ينشر شهر رمضان الكريم في نفوس المسلمين عبقات من نفحاته الروحانية، يملأ النفس سكونا ، وتظهر جليا آثار الايمان والتقوى على النفوس .ننتظر رمضان من العام الى العام بشوق ولهفة .فيه تهدأ النفس ، وتغتسل بمائه العبق من تراكمات الخطايا واللمم والذ نوب .هذا ما يفترض أن نشعر به ، وهذا ما كنا نعيشه وتعيشه الامة الاسلامية من قبلنا.الا أن رمضان أصبح شهر الاكل والنوم والكسل أكثر من كونه شهر عبادة وعمل!!.بالرغم أن رمضان هذا العام ياتي وسط أجواء ملتبسة بمعاناة الفقراء والمتاجرة السياسية بآلامهم، تاه الناس عن المعاني الحقيقية لهذا الشهر الفضيل . فمن بين كل هذه الاحداث وهذه المظاهر الملتبسة بالأغراض الضيقة للسياسة وأحزابها تذكرت تلك الصورة التي شاهدتها في احدى الصحف الاجنبية، فقد رفع طفل رأسه الى السماء وسط تلك الارض اليابسة ...ذرفت عيناه الدموع بحرقة .بكى بصمت قاتل ،طفل لم يتعد عمره العام الثاني .بجانب أمرأة ملقاة على الأرض .لاروح تدب في جسدها .لاحياة تحرك سكونها ، وترد الامل للطفل الذي بجانبها .امرأة ميتة ، وطفل يبكي ويجرها من ثوبها .لم تحمه براءة الطفولة من استيعاب الحقيقة المريرة .حقيقة أمه الميتة بجانبه .ويمر الناس من أمامه دون أن يلتفتوا اليه .لم يتجرأ أحد على مساعدته .لم يقترب أحد منهم !!تلك صورة التقطها مصور أمريكي في احدى المناطق الافريقية .تلك صورة هزت العالم .لهذا الطفل الافريقي الذي وقعت أمه ميتة على الارض من شدة الجوع تاركة طفلها وحيدا ً .أخذ الطفل المنكوب يبكي أمه دون منقذ .هكذا يفعل الجوع بشعوب بأكملها .هكذا تفعل الصراعات السياسية والحروب الأهلية بشعوبها .التوزيع غير المتوازن للغذاء بين شعوب العالم واحد من أسباب هذه الالام والكوارث .بعضنا يهتم بالاكل وكل ما يحقق له الرفاهية في هذا الشهر، في حين تمتلئ صناد يق القمامة بشتى أنواع الاطعمة الفائضة .وبعضنا يموت من الجوع !و آخرون يبحثون عن لقمة العيش ، وسط هذا الارتفاع في الاسعار .وحين يصبح هذا الشهر شهراً للإسراف في الأكل والإفراط في النوم والكسل. ينسى الناس أن هناك من هم بحاجة ماسة للقمة عيش يسدون بها رمقهم !!ويفقد رمضان قيمه ومعانيه الأصيلة والنبيلة ، ويحرم الناس من التمتع بنفحاته الروحانية الجميلة .
ما تيسر عن رمضان
أخبار متعلقة