من الادب المترجم
إن وحش بحيرة نيس يعتبر لغزاً لم يتم حله حتى هذه اللحظة. يتساءل كثير من الناس "ماذا يوجد في قاع بحيرة نيس؟ هل هو وحش؟ هل وحش بحيرة نيس كائن حقيقي؟ ما هي طبيعة هذا الوحش؟ هل هو حيوان كبير؟ أم سمكة كبيرة؟ " هذه الأسئلة يسألها كثير من الناس ولكن لا يجدون إجابات شافية. إنه مخلوق كبير وغريب. يقول العلماء أن بحيرة نيس بحيرة عتيقة يعود تاريخها إلى ما قبل 25000 سنة، كما أنها بحيرة طويلة جداً إذ يبلغ طولها حوالي 38.6 كيلو متر وعرضها 1.6 كيلو متر ويمر خلالها ثمانية أنهار وحوالي 228 جدولاً، وهذه الأنهار والجداول تأتي من التلال وتصب في البحيرة. وبحيرة نيس عظيمة العمق فيصل عمقها إلى حوالي 296 متراً كما أن مياهها ليست صافية. ولكن أسفل هذه المياه العميقة يوجد لغز وحش البحيرة.نيسي هو اسم ذلك الوحش الذي يعتقد بأنه موجود في تلك البحيرة، وهو اسم اسكتلندي شائع. ذات يوم في اسكتلندا قرأ الناس عنوان بارز مثير في الإنفرنس كورير، يقول العنوان : مشهد غريب في بحيرة نيس. وكان تحت هذا العنوان قصة غريبة ومثيرة مفادها " رجل وامرأة يرون مخلوقاً كبيراً في البحيرة " وتتساءل الصحيفة " هل حقاً هناك مخلوق يعيش في بحيرة نيس؟ " إن قصة الوحش ليست جديدة وتقول الصحيفة " بأنها قصة قديمة، ولكن هل هي قصة حقيقية؟ " نعم"، يقول كثير من الناس في اسكتلندا " إنها قصة حقيقية " في ردهم على الصحيفة. بعدها مباشرة أتت رسالة من السيد سبايسر - الذي يعيش وزوجته في لندن وكثيراً ما يذهبون إلى اسكتلندا، وذات يوم وبينما هم في سيارتهم قريباً من بحيرة نيس، رأوا وحش البحيرة - وهذه الرسالة التي أرسلها تحكي قصة وحش البحيرة و تتفق مع الصحيفة، "نعم" يقول السيد سبايسر " إن الوحش هناك. إنه مخلوق غريب يعيش في البحيرة، إنه تنين!". ولقد رأى محرر صحيفة الديلي ميل الرسالة ومفادها "تنين عجيب يعيش في بحيرة نيس " وطلب المحرر من المراسل الصحفي للجريدة ويدعى السيد بيرسي كيتر الذهاب إلى اسكتلندا لتغطية الخبر ومقابلة بعض من الناس ممن شاهدوا التنين. وكان مراسل الصحيفة مسروراً بذهابه لتغطية الخبر ولكن الناس هناك أخبروه قصصاً مختلفة، فقال له رجل " إن للوحش عنق طويل ورأس كبير" ولكن امرأة قالت " لا إن له عنق قصير ورأس صغير" وقال رجل آخر " إن للوحش سنامان" ولكن رجل آخر أيضاً أضاف " لا إن للوحش ثلاثة أسنمة". بعد عودة بيرسي كيتر سأله محرر صحيفة الديلي ميل " هل أتيت بالخبر اليقين؟" فرد عليه المراسل "لقد حصلت على أخبار مختلفة ومتناقضة، إنه حقاً وحش غريب وقصته أغرب!!"، وقد كتب المراسل بيرسي كيتر العديد من المقالات في الديلي ميل حول الوحش، وفي واحدة منها يقول " إن مخلوق البحيرة ما هو إلا فقمة كبيرة وليس وحشاً " وفي مقال آخر كتب يقول فيه " إن وحش البحيرة ما هو إلا حوت كبير " واعترض الناس على مقالاته تلك. وفي عام 1934م رأى رجل - ويدعى جون ماكلين - الوحش ولحسن الحظ كان الرجل رساماً، فرسم صورة للوحش ولم تكن تلك الصورة لفقمة أو حوت بل كان غريباً، وسرعان ما تصدرت تلك الرسمة الصفحات الأولى لصحيفة الديلي ميل. ولكن القراء لم يقتنعوا بشكل كاف بعد وكانوا يطالبون بصورة فوتوغرافية للوحش، هل هو سمكة كبيرة أم تنين أو ماذا بالضبط؟ فقط صورة فوتوغرافية تستطيع أن تجيب إجابة شافية على كل أسئلتهم واستفساراتهم، فوافق محرري الصحف على ذلك وطلبوا من مراسليهم أن يجلبوا صورة للوحش بأي ثمن وهؤلاء لم يكونوا وحدهم من أراد ذلك بل الزوار أيضاً أتوا من إنكلترا و ويلز وايرلندا إلى البحيرة خصيصاً لإلتقاط صورة للوحش، ولقد جلس الزوار على التلال وبالقرب من البحيرة وانتظروا وراقبوا ظهور الوحش. ويبدو أن نيسي هي الأخرى أنتظرت في المياه العميقة للبحيرة ولم تظهر لهم. وفي أحد الأيام ذهب رجل إلى محرر إحدى الصحف قائلاً له "لقد حصلت على صورة فوتوغرافية لوحش بحيرة نيس - الصورة في الأسفل - وهي تظهر نيسي في العام 1934م على مياه البحيرة. ولكن هل الصورة هي حقاً لنيسي؟ وسرعان ما توالت صور عديدة للوحش ولكنها صور مختلفة عن بعضها البعض واختلفت الصحف مع بعضها البعض في تحديد أي من هذه الصور هي لنيسي. ولكن الناس ظلت تتساءل هل هذه الصور أصلاً للوحش؟ وكانت بالمقابل هناك إجابات مختلفة منها " نعم إن هذه الصور لمخلوق غريب" ولكن إجابة أخرى تقول " لا، ما هذا إلا شجرة ملقاة على مياه البحيرة" وأخرى تقول " إن هذه سمكة كبيرة" وغيرها وهكذا اختلفت الإجابات حول هذا اللغز المحير. إن مياه بحيرة نيس ليست صافية، لهذا لم يستطع العلماء الرؤية من خلالها إلى الأعماق، ولكنهم قرروا عمل شيء آخر، قاموا بوضع بعض التسجيلات الخاصة والحساسة للصوت على الماء وبعدها قاموا بالتصنت. أعطت التسجيلات الخاصة حقائق للعلماء وعلى ضوء ذلك صرح العلماء قائلين " نعم، يوجد في بحيرة نيس مخلوق كبير أو سمكة كبيرة. ولكن ما هي طبيعة هذا المخلوق؟ لا نعلم ذلك. ولكن الشيء المؤكد بأن هناك فعلاً مخلوق غريب في البحيرة وهذه حقيقة علمية تؤكدها التسجيلات الخاصة." ونحن نتساءل في نهاية هذا الموضوع المثير من هي نيسي هذه؟ وما هي طبيعتها؟ وهذا هو لغز وحش بحيرة نيس.هوامش :>ليسلي دنكلنج : كاتب بريطاني> المترجم : معيد في كلية التربية (صبر) قسم اللغة الإنجليزية> الإنفرنس كورير : صحيفة مشهورة في اسكتلندا (المترجم)>الفقمة حيوان مائي يعيش في البحر وحوله ويتغذى على السمك (المترجم)بالرغم من أن الصورة الفوتوغرافية للوحش غير واضحة