قصة قصيرة
يعشق حد الوله والجنون تصوير الطبيعة والإبحار في عالم أسرارها، كان يحلم بزيارة بلادنا على وجه الخصوص ليكشف جمالها وتاريخها الماجد وتراثها الأغر.جهز معداته وكامرته الاحترافية على أمل أن تسنح له الفرصة لتحقيق مبتغاه، صبر وانتظر حتى يحقق مناه.التقط آلاف المشاهد التعبيرية، رصد صوراً نادرة لم يسبق لغيره أن صور شبيهاً لها، ليعود إلى بلاده معلنا عن إقامة معرض فوتوغرافي بعنوان (هدوءاً أيها العنف)..ضم المعرض صورة لطفل يحتضن يده الصناعية برفق بعد أن فصلها عن كتفه، وأخرى لشابة يستحي ضياء القمر من بهائها كانت تحمل إصبعها من على الرصيف بعد أن طمعت به شظية سيارة مفخخة، وصورة أخرى لعربة (حمل) خشبية تحمل جثة صاحبها غاطسة بالدم.وتميز المعرض بصور نادرة كصورة مسجد سجد على مصليه غير آبه بتضرعاتهم ومناجاتهم إلى السماء، وأخرى لأسد يبكي خوفاً من فريسته وصورة لاحقة تتعلق بحذاء قديم كان قد ارتداه صاحبه ووضعه فوق وجهه ليفضح عوزه.حقق المعرض شهرة واسعة وكون لصاحبه أرباحاً طائلة.. معلناً تجاوزه الصور الطبيعة واصفاً إياها بالمستهلكة، ليغير مسار عمله إلى مصور حربي، ومن ثم ليزور بلادي مرة أخرى وعلى متن طائرة مقاتلة هذه المرة.