سطور
إيمان الذنون :كثيراً ما نردد مقولة شكسبير (إن الحياة مسرح ونحن ممثلون عليه)، دون أن يتوارد إلى أذهاننا أن نشبه الحياة بالدراما؛ لأن ذلك من الأمور التي لم نعتد عليها أو تألف أذهاننا سماعها، ربما لأن مصطلح الدراما انحصر حتى وقتنا الحاضر بالمسلسلات التلفزيونية، وما تتركه من أثر في نفوسنا. الحياة دراما “Our life is a Drama” لم يكن مجرد عنوان بقدر ما كان وصفا جديدا يخرج عن الإطار الشكسبيري، دون أن يبتعد من حيث المعنى عن مفهوم لازمنا منذ الصغر: (الدراما هي الحياة والحياة هي الدراما بعينها) إن تفسير العبارة وإن كان غير مقنع تماما للبعض، إلا أنه على الأقل صحيح من بعض الوجوه؛ حيث تم استخلاص تلك النتيجة بعد دراسة مستفيضة لكتاب صدر حديثا بعنوان “Return To Love”، الذي يعني العودة إلى الحب للكاتبة الأمريكية Marianne Williamson، ولعل سر روعة الكتاب تكمن في إلقاء الضوء على ما يجب أن يكون حقيقة في حياتنا، والأهم من ذلك أن الكاتبة خاطبت في رحلة بحثها أرواحنا قبل عقولنا بعيدا عن عالم الأرقام. استطاعت ماريان ويليامسون من خلال كتاب العودة إلى الحب أن تلمس ذلك الخيط الرفيع، الذي يربط بيننا وبين الآخرين من خلال إدراكها حقيقة مهمة تقول: (إن بوسع البشر أحيانا أن يغمضوا أعينهم أمام ما هو جميل أو مروع، وأن يغلقوا آذانهم أيضا، لكنهم أمام العلاقات الطيبة التي يؤسسها الحب لا يملكون إلا الإصغاء، كونه المحرك الأساسي لعلاقاتنا الإنسانية جميعها مهما كان نوعها وشكلها). وأكدت الكاتبة ضرورة إعطاء الحب مساحة في حياتنا باعتباره الضوء، الذي يشع في أعماقنا المظلمة لما يرسله من ذبذبات للآخرين يتوجب علينا احتضانها بعناية فائقة كلما أحسسنا باختناق الذات البشع، وتتابع: إن حاجتنا للحب بكل أنواعه في علاقاتنا مع الأشياء ومع بعضنا تشبه حاجتنا للماء، نحتسيه في كل موقف مع مطلع كل فجر جديد. تنحو الكاتبة باتجاه آخر حيث تقول: يمتاز عصرنا المجنون بشراسته في سرعة تعرية قيمنا، فقد رمى الإنسان نفسه في دوامة من الضياع أنهكت قواه، وجعلته ينسى أن يكرس الحب في حياته كقيمة لا يقل أهمية عن غيره. وتؤكد الكاتبة أن الحب حقيقة وبعيدا عن ذلك يصبح لكل يوم حقيقة حتى نصبح نحن أنفسنا بلا حقيقة. وتعتقد الكاتبة أن فهمنا الخاطئ لبعض الأشياء قد يوهمنا بأن لدينا عديدا من المشكلات، وفي حقيقة الأمر، المشكلة تبدو أبسط مما نتوقع، تتجلى في إنكارنا لجانب الحب في حياتنا وتهميشه في غالب الأحيان، وهذه هي مشكلتنا الأساسية نحن البشر وحولها تتمحور مشكلاتنا جميعها، حين قالت: Denying love is the only problem, and embracing it is the only answer,this love heal) all of our relationship to money - body- work- ourselves and one another) وترى الكاتبة ضرورة تغيير نظرتنا وتجديد ذهنيتنا تجاه الأشياء والآخرين عندئذ سوف تستجيب الأشياء من حولنا لهذا التغير، كما يتوجب علينا أن نتعامل مع أشيائنا باحترام دون أن نبخسها قدرها من الأهمية والاهتمام. عندما يمتلئ قلبك بالحب يرافقك عبق من نوع خاص، إنه عبق الإحساس بالآخرين، أبدا يلازمك، لعله شقيق الشهيق يدخل معه دون أن تستطيع صده إن رغبت بالبقاء، إنه يدخل إلى الأعماق، إلى القلب مباشرة حيث يتم الفصل بين الميل إلى الآخرين أو احتقارهم، بين الفرق مما نشاهده أو الرغبة فيه، بين الحب والإهمال، فذلك الذي يسيطر على الإحساس ليحتل القلوب، ولعله السر الذي يجب أن يدركه الجميع عامة وكاتب النص الدرامي بشكل خاص ليأسر القلوب والعقول معاً.