كتبت /اثمار هاشمأصبحت من الأمور المؤكدة ان الرياضة اليمنية تمر في الآونة الأخيرة بمنعطفات عديدة وهامة فتوالي تنظيم البطولات على مستوى الجمهورية في مختلف أنواع الرياضات أوجد حراكاً وتنافساً بين الاتحادات لتقديم أفضل ما عندها على مستوى الألعاب واللاعبين.كما أن الاستعدادات والتحضيرات الجارية الأن لانتخابات اللجنة الأولمبية المزمع إجراءها في التاسع من الشهر الجاري تعد بادرة أولى من نوعها في تاريخ الرياضة اليمنية بعد أن كان تشكيل اللجنة الأولمبية يتم عن طريق التعيين، على ان المنعطف الأهم الذي يمكن ان يحدث تغييراً جذرياً في الرياضة اليمنية هو ذلك الخبر الذي نشر في الصحف اليمنية والذي مفاده ان هناك فكرة لتشكيل فريق كرة قدم يمني نسوي خاصة بعد مشاركة ثلاث قيادات نسوية رياضية من اليمن في ورشة العمل الخاصة بكرة القدم النسائية التي عقدت في الدوحة خلال الفترة من 21 ـ 22 مارس 2006م والتي نظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).ان انتشار تلك الفكرة جعلت الشارع الرياضي اليمني ينقسم إلى قسمين ما بين مؤيد ومعارض.. ففي الوقت الذي يرى فيه المعارضون ان المجتمع اليمني له عاداته وتقاليده التي ينبغي احترامها وعدم القفز فوقها لان تشكيل ذلك الفريق سيكون بمثابة كسر قواعد ثابتة يعيش في ظلها المجتمع اليمني، فيما يرى آخرون مؤيدون لفكرة تشكيل فريق كرة قدم نسوي يمني اننا نعيش في عصر التطور والتحضر وأن علينا تجاوز كل الافكار والمعتقدات البالية التي من شأنها اعادتنا للوراء فمادامت الفتاة اليمنية قد استطاعت اثبات جدارتها وكفاءتها بمختلف أنواع الرياضات فلماذا لا تعطي هذه الفرصة في لعب كرة القدم.
المرأة اليمينة تشارك في العديد من الرياضة
على أن هناك جانباً مهماً جداً في هذه المسألة ينبغي علينا عدم اغفاله أو تجاهله ألا وهو رأي الرياضيات أنفسهن هل هن حقاً راغبات في ممارسة كرة القدم؟ وهل هذه الرغبة نابعة عن قناعة حقيقية من داخلهن؟ أم أنه كما يحدث في كثير من الأحيان انسياق لافكار ومشروعات يروجها الآخرون ومن ثم محاولة إيهام أنفسهن وإيهام الآخرين بأن تلك الفكرة من الأساس نابعة من الرياضيات واذا كان الأمر كذلك حقاً وتشكل ذلك الفريق فأين ستتم ممارسة تلك اللعبة؟ هل في ملاعب مغلقة؟ أم ستكون في ملاعب مكشوفة؟ تسمح لمحبي أكثر رياضة شعبية في العالم بمتابعتها خاصة وان تلك اللعبة ستعمل دون شك على أن يكون لها قاعدة عريضة من المشجعين والذين لا يعلم احد هل سيكونون من الرجال أم من النساء!! وبالتالي تكون هناك لاعبات نجمات في كرة القدم ولكن الأهم من ذلك كله هنا أن نسأل أنفسنا كيف ستلعب أولئك اللاعبات؟ هل سيكونون كاشفات وجوههن؟ أم أنهن سيعمدن إلى تغطية وجوههن؟
الفتاة اليمنية استطاعت اثبات جدارتها وكفاءتها
كما هو حاصل الأن في العاب الكرة الطائرة وتنس الطاولة والشطرنج والذي نعلم جميعاً بان تغطية الوجه من شأنه ان يسبب ارباكاً فمن حق كل لاعبة ان تتعرف على وجه اللاعبة التي ستكون خصماً لها في اللعب كذلك فانه من حق القائمين على كل لعبة من حكام وغيرهم ان يتعرفوا على وجه اللاعبة فما الذي يضمن ان اللاعبة المدون اسمها للمشاركة في البطولة هي ذاتها التي ستلعب خاصة وان هناك العاباً تشترط ان تكون اللاعبة عند سن معين لذلك فان على القائمين بالأمر والمتحمسين لفكرة تشكيل فريق كرة قدم نسوي أن يعالجوا مسألة اقدام اللاعبات على ارتداء البراقع أثناء اللعب لانه ان تم ذلك اثناء لعب مباراة كرة القدم فانه سيشكل عائقاً أمام اللاعبات بالتحرك بحرية لذا فانه يجب نشر الوعي بين اللاعبات المرتديات للبراقع بأن ممارسة الرياضة ليست بالشيء المشين أو المخجل وممارسة الرياضة بدون برقع لا تشكل مساساً بالاخلاق بأي شكل من الأشكال.