حبيبة بوحامد شعبوني أستاذ علم الوراثة الطبية جامعة تونس، هي طبيبة وباحثة تونسية استطاعت أن تثبت إمكانيات المرأة العربية في النجاح في العديد من المجالات، وكان المجال الذي اخترته شعبوني للنجاح فيه وتحقيق التميز من خلاله هو البحث في الأمراض الوراثية والوقاية منها، حيث بذلت الكثير من الجهد للتوعية بالأمراض الوراثية ونشر الوعي بمخاطرها.ويرجع اهتمام شعبوني بهذا التخصص بالذات إلى معاناة الشعب التونسي وهو الشعب الذي تنحدر منه من الأمراض الوراثية حيث تعد تونس من البلدان التي تُسجّل إحدى أعلى نسب في تلك الأمراض في العالم، نظراً لانتشار الزيجات بين الأقارب.ونتيجة لأبحاثها وجهودها المبذولة في هذا المجال استحقت أن تنال جائزة تعد من أهم الجوائز وهي جائزة لوريال يونيسكو لعام 2006 م .بدأت الدكتورة حبيبة في دراستها لعلم الوراثة عام 1976م، وبدأت عملها كأول طبيبة تونسية متخصصة في الأمراض الوراثية والخلقية عام 1980م، واصلت شعبوني دراستها وأبحاثها في هذا التخصص حيث أمضت أكثر من 26 عام من عمرها عاكفة على البحث في علم الوراثة، وسعت جاهده من أجل حماية الأسر التونسية من الأمراض الوراثية.تدرجت شعبوني في المناصب حتى وصلت كرئيسة قسم الأمراض الوراثية والخلقية في مستشفى «شارل نيكول» بالعاصمة التونسية. بدأت شعبوني اهتمامها بالأمراض الوراثية عندما كانت تعمل كطبية في قسم الأطفال، فكانت تلاحظ مدى المعاناة المرضية التي يعاني منها الأطفال نتيجة للأمراض الوراثية، وسوء الرعاية التي يتلقوها، فركزت اهتمامها على البحث في مجال الأمراض الوراثية ومحاولة متابعة المرض في الأسر التونسية من أجل معرفة معدلات احتمال الإصابة بين أفرادها. وتعتبر الدكتورة حبيبة من أحد رواد البحث العلمي في مجال الأمراض الوراثية في تونس، حيث كرست حياتها من أجل الأبحاث الطبية فعملت جاهده من أجل تحسين أوضاع الأطفال والأسر المتضررة من الاضطرابات الوراثية في بلدها، كما سعت على نشر تخصصها الطبي حيث عملت على تدريب العديد من الأطباء في هذا المجال لتقديم الاستشارات الوراثية وتشخيص ما قبل الولادة، كما قامت بتأسيس أول قسم للأمراض الوراثية في مستشفيات تونس في عام 1993م، وبذلت الكثير من الجهد لنشر الوعي بمخاطر الأمراض الوراثية، وسعت للحد من الإصابة ببعض أنواع الأمراض الناتجة من الوراثة. وتعد تونس من البلدان التي تُسجّل أحدى أعلى نسب في تلك الأمراض في العالم، بسبب انتشار الزيجات بين أفراد الأسرة الواحدة. كان لشعبوني الكثير من الإسهامات في الأبحاث الوراثية حيث قامت بتحديد أسس الإضطرابات الوراثية في تونس، وقامت بجمع معلومات حول الخصائص الوراثية ، وساهمت في تطوير التعليم الطبي في تونس كما نشطت في عدد من المبادرات الدولية المتصلة بالأمراض الوراثية. وقد منحتها كويشيرو ماتسورا» المدير العام لليونسكو جائزة لوريال يونيسكو في العلوم لعام 2006م ، وذلك في مقر اليونسكو بباريس حيث كانت واحدة من خمس باحثات حصلن على جوائز اليونيسكو كويشيرو ماتسورا وهي الوحيدة التي تنال الجائزة عن منطقة إفريقيا لمرتين على التوالي .
شخصيات خالدة
أخبار متعلقة