أتحفتنا شاشات الفضائيات بتوجه المحكمة الدولية لتوجيه مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني البشير، كونه يتحمل المسؤولية في جرائم دارفور!! أمر يثير الدهشة والتعجب، ويثير ألف سؤال وسؤال وأول هذه الأسئلة متى ستحل أميركا عن ظهورنا؟ متى ستتركنا نحن العرب نحل مشاكلنا بأنفسنا؟ وهل يحق لها الاستمرار في هذا التدخل السافر في قضايانا؟لماذا السادة القضاة في هذه المحكمة الموقرة لا يصدرون مذكرة بتوقيف من قام باحتلال العراق؟ وقتل حتى الآن مليوناً ونصف المليون من مواطنيه، وارتكب جنوده أبشع المجازر، وقاموا باغتصاب النساء وحتى الرجال، وأجبروا ما يزيد على أربعة ملايين عراقي على ترك الوطن والعيش في الشتات، وليس هذا فحسب بل سرقوا ثروات هذا الوطن ومزقوا أوصاله، هل هناك قضية بهذا الحجم أيها السادة القضاة واجهتكم؟ تفضلوا وجهوا مذكرة توقيف بالسيد... هل تجرؤوا على ذلك، بالتأكيد لا، لأنه هو صاحب هذه المحكمة.مع الأسف كما هو مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة، أصبحت المحكمة الدولية مثلهم لا حول لها ولا قوة، ولا تستقوي إلا على الضعفاء.هل تستطيع المحكمة الدولية هذه أن توجه مذكرة توقيف بحق أولمرت؟ وباراك؟ ونتنياهو؟ وغيرهم ممن يرتكبون الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.كم من الأطفال قتلوا أيها القضاة؟ أين حضراتكم من هذا؟لماذا لم توقفوا في السابق شارون الذي ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا؟لماذا لم توقفوا بيريز الذي ارتكب مجزرة قانا؟دارفور شأن سوداني داخلي، وشأن عربي داخلي، ولكنكم والله لا تريدون إلا النفط من دارفور، ولا تبحثون إلا عن الثروات ولا يهمكم أمر المواطن في دارفور لا من قريب ولا من بعيد.إذا كان البشير أخطأ في حق السودان فالشعب السوداني هو من يحاسبه.كفاكم تدخلاً في الشأن العربي، تدخلتم بالعراق بحثاً عن النفط، وسمحتم لأنفسكم بمحاكمة الرئيس صدام حسين وأعدمتموه وها هو النفط تحت تصرفهم.تدخلتم في الشأن اللبناني وأشعلتم نار الفتنة وزودتم إسرائيل بالقنابل الذكية وفشلتم.تمارسون كل أشكال الضغط على السلطة الفلسطينية وتحتفون قيام الوحدة الوطنية، واتهمتم الفصائل الوطنية والمقاومة بالإرهاب، وقدمتم كل الدعم للكيان الصهيوني، والقيتم خطابكم الشهير الداعي لإقامة الدول اليهودية؟لم تتركوا الصومال الدولة الفقيرة وشأنها، وها هي الحرب الداخلية مشتعلة.نحن لا نطلب سوى تركنا نقرر مصيرنا وحدنا ولوحدنا نشكركم على حميتكم وغيرتكم علينا، نشكركم على دعمكم السخي لنا، ولكن اتركونا، واعلموا بأننا قد بلغنا سن الرشد منذ زمن.[ في تاريخ الحركة الصهيونية وحين فكر “هرتزل” في مشروع دولة في فلسطين بعث باثنين من الحاخامات في رحلة استطلاع تؤكد له ولغيره أنها “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” وكانت مفاجأة “هرتزل” حين تلقى من رسوليه إلى فلسطين تلغرافاً شهيراً في تاريخ الحركة الصهيونية يقول :العروس جميلة، ولكنها متزوجة فعلاً”.وكان الحل الإسرائيلي مثل الحل الأمريكي قتل الزوج والاستيلاء على ممتلكاته واغتصاب العروس باحتلال الأرض!]كانت التجربة الأمريكية سباقة في هذا السلوك وعندما جاء الرئيس “هيرالد فورد” أصدر أمراً رئاسياً يحرم قتل الزعماء السياسيين لدول أجنبية، وظل هذا الأمر حتى جاء بوش “الابن”في حرب أمريكا ضد الإرهاب، وكلنا لسنا إرهابيين بل طلاب حق.
شر البلية ما يضحك..!!
أخبار متعلقة