صنعاء /متابعات: في طلعاته المتكررة أمام وسائل الإعلام لا يخفي الشيخ حميد الأحمر، الملياردير والقيادي الأبرز في حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين” والمعارضة اليمنية، عداوته الشديدة لقائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح.وفيما لم يبدر من نجل الرئيس صالح - الذي يمتاز بندرة ظهوره الإعلامي - ما يشير إلى مجاراة الأحمر في إظهار الخصومة إعلاميا، إلا أن الأخير يبدو مسكونا بهاجس “العميد” ولا يكاد يغفل عنه لحظة.وتعود الخصومة بين الرجلين، الظاهرة بقوة من طرف الأحمر، إلى سنوات مضت، كان “حميد” خلالها يغمز من “أحمد” دون أن يذكره بالاسم. ومع بلوغ ما يسمى بـ “الربيع العربي” اليمن سارع الشيخ ورجل المال والأعمال إلى المجاهرة بخصومته الشخصية للقائد العسكري.ويخوض حميد الأحمر سرا وعلانية حربا متعددة الأشكال والمستويات، يصب معظمها في خانة عدائه الشخصي لأحمد علي، الذي لم يزل يمارس هوايته المفضلة بالسكوت عن مجاراة خصومه إعلاميا، على طريقة أن “التجاهل ابلغ الرد”.وفي سياق إظهار الخصومة عبر وسائل الإعلام تقوم فضائية “سهيل” المملوكة لحميد الأحمر - فضلاً عن صحف ومواقع الكترونية تتلقى تمويلها منه - بتبني خطاب “حميد” الذي يعكس مدى خصومته لقائد الحرس الجمهوري.وأثناء حديث جانبي مع صديق قديم يعمل الآن من وراء الكواليس في قناة “سهيل” كشف عن وجود ما اسماها “موجهات عامة” لعمل القناة يضعها الشيخ “حميد” بشكل دوري، وخص بالذكر “قواعد إدارة الحرب الإعلامية ضد الحرس الجمهوري وقائده”.المصدر في “سهيل” قال إن محاكاة “مزاج” الشيخ الأحمر غاية ما يطلبه العاملون في القناة، وأن من يريد أن يحظى بمكانة لديه يبادر إلى “التفنن” في إطلاق الشائعات واختلاق الأخبار التي تنال من “خصمه اللدود أحمد علي” حسب تعبيره.وأضاف في معرض التمثيل على مزاج الشيخ وصلة ذلك بأداء “سهيل” إن حميد الأحمر يستحضر في حربه “الإعلامية” مع قائد الحرس ذات الوسائل التي كان هو نفسه - أي حميد - يستخدمها منذ زمن.وفي هذا السياق كانت قناة “سهيل” ووسائل إعلامية أخرى روجت لشائعات تزعم أن قيادة الحرس الجمهوري تنشط بشكل مكثف في الموقع الاجتماعي “فيسبوك” من خلال فتح صفحات وإنشاء مجموعات على صلة بأحمد علي وأجندته الإعلامية.وأخبار كهذه كافية للإفصاح عن أن الشيخ حميد الأحمر يقف وراءها مباشرة، في ضوء استحضاره لأدواته التي يخوض بها صراعه مع نجل الرئيس، ظناً من “حميد” بحكم تجربته السباقة إلى الـ “فيسبوك” أن “أحمد” لا بد يستعين به. وعلى غرار ما كشفت عنه وثائق “ويكيليكس” من إعداد مبكر للانقلاب على الرئيس صالح، عمل عليه حميد الأحمر، كان الـ “فيسبوك” على قائمة اهتمام الشيخ الملياردير، على الرغم من أن موقع “التواصل الاجتماعي” هذا لم يكن قد اشتهر حينها، قبل أن تعطيه حضوره القوي ثورة الشباب التونسي التي حملت اسمه في بعض عناوينها.وقبيل البدايات المبكرة للأزمة السياسية في اليمن مطلع العام الجاري كان الشيخ حميد الأحمر ونشاطه على الـ “فيسبوك” حديث الإعلام، لاسيما الإلكتروني منه، وبالعودة إلى ما تم نشره تلك الأيام نكون أمام ما يشبه نسخة أخرى من ويكيليكس. إذ عرضت مواقع الكترونية صورا يستقبل فيها حميد الأحمر في أحد منازله الفارهة العشرات من الشباب ممن أسمتهم أعضاء وناشطين في صفحته في الـ “فيسبوك”.وضمت صفحة حميد الأحمر التي تناسخت إلى صفحات على الموقع الاجتماعي الشهير صورا للقاءات متعددة أظهرت من بين من يجتمع بهم من “الناشطين في الفيسبوك” صحفيين معروفين ينتمون إلى المعارضة.وهكذا.. لم يدع الشيخ القبلي وسيلة، في سياق الضرب على وتر عدائه للقائد العسكري، إلا وأخذ بها، ومع أن حميد هو السباق إلى انتهاج سبل الخصومة وإعلان العداوة - سواء عبر الآليات الناعمة كوسائل الإعلام، أو العنيفة عبر لغة السلاح - إلا أنه لا ينسى أمام كل وسيلة أن يتهم بها أحمد، في الوقت الذي يظهر فيه أن قائد الحرس الجمهوري غير مهتم بالشيخ الملياردير..ربما هي طريقة العميد التي اختبر نجاحها مع المجاهرين بخصومته وعلى رأسهم الشيخ.. التجاهل هو أبلغ رد.. إنه يلوذ بالصمت بينما هم يتميزون من الغيظ، ويودون لو يجاريهم في طلعاتهم الإعلامية.
