- حثني بعض الزملاء الذين أعمل معهم في إدارة واحدة على «رفع كشف» إلى فلان-وهو مسؤول محلي كبير- ليعتمدهم ضمن الذين سيحصلون على الإعانات التي تقدمها مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية كالأزر والقمح والتمور والزيوت.. قلت لهم هذا لايجوز.. فهذه الإعانات مخصصة للفقراء ولا يجوز أن نزاحم الفقراء حتى في هذه .. قالوا :نحن لسنا أغنياء.. قلت صحيح ولكنكم تحصلون على أجور ومكافآت شهرية لا يحصل عليها أي فقير من الذين تستهدفهم مؤسسة الصالح.. ولم يتركني القوم إلا بعد أن علموا أن المؤسسة لاتمنح هذا المسؤول أو ذاك كمية مخصصة من المساعدات ليوزعها بنظره على من يشاء، بل لديها آلية خاصة بها حيث تعتمد على الأشخاص الموجودين بين الفقراء الذين يسجلون المستحقين للإعانة ومن ثم تصرف بأسمائهم.- مع ذلك ينبغي ألا تركن المؤسسة لهذه الآلية إلا متى ما اختارت لها رجالاً ونساء يوثق بهم ويترفعون عن أكل أموال الناس بالباطل ولا يحابون الأقارب والأصدقاء والجيران فأنا أعرف أشخاصاً في مديريتي يسمون شيوخاً وأسند إليهم تسجيل أو تزكية أسماء المستحقين للضمان الاجتماعي وما تقدمه الجمعية الخيرية للمرحوم هائل سعيد أنعم يضعون أنفسهم وقراباتهم وأشخاصاً مستوري الحال بل وأغنياء على رأس قوائم الفقراء والعجائز والأرامل واليتامى والمطلقات.. فللأسف كثير من الناس في هذا البلد مصابون بالجشع والطمع ويخونون الأمانة وينتظرون أي فرصة مواتية لإظهار فسادهم، حتى الغني يود لو يأخذ حصة كل الفقراء.- مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية تحسب على الرئيس والحزب الحاكم وتتهم بأنها تكرس نشاطها لأغراض دعائية لكن كل هذا لا يهم خاصة وأن التهمة الأخيرة ضرب من الكيد، المهم أن تبقى مؤسسة محافظة على تقاليدها المحترمة وأن تساعد الفقراء أينما وجدوا اكان عن طريق تقديم الغذاء أو الدواء أوالملبس والحقيبة المدرسية أو تأهيل وتدريب أبناء ورجال ونساء الأسر الفقيرة بغرض الأعتماد على أنفسهم.. ولكي لا تخترم أو تنتهك تلك التقاليد يتعين الاعتماد على آلية محكمة يعمل بها رجال ونساء مهتمون بالعمل الخيري والخدمة الاجتماعية يكونون محل ثقة ولا يهم بعد ذلك أن كانوا حزبيين أو مستقلين، وللطمأنينة يمكن أن تلجأ من وقت لآخر إلى اختيار عينة من الأفراد المسجلين في تلك القوائم لمعرفة أن هدف المؤسسة يتحقق.
عن مؤسسة الصالح
أخبار متعلقة