جلس صياد شيخ على شاطئ البحيرة والتف حوله أحفاده وكانت الشمس تميل إلى الغروب والرجال يصلحون شباكهم بعد عناء يوم كامل. ثم نظر واحد من الأولاد إلى سلال السمك وقال: ما أكثر أنواع السمك في العالم يا جدي.تنفس الجد الصعداء وقال: أجل ما أكثرها إنها متنوعة مثل البشر..تعجب الأولاد من ذلك الكلام فشرح لهم وقال: مثل حياة الإنسان كمثل بحر يحوي أنواعاً كثيرة من السمك: سمك يعيش في القاع يتمتع بالماء الهادئ والغذاء الوفير ولكن الظلمة التي تغلفه أفقدته لونه ووفرة الطعام سلبته حيويته فضمرت زعانفه وترهل بدنه.وسمك يعيش في الماء الجاري ويسبح مع التيار تراه يمضي سحابة يومه يجري وراء الطعام يحاول اللحاق به والتقاطه، فحياته ليست إلا سعياً وراء لقمة العيش، إن غالبية الأسماك تعيش على ذلك النحو..وسمك يعاكس التيار مثل سمك السلمون انه قوي البنية شديد البأس يفغر فاه فيأتيه الماء بكل ما يلزمه من الطعام ثم يمضي سحابة يومه في عمل أشياء كثيرة غير السعي وراء لقمة العيش لذلك نراه يهوى الصعاب ومواجهة الأخطار.وسمك اكتشف عالماً آخر يختلف عن عالمه المائي مثل الحوت.عالم تهب فيه الرياح فتملؤه الروح. فيفقد الجسد ثقله وتسمو نفسه. انه يتردد إلى ذلك العالم من حين إلى آخر ليتنفس منه ثم يعود إلى مياهه متجدداً تسري في جسده حيوية ونشاط.وسمك لم يكتف بالتنفس من العالم الآخر بل أراد أن يغوص فيه مثل الدلفين انه يريد أن يتحرر كلية من المياه وصعوبات العيش فيها وملذاتها فتراه دائم الارتفاع نحو الأعلى حيث الشمس والهواء الطلق يقفز ويحلق يتمتع ويتأمل ولا يعود إلى عالمه إلا ليلبي حاجة جسده أن سمو حياة ذلك النوع يجعلكم تقفون أمامه بإجلال واحترام وتحبونه محبة فائقة.تلك هي مختلف طرق عيش الأسماك.. وتشبه طرق عيش الإنسان.. فأي نوع من الأسماك أنت؟..
أخبار متعلقة