برلين / متابعات :استخدمت المخابرات الألمانية ( بي. إن. دي.) عشرين مراسلاً صحافياً يعملون في مؤسسات إعلامية ألمانية كمخبرين لها في الخارج . حدث ذلك في فترة تسلم غيرهارد شرودر لمهام المستشارية في ألمانيا الاتحادية، و كانت المخابرات تدفع لهم مبالغ مخصصة لقاء الخدمات التجسسية التي يقدمونها. هذا ما نشرته مجلة " فوكوس" الأسبوعية الأخبارية في عددها الذي صدر هذا الأسبوع .اعتمدت المجلة في تقريرها، الذي تناولته أجهزة الإعلام وعلقت معظمها عليه، على ملفات سرية تنجزها شعبة المخابرات الخارجية لتقييمها من قبل لجنة تقصي الحقائق التي تمّ تشكيلها لهذا الغرض. ولم يعلق متحدث باسم جهاز المخابرات الألماني على هذا الخبر آو ينفي صحته.ويتحدث التقرير المنشور عن استخدام القسم الأكبر من المراسلين العاملين بالقطعة، أي الذين ليست لهم عقود عمل ثابتة مع المؤسسات الإعلامية ، وتنشر تقاريرهم الصحفية في العديد من وسائل الإعلام . وحسب مجلة " فوكوس" تقاضى هؤلاء أجورا لتقارير ومعلومات أعطوها للمخابرات الألمانية تراوحت بين 150 إلي 1000 يورو.وجاء في التقرير أن هؤلاء المراسلين سجلتهم المخابرات تحت رقم سري هو 53210200 في قوائم ميزانيتها المالية السنوية . وفي إحدى هذه الحالات ينص التقرير المنشور على أن مراسلا في إحدى عواصم أوروبا الشرقية تمّ تمويل فتح مكتب صحافي له بغية تمويه عمله التجسسي .وفي مارس من هذا العام شكلت فضيحة التجسس على الصحافيين الألمان من قبل المخابرات عناوين رئيسية للصحافة المقرؤة والمكتوبة ، وتصدرت عناوين الأخبار لكثير من أجهزة الإعلام الألمانية . وحسب تقرير البوندستاغ ( البرلمان الألماني) يعتبر، التجسس الذي قامت به المخابرات على الصحفيين لسنوات طويلة، خرقا للدستور الألماني.تعود فضيحة التجسس في الإعلام الألماني بالدرجة الأولى عندما جرى كشف مراقبة الصحافيين من قبل المخابرات الألمانية منذ فترة طويلة. وفي تقرير لها نشرته " هامبورغر آبندبلات" في مارس من العام الحالي أكدت " أن المخابرات الألمانية تجسست على الصحافيين على نطاق أوسع بكثير مما كان يعتقد، وكانت تلازمهم وتتابعهم في أماكن عملهم وفي حياتهم الخاصة. أما صحيفة" زود دويتشه تسايتونغ " كشفت هذه الحقيقة لأول مرة معتمدة على تقرير غيرهارد شيفر، وهو قاض سابق في المحكمة الاتحادية . وكان القاضي غيرهارد قد وضع تقريره أمام هيئة الرقابة في البرلمان الألماني. وكانت تحظى بشكل خاص مجلة " دير شبيغل" الأكثر جدية وانتشاراً في ألمانيا باهتمام المخابرات للتجسس على هيئة تحريرها، فضلاً عن التجسس على محرر في مجلة " شتيرن" وصحافي في مجلة " فوكوس" الأسبوعية الإخبارية التي تصدر في ميونيخ. فيما ثبت ان المخابرات ترصد أيضاً المطاعم وأماكن اللقاء التي يحتمل أن يجري فيها تزويد الصحافيين بالمعلومات. في نفس الوقت الذي زرعت المخابرات صحافيين يتجسسون على زملائهم.ومن الجدير بالذكر أن فضيحة المخابرات الألمانية تفجرت هذا العام إثر الأنباء التي شاعت عن تقديمها معلومات محددة ومهمة للأمريكيين لدى دخولهم العراق ، وعندما توسعت المعلومات واتهمت المخابرات بتجنيد أشخاص في المنظمات الإنسانية للتجسس، انطلقت احتجاجات ضد ها متهمة إياها بتعريض حياة مواطنين ألمان مخلصين وأبرياء للخطر وهم يقدمون مساعدات إنسانية في الخارج ويأتي الآن التقرير المقتضب الذي نشرته" فوكوس" مجرد جزء من كتلة الجليد، وما سيفضحه التقرير المزمع إنجازه ، سيكشف بالتأكيد معلومات خطيرة في عمل المخابرات الألمانية المنافي للدستور .
مجلة فوكوس تكشف عن تجنيد المخابرات الألمانية للصحافيين كمخبرين في الخارج
أخبار متعلقة