د. زينب حزام في واقع الأمر انه وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي مشروع لإعادة السيرك اليمني من جديد كما كان مزدهراً في الثمانينات من القرن الماضي حيث نشأ السيرك وتطور في عدن وشهد تقدماً ملموساً في تقديم العديد من عروض السيرك الفنية الرائعة على المستوى المحلي والخارجي.من الممكن طبعاً الدخول في مناطق نقاشية وجدلية من اجل إعادة نشاط السيرك في اليمن ، بعد أن غاب نشاطه في عدن ولم يعد يذكر نهائياً وأصبحت كوادره مهملة ومنهم من غادر إلى الخارج للعمل ومنهم من فضل البقاء في المنزل ومن الضروري النظر في إعادة نشاط السيرك في عدن والذي له تاريخه الفني ونشاطاته الإبداعية. يقول الكاتب اليمني محمد احمد ثابت عن تطور فنون السيرك في عدن : فن الأكروبات من الفنون المنتشرة والراقية في الدول المتقدمة والتي ترتبط بالجمال الجسماني والمهارة الفائقة والتعبير الفني في الانتقالات الحركية وغيرها من وسائل الإيحاء الفني وتشارك الموسيقى التصويرية وفنيات الإضاءة الملونة والعادية في إبراز اللوحة الفنية التصويرية لهذا الفن. ويواصل الكاتب اليمني محمد احمد ثابت قوله: “.... وفي عام 1970م قام الأستاذ علي محمد حسين بيحاني بتشكيل فريق ابتدائي فكانت البداية بالعاب الجمباز في قاعة كلية التربية ويتم استقطاب مجموعة من طلاب المدارس الابتدائية وتدريبهم على اللياقة البدنية ثم البهلوانية الأرضية والهوائية ثم التقلبات الأساسية مع التشكيلات الجماعية الاستعراضية. وفي 1978/9/10م أعلن عن تأسيس الفرقة الوطنية للأكروبات كفرقه وطنية في عدن وقدمت هذه الفرقة العديد من الاستعراضات الرائعة التي نالت إعجاب الجمهور . كما شاركت في الاحتفالات الخارجية في الصين والاتحاد السوفيتي (سابقاً) حيث قدمت عروضاً فنية تحمل الطابع الفني اليمني الأصيل بالأزياء الشعبية اليمنية والموسيقى اليمنية وشارك في قيادة هذه الفرقة المدربان اليمنيان احمد سلام قاسم والفنان احمد غالب ناجي، إضافة إلى الفنان عبدالرحمن المسيبلي والفنان هاشم عبدالله والفنانة اليمنية منى محفوظ والفنان محمد احمد ثابت والفنان هاشم بوجي والفنان عمر حسين حيدر. والجدير بالذكر أن الفنان عمر بيحاني هو مؤسس الفرقة الوطنية للأكروبات وهو من مواليد 1949 في مدينة مقديشو من أبوين يمنيين ومتزوج من اللاعبة الاكروباتية اليمنية ذكريات محمد رجب. وفي عام 1972م تم تكوين فرقة جديدة مكونة من (45) لاعباً وسميت فرقة السيرك اليمني وهذه الفرقة مكونة من عدد من الفتيات والفتيان المتميزين باللياقة البدنية والقدرة على الاستعراضات الفنية في السيرك اليمني وقد نالوا إعجاب جمهور عدن وكذلك عشاق فن السيرك في الخارج ومن الألعاب التي تقدمها الفرقة :1 - نمرة الوقوف على الكراسي 2 - نمرة الأخشاب المقسمة 3 - نمرة العقله الهوائية 4 - نمرة الاهتزاز 5- نمرة توازن السيف والخنجر 6 - نمرة الدراجة الجماعية 7 - نمرة السير على الحبل. [c1] إعادة نشاط السيرك في عدن[/c]هذا المشروع يحتاج إلى جهد متواصل ودعم من الدولة باعتباره فناً من الفنون الشعبية والرياضية وليس باستطاعتنا القول أن فكرة إعادة نشاط السيرك اليمني في عدن تتطلب جهود الدولة والمبدعين في هذا المجال لان هذه الفكرة تتغلغل داخل المبدع كالهواء الذي يدخل رئتيه دون إذن ما يجعله غير قابل لان يوضع في ثنائيات ونتيجة الفكر هي في تمثل الإنسان وتوظيفه له. أن الأسئلة التي ترتكز حول ضرورة إعادة نشاط السيرك في عدن تتيح لنا إجابات بضرورة عودة المبدعين إلى نشاطاتهم وتجميع قوتهم الفكرية والإبداعية للعودة إلى هذا العمل الإبداعي والابتعاد عن إحباط وتهميش المبدعين والمثقفين من قبل المتنفذين في هذا الجانب الثقافي والمتعصبين للقبلية والشللية حقاً أننا نعاني من قوة تسعى إلى حرمان المثقفين والمبدعين من نشاطهم الإبداعي لإعادة الجهل والتخلف إلى المجتمع اليمني ولكن البلاء أن يهزم المثقف أمام الاضطهاد نحن دائماً نبحث عن الخلل في غير مواطنه لأننا نحاول الهروب من مواجهة الأسباب الحقيقية لخللنا لا تظن عزيزي القارئ أنني اخفي مشاعري الحقيقية وآلامي من معاناة المبدعين وتهميشهم ولكنني أدعو إلى ضرورة تعاونهم في مواجهة المعرقلين للعمل الثقافي في بلادنا . لقد آن الأوان لكي نستحي من أنفسنا والحديث النبوي الذي ورثناه ينطبق هنا : “ إذا لم تستح فأصنع ما شئت “ نحن الآن نصنع ما نشاء لكن إذا استحينا فسنضع حدا لرغباتنا الخاصة ولمشيئتنا. وهنا أتذكر قول الشاعر العربي : [c1]كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل [/c]
|
ثقافة
إعادة الحياة إلى السيرك في عدن
أخبار متعلقة