إقبال علي عبدا للهالمتتبع الحصيف والقارئ الذكي الذي لم تخنه الذاكرة وتبعده عن الاوضاع السياسية التي كانت تعيش فيها المحافظات الجنوبية قبل الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م، سيدرك دون أي اجتهاد ذهني العقلية المغامرة المتهورة التي تقود العجنة الغريبة، احزاب (اللقاء المشترك) عقلية لم تتحرر رغم سنوات الوحدة الممتدة سبعة عشر عاما، وما افرزته هذه السنوات وتحديدا بعد الانتصار العظيم الذي حققه الشعب ضد الانفصاليين ودعوتهم إعادة عجلة التاريخ الى الوراء، الى زمن التشطير البغيضِ، انتصار صيف 1994م .. ما افرزته من شواهد وحقائق اكسبت اليمن الاحترام والتقدير الاقليمي والعربي والدولي وابرزها النهج الديمقراطي والتعددية الحزبية وانشاء منظمات المجتمع المدني واحترام حقوق الانسان وحرية الرأي والرأي الآخر وصدور كم كبير من الصحف والمجلات والدوريات الحزبية والمستقلة والمتخصصة.نعم..إنها عقلية ما تزال في مربع الطيش والمراهقة السياسية لم تعد مقبولة اليوم لا في اليمن ولا في أي بلد آخر، حتى بلدان ما كان يعرف (المعسكر الاشتراكي) قد تخلصت من هذه العقلية العفنة التي دفنتها الشعوب في زمن الديمقراطية والشفافية وصناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة .. غير ان بعض قيادات (المشترك) خاصة الذين يسبحون في اوهامهم المريضة بعودة حكمهم ليس من خلال صناديق الاقتراع، بل من خلال اشاعة البلبلة والفتن في الشارع مستغلين المناخ الديمقراطي الذي تعيشه اليمن بفضل الوحدة المباركة التي ارتبطت بالديمقراطية منذ ولادتها في مايو 1990م.من نافل القول نحن في استعراض الاعمال الهمجية الطائشة لبعض قيادات (المشترك) في احداث ضجيج بالشارع تحت شعارات مثل المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين الذين طالتهم الآثار المدمرة لحرب صيف 1994م التي اشعلها الانفصاليون في الحزب الاشتراكي وحين وجدوا ان مشروع ومخطط حربهم على الوحدة مني بالفشل والهزيمة نهبوا اموال المحافظات الجنوبية وفروا الى خارج الوطن باحثين عن ملجأ لهم يعبثون فيه بهذه الاموال تاريكن كل المشاكل التي تحملت الوحدة وقائدها فخامة الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح رئيس الجمهمورية، المسؤولية الوطنية الشجاعة في حلها رغم الصعوبات المالية التي نتجت عن الحرب.هذه الشعارات كشفت الوقائع والبراهين انها صيغت في الخارج في إطار مؤامرة خارجية على النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية في اليمن حيث مست الشعارات الوحدة الوطنية للشعب وحاولت وبشكل قبيح إعادة النظرة الطائفية التي محتها الوحدة من عقل ووجدان الشعب اليمني.. فكانت هذه الشعارات كافية امام الحكومة للتدخل من خلال القانون والدستور واتخاذ الاجراءات اللازمة والضرورية لردع مثل هذه الشرذمة المندسة بين المتقاعدين والمواطنين وحماية الامن والسلم الاجتماعي لأن الوحدة حاميها الشعب وراسخة رسوخ الجبال.وازاء هذه الاجراءات القانونية والضرورية حاولت قيادات (المشترك) الادعاء بانتهاك حقوق الانسان وممارسة سياسة القوة ضد المطالبين بحقوقهم واتسعت اعمال الشغب لتتعدى المتقاعدين خاصة بعد ان وجه فخامة الأخ رئيس الجمهورية بمعالجة مشاكلهم وحلها بصورة عاجلة وهذا ما حصل بالفعل الى جانب توجيهاته بمعالجة الكثير من الاخطاء والاختلالات الناتجة عن حرب صيف 1994م .. وكان لتوجيهاته اثر ايجابي في نفوس المواطنين وتقدير وحب للرئيس القائد الذي تحمل اخطاء وسلبيات الآخرين لأنه قائد الجميع وأب للجميع ومحقق وراعي الوحدة المباركة.من المفيد ذكره بل والتأكيد عليه أن من حقنا ان نصرخ بأعلى اصواتنا وبكل حرية اذا مست حقوقنا .. ومن حقنا ان نطالب الدولة بهذه الحقوق .. فليست ساحة العروض في عدن ساحة للحرية او الساحة المقابلة لمجلس الوزراء ووزارة الاعلام بالعاصمة صنعاء هي ساحة للحرية .. بل نقول ان الوحدة جعلت الوطن كله ساحة للحرية .. لكن وفق القانون والدستور .. وعدم المساس بقدسية الشعب ووحدته الوطنية .. فالامر هنا يختلف لأن الديمقراطية التي اعطتنا الحق وبكل حرية ان نطالب بحقوقنا وتحقيق مطالبنا التي من اجلها جاءت الوحدة (بناء يمن مزدهر آمن ومستقر ينعم كل مواطن فيه بالعيش الكريم ومحاربة البطالة والجهل والمرض والفساد)، لاتعني الفوضى والضجيج في الشارع واثارة الفتن ومد اليد الى الخارج لان ذلك يعتبر خيانة وطنية والدولة واجهزتها الامنية والعسكرية والشعبية قادرة على حماية الوحدة ومواجهة أي مؤامرة مهما بلغ حجمها تحاول النيل من الوحدة واستقرار وامن الشعب اليمني .. والتجارب تشهد على ذلك.نكرر القول إن القانون والدستور يعطينا الحق كل الحق في ان نصرخ ونطالب ولكن دون المساس بقدسية الشعب (الوحدة الوطنية) ورمضان كريم..ولعل ان يهتدي فيه قادة احزاب المشترك ويتعافوا من امراضهم والعودة الى صوابهم أن الوطن فوق كل شيء والوحدة حدقات عيون ونبض الوطن والمواطنين.
نصرخ .. نطالب ولكن !!
أخبار متعلقة