وليد الحكيمي:إن الاحتطاب الجائر هو قطع الأشجار واستغلالها بمعدل يفوق قدرتها التجديدية أو التعويضية مما يؤثر سلباً على رصيدها وهو أحد الأسباب الرئيسية للتصحر الذي تعاني منه الكثير من الدول .وقد كان موقف الإسلام من ذلك واضحاً حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قطع سدره صوب الله رأسه في النار»، والسدر هي شجرة «العلب» يقول العلماء في شرح هذا الحديث من قطع سدره في الفلاة عبثاً وظلماً بغير حق صوب الله رأسه في النار .تخيل هذا الوعيد بالنار لمن قطع شجرة عبثاً وظلماً يدل ذلك على تأكيد المحافظة على مقومات البيئة الطبيعية وهو ما تنادي به الجهات والجماعات والأحزاب المحافظة على النباتات اليوم وتندد بقتلة الأشجار والاستنزاف التي تتعرض لها الأراضي الخضراء نتيجة الجهل والجشع أو قلة وعي و إدراك بما سوف يترتب عليه هذا الاستنزاف .وتعد الشجرة مهمة بيئياً وصحياً فهي وكما هو معروف تقوم بتنقية الهواء من خلال عملية التبادل الغازي التي تعتمد على الاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الملوث للبيئة و الذي يدخل في عملية تصنيع مادته الغذائية و إخراج غاز الأوكسجين الذي تعتمد عليه الكثير من الكائنات الحية في عملية تنفسها الحيوية وهو غاز ناتج عن عملية البناء الضوئي التي تقوم بها النباتات الخضراء دون سواها لذا فهي تعد بحق رئات البيئة ،إلى جانب أن بعض الحيوانات تتغذى عليها وذلك لا يشكل خطورة على النبات كون تلك الحيوانات تتغذى على أطرافها العلوية فقط وتبقى الشجرة في حالة نمو مستمر.وإلى جانب ما ذكر عن فضل الشجرة التي لا يمكن أن نحصيه في هذا المقال البسيط فإن للشجرة الفضل الكبير في إمدادنا بالكثير من المستحضرات الدوائية الهامة التي لا يمكن أن تجد له بديل سواء الشجرة الطيبة خلافاً لحالة الارتياح التي تشعرنا بها الشجرة في فترات الراحة . وهنا نوجه النداء إلى الجميع بضرورة حماية الشجرة و المحافظة على الغطاء النباتي حتى لا يتم القضاء عليها، و نداء خاص إلى أولئك المصرين على القضاء على هذه الشجرة لكي يرضوا رغباتهم الجشعة بان يخافوا الله فيما وعدهم من العذاب الأليم و يغيروا من هذا السلوك السلبي حتى تعم المنفعة .
|
ابوواب
االإرهاب البيئي على الشجرة
أخبار متعلقة