إعداد / وهيبة العريقي أن يحيا الاطفال اصحاء بعيداً عن تهديدات الامراض القاتلة التي يمكن توقيها ، هو اقصى ما يؤمنه التحصين للاطفال ذلك لانه يبني المناعة الجسدية من الاصابة بأمراض تسبب الوفاة او تؤدي - عند الحد الادنى - الى اعاقات دائمة وتشوهات مروعة.. انها امراض الطفولة التسعة القاتلة التي من بينها داء شلل الاطفال ولا يمكن لهم بطبيعة الحال تجنبها الا من خلال التطعيم الروتيني في المقام الاول الذي تقدمه المراكز والوحدات الصحية مجاناً بصورة مستمرة وفق مواعيد تدون في كرت خاص يسمى كرت التطعيم الذي تتحدد فيه نوع الجرعات التي تعطى وتاريخها ، مع بيان مواعيد ونوع جرعات التطعيم اللاحقة. والاحوط والافضل أن يحصل كل طفل خلال عامه الاول على جرعات التطعيم الروتيني كل في موعدها المحدد في كرت التحصين الخاص بالطفل مع الجرعة الثانية للقاح الحصبة عند بلوغه من العمر عاماً ونصف العام . كذلك أن يحصل الطفل عند كل حملة تطعيم ضد شلل الاطفال على جرعة تضاف الى رصيده المناعي ليزداد قوة ومناعة فالتحصين في الحملات ضد شل الاطفال ضروري شأنه شأن التحصين الروتيني. ونحن بدورنا نجدد الدعوة الى تحصين الاطفال دون الخامسة من العمر في الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الاطفال في الفترة من ( 14 - 16 نوفمبر 2011م) كإجراء احترازي خشية تسلل وفود فيروس الشلل مجدداً مع تدفق حجاج بيت الله الحرام الذين يفد البعض منهم من بلدان موبوءة بالمرض كافغانستان ونيجيريا وتعتمد هذه الحملة على استراتيجية التطعيم خارج الجدران ( من منزل الى منزل) لبلوغ الاطفال المستهدفين دون الخامسة من العمر بلا استثناء وما على الآباء والامهات الا الدفع باطفالهم المستهدفين ليطعموا في الحملة تعزيزاً وتأكيداً لمناعتهم ولا مبرر ولا حجة تقتضي حرمانهم من هذا الحق بصرف النظر عما اذا كان الطفل تحصن مرات كثيرة في السابق ام لا. واحذر من مغبة التخلف عن تحصين الاطفال دون الخامسة من العمر في هذه الحملة التي تعد احترازية تلافياً لظهور المرض مجدداً مع أن اليمن حالياً خارج الخارطة الوبائية للمرض منذ اعلنت خالية من فيروس شلل الاطفال في شهر فبراير من العام 2009م وانتقلت بذلك الى مصاف الدول الخالية من هذا الداء باشهاد عالمي لكن المخاوف عاودت محفوفة بحذر شديد من امكانية الظهور الشرس للمرض وانتشاره عبر افواج الحجيج - كما اسلفت - مالم تتخذ كافة الاجراءات الاحترازية لتلافي تسلله الى البلاد ومنع انتشاره حتى لا يعود بنا الوضع الى الوراء - لاقدر الله - وتحديداً الى الحقبة التي ظهر فيها المرض وانتشر بصورة وخيمة عام 2005م لما تسلل الى البلاد من السودان وبلدان اخرى افريقية وخلف وقتها ما يربو على (450) حالة اصابة بالفيروس. ولو بحثنا في الاسباب الكامنة وراء ظهور وانتشار مرض شلل الاطفال بالصورة التي طالعنا بها قبل ستة اعوام أي عام 2005م وما كان في مواجهته آنذاك - للحد منه والقضاء عليه نهائياً - من حملات وجولات تحصين عديدة ومتتالية فلا يمكن بأي حال ان نربط المشكلة بلقاح شلل الاطفال فنطعن في صلاحيته ونحكم بعدم فاعليته لان اللقاح المستخدم - في حقيقة الامر - عبارة عن فيروس مضعف موهن يحفز جسم الانسان على بناء اجسام مضادة ولا يمكن أن يسبب الشلل حتى في أسوا الاحوال واذا ما تلف اصبح عديم الفائدة عديم الضرر كقطرة ماء .. ليس اكثر. ولا اساس للتشكيك في سلامة ومأمونية اللقاح المضاد لفيروس شلل الاطفال وما يشاع من ادعاءات طاعنة في صلاحيته وسلامته ليست منطقية - البتة - كالزعم بأن اللقاح فاسد غير صالح لاطفالنا او انه يسب العقم او اتهامه بأنه يسبب شلل الاطفال او غير ذلك من اقوال زائفة لانه يأتي من بلاد غير اسلامية يعتبرونها تضمر الضغينة والكراهية لمجتمعنا. وهذا - لعمري - قدح في الامانة العلمية والمهنية وتشكيك غير منصف لا يستند الى دليل .. للرقابة الشديدة الملازمة لمراحل انتاج مصل اللقاح من بداية الانتاج ومراحله وحتى جاهزيته الكاملة بعد الانتاج ، بل ويعد تشكيكاً مرفوضاً لمساعي وحرص وزارة الصحة العامة والسكان والبرنامج الوطني للتحصين الموسع الرامية الى حفظ صحة اطفالنا وبنزاهة منظمة الصحة العالمية التي تضم في كنفها - ايضاً - خبراء مسلمين ثقات يعملون معها وعلماء ذوي دراية بالامور الفقهية واحكام الحلال والحرام في كل ما له علاقة بالصحة. إن اللقاح الفموي المستخدم في التحصين له عظيم الاثر في استثارة جهاز المناعة وتحفيزة لانتاج اجسام مضادة ولابد من تعدد جرعات اللقاح بشكل كاف ليترتب عليه حصول الطفل على حماية ووقاية دائمة تستمر معه مدى الحياة . في الاخير .. لا يسعني الا التذكير بأن مدة الحملة الوطنية للتحصين ضد شلل الاطفال ثلاثة ايام فقط وستنفذ خلال الفترة من ( 14 - 16 نوفمبر 2011م) وعلى الآباء والامهات في عموم محافظات الجمهورية الحرص على عدم اضاعة هذه الفرصة مهما تعددت الجرعات التي تلقاها اطفالهم دون سن الخامسة في السابق فتكرار الجرعات وزيادة عددها يقويان وينميان مناعة فلذات الاكباد وصولاً الى الوقاية الكاملة - ليس لوقت قصير - وانما مدى الحياة فالحذر من التهاون او التقاعس. المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني [c1] بوزارة الصحة العامة والسكان [/c]
|
تقارير
حتى لا يتسلل فيروس شلل الأطفال إلى اليمن
أخبار متعلقة