سيئون / محمد السقاف :استضاف مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون حضرموت العلامة والمؤرخ والمحقق السيد جعفر بن محمد السقاف وهو الشخصية الموسوعية المشهورة في اليمن وخارجه الذي تلقى تعليمه على يد جهابذة من أعلام حضرموت و عاصر أجياله عديدة من الحكام و عمل مع عشرات القضاة وعايش الحربين العالمية الأولى والثانية وكان مراسلا لبعض الإذاعات العالمية في ذلك الحين ومثل بلاده في مناسبات مختلفة والتقى العديد من الزعماء والسيد السقاف يعد بحر لا قرار له في شتى العلوم وهو مقصد للباحثين و المؤلفين وطالبي المشورة.وقد القى السيد جعفر السقاف بالمركزاً بعنوان (هكذا كنا نحي رمضان ) استعرض فيها صوراً عديدة من أحوال أهل حضرموت في شهر رمضان المبارك وكيفية تعامل الناس في حضرموت في كل الجوانب الروحية والاجتماعية وبحكم العمر المديد للسيد السقاف أمد الله فيه فقد أتحف الحضور بنفائس ونوادر من معلومات تكاد أن تكون غريبة على البعض نظرا لتقادم العهد ببعضها فالسيد السقاف شاهد على كل هذه العصور .وفي المحاضرة تناولالمحاضر جوانب الحياة وما فيها عادات عريقة و راسخة هي في حقيقة الأمر أقرب بل أنها في الغالب مشتقة من العبادات الدينية النقية , وفي رمضان تكثر مظاهر العادات و منها ما يتمثل في الاستعداد لشهر رمضان ذاته و تتركز معظم هذه العادات على العبادات وتدارس القرآن وكتب الحديث و الفقه والتفاسير في المساجد والزوايا أو في المجالس الأسرية الصغيرة وكذا صلة الرحم والتواصل الحميم الذي يبلغ ذروته في رمضان هذا علاوة على اللقاءات العامة في المساجد وفي مجالس العلماء وإلى وقت قريب لم يكن للمعدة يذكر من هذا الاهتمام البالغ الذي نعهده اليوم و يحظى الأطفال بجزء كبير من ذلك الاهتمام سواء من حيث الترويح أو من جهة التوجيه ففي كل عادة أو تصرف من ذلك يؤخذ في الاعتبار لطف وظرف الرسالة التي يستوعبها الأطفال فهم طرف رئيس من هذه الحركة الديناميكية ولذا فحضورهم بارز و فاعل وحتى أهازيجهم العذبة الغنية بالمتعة هي أيضا من العبادات حيث تربط الطفل بالله سبحانه وتعالى وبمحبة الرسول والوالدين والمسلمين والحث على احترام الكبير وتهذيب النفس وسمو الخلق والتراحم والترابط .وواضاف المحاضر أن لشهر رمضان الكريم أيضاً العابه الخاصة سواء للكبار رجالا أو نساء أو للأطفال فللرجال لعبة ( الدحنك ) وهي تمام مثل لعبة الجولف الأرستقراطية ولعبة ( الصك ) التي تشبه البيسبول و القله والهوس غيرها كثير ولكن أهل حضرموت قد عرفوا هذه الألعاب منذ مئات السنين قبل أن تعرف وتنتشر كما هو اليوم .ولإثبات الهلال هناك أسر معروفة في حضرموت اشتهرت أفرادها بقوة النظر وقدرتهم على رؤية الهلال أما وسيلة الإعلام بثبوت الهلال ففي سيؤون ـ العاصمة ـ يكون ذلك عبر المدفع الذي حظي منذ وقت طويل باهتمام المحسنين الذين خصصوا له ريعاً وأوقافاً كبيرة في البلاد وفي سنغافورة وغيرها و لمن هم خارج سيؤون يتأكد لهم ذلك بإشعال النار في قمم الجبال وتقوم كل منطقة بإشعال النار لتشعر المنطقة التي تليها ويتعمم الخبر في وقت قصير نسبياً , كانت هذه الآلية في عصر لا توجد فيه وسائل اتصال أو مواصلات كما اليوم ولكن هذه الآلية لها مدلولات كثيرة يفتقدها عصرنا وأهله .
العلامة السقاف يحاضر عن أحوال حضرموت في رمضان
أخبار متعلقة