قصة قصيرة
في زمن قديم.. حيث كانت الحياة ربيعاً دائماً.كان الجمال ينساب في قلب الطبيعة.. يرسمها أنغاماً وألحاناً وألواناً ووروداً.ويوم خلقت النار وأبليس والجنة وطين آدم.. والفصول الأربعة؛ دخل الكون في أزمة جدلية لم يعرفها من قبل.. وهي إشكالية تقسيم الفصول وبات كل فصل يبتكر سبله لدعم تشبثه وبقائه لأطول مدة ممكنة.. صارت الفصول الأربعة تعمل على تهميش بعضها الآخر.. ما أثار حفيضة وغضب السماء وإرغامها على تقديم كل الفصول في يوم واحد، غير آبهة للنزاعات الناشبة بينهم.تابعت الخليقة خطى تكوينها المتعثرة من دون وضع نهاية لذلك الصراع، حتى خلق قابيل وهابيل يتبعهما فصل جديد.. فصل له حق التسيد والتسلط على الجميع من دون السماح لاعتراض أي فصل منهم، ذلك لقدرته على نفي من لا يرغب بوجوده.كشف جبروته وأعلن تفرده بقانون رسم حدوده لما يناسب بطشه وبسط إرادته..استهل ظهوره بإرغام الشتاء على زيادة منسوب أمطاره وتكثيف سرعتها.. لتكون قبوراً على الأرض تحضيراً لما ستنجبه الحياة مستقبلاً، واستغل حرارة الصيف ليحول دفأه إلى محرقة للمعارضين، فيما أمر الخريف باقتلاع جذور الشجر وتدمير الحشائش، واكتفى بحجب الربيع عن الظهور، ليفصح عن اسمه بتفاخر وتعال قائلاً عن نفسه (أنا فصل الدم الخالد) فاطيعوني بلا تقسيم.