سطور
كتب/ جميل مفرحالمتميز الأستاذ شوقي شفيق يرقد في المستشفى على إثر جلطة فاتكةٍ باغتت دماغه الذي كان على الدوام مشتغلاً ومشغولاً بالإبداع والفكر والثقافة، ومهووساً بجديد القصائد المشبعة بالبحر وبعدن الجميلة وبصداقاته التي لا تكاد تنتهي..الشاعر العدني الجميل والأنيق جداً، منذ أيام تجاهد روحه على سرير المستشفى، يساومه الرحيل، وتهدد الفاجعةُ قلوبنا باختطافه عاجلاً والمضي به بعيداً لا قدر الله.. نصبت له الجلطة (شركاً شاهقاً) لا يليق بروحه الجميلة الودودة ولا بشاعريته التي أسهل ما تجيده أن تنال عنان الجودة والروعة وتهزم شواهق الذائقة..شوقي أيضاً نصبت له الجهات المعنية والمسئولة والمختصة وذات الاهتمام!! و...،...، كمين اللامبالاة، فمنذ أن بدأت الجلطة هجمتها عليه وبدأ هو حالات المقاومة ومحاولات الصمود والتحدي وإلى يومنا هذا ما يزال وحيداً، لم يجد من كل تلك المسميات التي لا تنتهي من جهات حتى من يقف عند رأسه ولو لبرهة يعزز فيها مبادئ المقاومة والصبر والاستبسال لديه من أجل البقاء والتمسك بالحياة.. إن لم يكن من أجل الروح الجميلة والشخصية الأجمل لهذا المبدع، وما تحصل من عطاءاته الإبداعية والثقافية الثرة، ففي سبيل ما تبقى من تلك العطاءات في رصيد هذا الحقل الإبداعي اليانع.. فإنه لمن غير اللائق إطلاقاً أن يتجاهل شوقي بهذا الشكل المخزي، وأن نظلَّ نكتفي بالتفرج عليه وعلى وضعه وكأنه لا يعنيننا في شيء على الإطلاق..* * * *شوقي شفيق.. من الباعث على الحسرة والألم أن تهمش أشواقنا إليك وإلى عودة ابتسامتك التي كانت تشبه صباحات عدن الندية إلى حد كبير.. ومن المؤسف حقاً أن تعدم الجهات الـ ..والـ... والـ ..وما إلى ذلك الشفقة التي نحتاجها والاهتمام الذي أنت في أمس الحاجة إليه هذه الأيام والساعات واللحظات الصعبة التي تمر بها روحك المكدسة حباً ووفاءً وشاعريةً ما يزال الوجود بحاجةٍ ماسةٍ إليها.شوقي.. لن تغفر أشواقنا إليك للجلطة الغادرة فعلتها المشينةً ولن ترضى قلوبنا وضمائرنا عمن يستعجل تناسيك ويتركك تجابه هذا المصير المجهول الموحش وحيداً إلا من عدن والبحر وذات قصيدةٍ كتبتها على غفلةٍ من الجميع.. أيها الصديق الرائع.. لا تذهب بعيداً، فلم يحن بعدُ موعد الصمت، ما نزال ننتظر منك قصيدةً جديدةً تصف فيها مغامرات روحك الجديدة في الشعر والعشق والصداقات، وتسخر ممن تركوك لسرير الموت ولوحوا بأكفّهم الملطخة من بعيد تلويحة نسيان فاجرة.