا في المحافل الخارجية.. لم نفق بعد من الفاجعة التي ألمت بنا برحيل الاستاذ الدكتور عبد الملك بانافع لاعب نادي وحدة عدن ومدربه ومدرب المنتخبات الوطنية سابقاً، ورئيس قسم التربية الرياضية بكلية التربية جامعة عدن- رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الرياضي اليمني الاول الذي اختتم في مدينة تعز- عن عمر ناهز الـ 65 عاماً، حتى صدمنا بوفاة زميله في نفس الفريق خالد سالمين، ذلك اللاعب والمدرب الذي قدم لكرة القدم اليمنية الكثير.وكما كان يوم الجمعة 29 مارس، يوما حزينا على مدينة عدن برحيل الفقيدين، كان اليوم الذي يليه -السبت- بنفس مستوى الحزن، حيث فقدت المكلا والساحة الرياضية اليمنية الحكم الدولي الأستاذ علي محفوظ وحدين، لتودع بذلك اليمن خيرة ابنائها الذين خدموا الرياضة اليمنية حينما كان الجهد والرغبة والنشاط هي أسلحتهم في ظل غياب الدعم المادي، مقارنة بما يتحصل عليه الرياضيون اليوم، وإن كان لا يلبي الطموحات، إلا انه يظل افضل من السنوات السابقة.ينبغي على وزارة الشباب والرياضة بصفتها الوزارة الوصية على هذين القطاعين المهمين، أن تأخذ هذا الأمر بمنتهى الجدية، فها هي الأقدار تتخطف رياضيينا واحداً تلو الآخر، وفي لمحة عين يصبح صاحب التاريخ العريق مجرد ذكرى عابرة.. وكما نعرف فإن الرياضي لا يملك من دنياه إلا سيرته العطرة فقط، أما الأموال فهي لغيرهم.ولهذا نجد أن حالة الرياضي تصل الى مستوى معيشي متدن، خاصة عندما يترك اللعبة لأي سبب كان، وحينها يبتعد عنه الجميع، ولا يتذكرونه إلا عندما يتم نعيه في الصحف.. فهل آن الأوان لنكرم رياضيينا قبل رحيلهم، علنا نرد لهم بعض الجميل لما قدموه لوطنهم.أناشد الأخ معمر الإرياني -وزير الشباب والرياضة- أن يعمل رفقة زملائه في حكومة الوفاق خاصة وزيري الخدمة المدنية و المالية، على إدراج قانون يعطي لهؤلاء خاصة غير الموظفين منهم -وما أكثرهم- درجات وظيفية نظير ما قدموه لوطنهم، وهم يستحقون ذلك في ظل وظائف تعطى لمن لا يقدم شيئاً لوطنه، بل على العكس يكون عالة حتى على الوظيفة نفسها.كما نطمع أن توجه الحكومة في فقرات نفس القانون، أن يتم صرف مبلغ مالي معتبر لأسرة الرياضي -المتوفى- فكثير منهم لا يستطيع ذووهم حتى شراء الكفن، فما بالنا بما يرافق الموت من متطلبات تكهل الغني، فما عساها أن تفعل بمن لا يملك إلا سيرة جميلة تسطر على صفحات الجرائد.إن تكريم الرياضيين -بالطبع ليس بشهادات فقط- وإن التكريم المادي الذي يجعلهم يكملون بقية حياتهم دون الحاجة لوقوفهم عند باب هذا أو ذاك، أمر ضروري، وفيه حفظ لكرامتهم وآدميتهم، ولا يحس بفقدها إلا من وصل أرذل العمر من نجومنا، وهو يرى الأموال تصرف يمنة ويسرة، فيما هو لا يجد حتى لقمة يومه، على حد تعبير الدكتور المبدع أحمد جاسر.. نريد من توصيات المؤتمر الوطني الأول للرياضة، الذي اختتم في غضون الايام الماضية، أن تجد طريقها للتنفيذ وفق اولوياتها، ومن ذلك رعاية الموهوبين واسرهم، فالرياضة لن يكون لها شأن إلا إذا اعترفنا بجميل الرعيل الأول، ولاعبو اليوم، سيجدون الرغبة في مواصلة المشوار إذا وجدوا أن من سبقوهم يحظون بالرعاية المادية والمعنوية.. أما بغير هذا فإنهم سيتركون هذا الميدان، ليبحثوا عن مصدر رزق يعينهم حينما تنصرف عنهم أعين المعجبين. رحم الله بانافع وسالمين ووحدين، ومعهم كل رياضيينا الذين قضوا نحبهم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته، وأن يعوض الرياضة اليمنية بخسارتهم خيراً، وأن يلهم أهلهم ومحبيهم الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون.
|
رياضة
فقيدا عدن
أخبار متعلقة