في فعالية أقامتها جمعية تنمية الموروث الشعبي
*عدد من المبدعين يتحدثون عن مناقب الفقيد مساء الخميس الماضي 2006/1/26م كان زمناً غير عادي كان ذلك اليوم يوماً مميزاً بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى بل وان الايام الخمسة التي سبقته كانت عبارة عن ايام مفعمة بالنشاط والحيوية وذلك لغرض التحضير لاحياء الذكرى الثالثة لرحيل الفنان اليمني الكبير محمد سالم بن شامخ رحمه الله حيث تحملت قيادة جمعية تنمية الموروث الشعبي ورواد منتدى الفنان بن شامخ على عاتقها مسئولية التحضير الجيد واللائق للاحتفاء بهذه المناسبة فعدت العدة لقيام فعالية تليق بمكانة ومقام الفنان بن شامخ على مختلف الاوجه والاصعدة الثقافية والاعلامية والفنية.عبر وسائل الاعلام المختلفة وصولاً الى يوم التتويج المتمثل في قيام الفعالية الكبرى التي نظمت مساء الخميس 2006/1/26م في منتداه بمدينة المعلا والتي كانت عبارة عن تظاهرة ثقافية وفنية تسابق العديد من الادباء والفنانين والمثقفين الذين حرصوا على الحضور والمشاركة وكذلك رسائل التحايا التي وصلت الى الندوة والاتصالات الهاتفية من مختلف محافظات اليمن وهذا ان دل على شيئ انما يدل على المكانة الكبيرة والاحترام والتقدير الذي اكتسبه الفنان محمد سالم بن شامخ بين اوساط مختلف الفئات الاجتماعية وفي هذه المتابعة نحاول ان ننقل للقارئ الكريم ملخص ما دار في فعالية احياء هذه الذكرى الخالدة . استهلت الفعالية بقراءة الفاتحة على روح الفقيد ثم القى الشاعر علي حيمد رئيس جمعية تنمية الموروث الشعبي كلمة باسم الجمعية جاء فيها . بعد الترحيب بالحاضرين والضيوف قال ان من واجب جمعية الموروث ان تبادل الاوفياء بالوفاء ولكون الفنان الكبير محمد سالم بن شامخ رحمه الله احد الرواد المؤسسين للجمعية فأننا نحرص كل الحرص على احياء ذكراه عاماً بعد عام منذ الذكرى الاولى لرحيله وان ما يميز الاحتفاء بالذكرى الثالثة انها جاءت متزامنة مع الذكرى الاولى لاعادة افتتاح منتداه في منزله الذي عاش فيه الاعوام الاخيرة من حياته ولفظ انفاسه الاخيره فيه وان اكبر تكريم لروحه الطاهرة ان نحيي الذكرى الثالثة لرحيله في هذا المكان . كما حيا الاخ علي حيمد الاخ رياض محمد سالم بن شامخ على الدور الكبير الذي يلعبه وحرصه على انتظام فعاليات المنتدى وكذلك حيا كل محبي واصدقاء الفنان بن شامخ على وفائهم وحضورهم ومشاركتهم بهذه الفعالية وتنشيط الفعاليات الاسبوعية لمنتدى الفنان بن شامخ واضاف ان جمعية الموروث الشعبي كرمت الفنان بن شامخ في حياته في فعالية تكريمية كانت عبارة عن تظاهرة فنية وثقافية غير مسبوقة شاركت فيها العديد من الفعاليات الابداعية في محافظات عدن ولحج وابين وحضرموت وصنعاء وتعز . بعد ذلك جاء دور الفنان المتميز والمثقف الاستاذ القدير عصام خليدي الذي شارك وتحمل اعباء التحضير لهذه الفعالية منذ الوهلة الاولى وشارك في احيائها وجاء اليها حاملاً روحه وقلبه بيد وعوده ومعداته الفنية باليد الاخرى فتحية تقدير واعتزاز لهذا الفنان والانسان الوفي وفي مداخلته الغنية المتميزة قال الفنان الاستاذ عصام خليدي : ان الحديث عن مسيرة الفنان محمد سالم بن شامخ لا يمكن تلخيصه في سطور عابرة فهي زاخرة وحافلة بالعطاءات التي حملت ابعاداً ورؤى وقيماً فنية جميلة متأصلة كانت تصب في مجملها في خدمة الغناء اليمني والارتقاء به فقد بدأت تظهر موهبته في محيطه الاسري وتأثره ببيئته ونشأته في م/ حضرموت التي ولد بها وتشبع بكل ما في هذه المدينة من تلاوين وفنون والغناء الصوفي وفن الدان والساحل مروراً بالتقائه بالفنان الراحل الكبير محمد جمعة خان وتأثره بعوالمه الابداعية الساحرة كما ان انتقاله الى مدينة عدن قد احدث تغييراً ايجابياً في مسيرته الفنية وفي الواقع انني سألته ذات مرة الى أي مدى تأثر بالفنان اليمني القدير عمر محفوظ غابه رحمه الله وقد دهش لسؤالي الذي رآه مهماً اذ انه بحسب قوله لم يسأله احد عن العلاقة التي ربطته بالفنان عمر غابه وانه يعتبره استاذاً له فضل كبير عليه في بداية حياته . واضاف الفنان الباحث عصام خليدي قائلاً : استطاع الفنان محمد بن شامخ ان يستوعب كل انماط واشكال الغناء الحضرمي بتعدد وثراء ايقاعاته ورقصاته المطرزة باشتغالات نغمية موسيقية مستمدة من الارض وخصوصية البيئة بكل تضاريسها وتلاوينها الجغرافية فابدع في غناء الدان وتميز في الغناء الساحلي ثم قدم نتاجاته وعطاءاته المتفردة مستفيداً من الموروث الغنائي الحضرمي متكئاً عليه في صياغة قوالبه الغنائية والموسيقية الجديدة التي حملت بصمته وتميزت تجربته بتعدد مصادرها وتأثرها بالغناء العدني والحضرمي بالاضافة الى الغناء اللحجي والابيني والبدوي . الاستاذ نجيب مقبل يشارك في الفعالية من خلال اتصال هاتفي اجراه معنا حيث جاء في مداخلته ما يلي : احيي الحاضرين جميعاً وتمنيت ان اكون حاضراً معكم ولكن ظروف العمل جعلتني اتخلف عن الحضور واقول لكم ان رحلة الفنان بن شامخ تواصله بثلاث مدن يمنية زاخرة بالالوان الغنائية وكما نعرف انه جاء من حضرموت واستقر في عدن ولكنه ظل متواصلاً مع الفن في ابين وبعد ان خرج الفنان بن شامخ من عباءة الفنان محمد جمعة خان استاذه ومعلمه واستقر في عدن تأثر بالتجديد الموجود في مدينة عدن ولكنه ظل متواصلاً بالغناء الساحلي او الليلي في م / ابين ومن الواضح تأثره بالفنان عمر غابه والفنان بن شامخ جمع ثلاثة الوان غنائية بشكل واحد اضافة الى الالوان الاخرى التقليدية كالصنعانية واليافعية واللحجية وذلك جلياً في تجربته وكان اصيلاً في تجربة الالوان اليمنية وكان مجدداً كما انه يعتبر من اوائل الفنانين اليمنيين الذين سجلوا الحانهم خارج الوطن بالفرق الموسيقية الكبيرة وبالنوته الموسيقية بالتالي انتشرت اغانيه ووصلت الى خارج الوطن . وتميز الفنان بن شامخ بانه انتقل من التلميذ الى الاستاذ ذي الشخصية الفنية المستقلة وجمع بين اصالة الاغنية في حضرموت وتواكب مع الاغنية المعاصرة من عدن وهذا يعني ان الرجل كان يمتلك الفطرة التي كانت مدرسته الحقيقية . ومن الفنانين الاوفياء من اصدقاء الفنان محمد سالم بن شامخ حضر الفنان الكبير كروان الاغنية اليمنية الاستاذ عبدالكريم توفيق وهو من الذين عايشوا الفنان بن شامخ منذ وقت مبكر من حياته الفنية حيث جاء في مداخلة الفنان عبدالكريم توفيق ما يلي : - تعرفت على الفنان بن شامخ منذ فترة طويلة وعرفته من خلال اغانيه عبر اثير الاذاعة قبل ان اعرفه شخصياً ومرت السنين وجمعنا القدر كزملاء عمل عندما شكلنا الفرقة الموسيقية للقوات المسلحة ( الفرقة الوترية ) عام 1972م وفي تلك الاثناء كانت الفرقة الوترية هي الفرقة الوطنية الوحيدة في البلاد ومثلت البلد في الداخل والخارج وكان الفنان بن شامخ يحب كل المبدعين ولديه رحابة صدر وابتسامة لا تفارق شفتيه وفي بداية تكوين الفرقة ابدى الفنان بن شامخ استعداده لتقديم الحان لعدد من الفنانين في الفرقة منهم عبدالكريم توفيق وعوض احمد وياسين علس وكرامة بن الوادي وغيرهم من الفنانين وعشنا معاً ظروفاً صعبة في كثيرمن الارياف في محافظات الوطن . وفي عام 1973م اتيحت لنا فرصة سفر الى افريقيا لاحياء حفلات للمغتربين اليمنيين في الدول الافريقية وسافرت انا وبن شامخ الى اديس ابابا واحيينا حفلات نالت اعجاب المغتربين وكنا بمثابة سفراء لبلدنا وشرحنا لمغتربينا الاوضاع التي كانت تعيشها بلدنا وصححنا الصورة الخاطئة التي كانت تعرف عن البلد كما اننا سجلنا بعض اغانينا لاذاعة اديس ابابا كما اننا سافرنا الى بلدان اخرى ومن كرمه وطيبة خلقه انه فتح منزله في المنصورة وبعدها في المعلا لكل المبدعين وجمع بينهم وكان سبب تعارف الكثير منهم ومن اهم الشخصيات التي حضرت هذه الفعالية وشاركت في الحديث عن الفنان الراحل محمد سالم بن شامخ كان الاديب الاستاذ عبدالله با كداده مدير عام مكتب الثقافة م / عدن حيث جاء في حديثه ما يلي : - في البدء اقدم جزيل الشكر والتقدير لكل الاوفياء الذين يحرصون على الاحتفاء بفنان بسيط وكبير في نفس الوقت عاش مع اصدقائه وذويه في هذا المنتدى ومن هذا المنتدى كان صوت الفنان محمد سالم بن شامخ مع كل الزملاء في جمعية تنمية الموروث الشعبي اليمني والمناصرين لها واصدقائها كان هذا المنتدى يقترح اسماءً كبيرة ويتقبل وضع المقترحات والاراء والبحث عن مناقبهم واقتراح تكريمهم وكانت معظم التكريمات التي تبنتها جمعية الموروث تنطلق من هذا المنتدى واذا دل ذلك على شيء انما يدل على روح هذه المجموعة التي تسعى الى تقدير الاخرين وهذا ما نراه اليوم ان الكل قدم ليتحدث عن فنان كان بالامس معنا واليوم ندعو له بالرحمة وفي واقع الامر لم استطع الحديث عن بن شامخ اكثر مما تحدث عنه الاخرون وقد قالوا فأجزلوا القول بروح من الشفافية والاخاء ونحن نشعر بالارتياح لهذه الروح الطيبة ان الفنان بن شامخ استطاع معايشة هذا الواقع ولكن هذا الواقع لم يستطع معايشته لانه واقع قد فرض مسبقاً خصومه مع المبدعيين في كل مجالات الابداع محمد سالم بن شامخ تخلق باخلاقيات الاسرة الحضرمية في وادي حضرموت القائمة على التماسك والاحترام والمحبة والتي تتناقل الثقافة الشفاهية في مجالسها الليلية لذلك جاءت اختياراته او كتاباته جميلة ولم تمارس اسفافاً وليس ادل من ذلك الاغنية التي نشرت في صحيفة 14 اكتوبر ( حبيبي ورد في غصنه ) وهذا يدل على عمق الاختيار عن بن شامخ وبن شامخ الذي اثرت عليه اخلاقيات الاسرة في حضرموت الداخل هو الذي عاش في حضرموت الساحل وتعلم من البحر ومن الساحل كيف يفتح صدره للقادمين وللعلاقات الجديدة وكان رجلاً محباً متواصلاً مع الجميع . جاء بن شامخ الى عدن وهي قد رخست هويتها الفنية بعد عقود ليست طويلة من الزمن لربما امتدت الى عقدين او ثلاثة عقود استطاعت هذه المدينة حينها ان ترسخ لوناً خاصاً وان تستوعب الواناً وتجارب مختلفة من مناطق يمنية اخرى نتيجة تميزها بالواقع الاعلامي الذي ازدهر بتأسيس الاذاعة والعديد من الصحف تعلمنا من بن شمخ الوفاء واراه اليوم هو شيء من هذا الوفاء في الاخير ذكر الاخ عبدالله با كداده الاستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة بمنح اسرة الفنان محمد سالم بن شامخ معاشاً شهرياً من صندوق التنمية الثقافية وهي لفته قد التفت من خلالها لمختلف المبدعين في مختلف المجالات الابداعية . الاديب الناقد الاستاذ هاني محمد سعيد جراده شارك بمداخلة قصيرة بهذه المناسبة جاء فيها : - لفتة جميلة ان تحتفي بذكرى المبدعين ولكني افضل ان يتم الاحتفاء في فترات متباعدة حتى نستطيع ان نتحدث ونكتب شيئا في ذكرى هؤلاء المبدعين ولولا الرحيل لما عرفنا قدر موتانا المبدعين ولذلك قلت في رحيلهم وفي الرحيل نفسه وذكرت يوماً للردى كرماً لما اراني قدر موتانا قبل الرحيل وبعده فهم من قد بنوا للعز اوطانا واستطيع القول ان هناك قلة من المبدعين ممن استفادوا من مبدعين عمالقة من فنانين وشعراء ويأتي الفنان بن شامخ واحد منهم فقد استفاد من الموروث القديم واستطاع ان يؤثر في كثير الجوانب الفنية خاصة في مجال اللحن والدليل على ذلك لحنه لاغنية ( يا جمال ) وكثير من الاغاني التي قام بتلحينها وفي مجال الكلمة الشعرية فمن مزايا الفنان بن شامخ انه كان يكتب الكلمة الشعرية منطلقاً من ثقافته وحفظه لكثير من الاغاني التي تغنى بها لفانين وشعراء كبار . وحقيقة فوجئت بقراءتي لبعض القصائد التي كتبها المرحوم بن شامخ ولم احصل على المزيد منها والا كنت كتبت قراءة متكاملة في اشعاره الغنائية كما تحدث في هذه الفعالية المتميز عدد كبير من اقرباء واصدقاء ومحبي الفنان محمد سالم بن شامخ ويأتي في مقدمتهم الاخ رياض محمد سالم بن شامخ الذي القى كلمة الاسرة شكر فيها جمعية تنمية الموروث الشعبي على احياء الذكرى الثالثة لوفاة والده . والقى الاستاذ صالح عبدالله التوي وهو احد اقارب الفنان بن شامخ كلمة عبر فيها عن مشاعر المحبة لبن شامخ وذكريات الطفولة والمراحل المختلفة لحياة الفنان بن شامخ الذي زامله فيها بصحبة اخيه الفنان والشاعر ابو بكر عبدالله التوى اطال الله في عمره . كما استلم الحاضرون رسالة وهي عبارة عن مداخلة من الاستاذ محمد صداعي علي. والقى الاخوة الفنان نديم عوض والكابتن عوضين وسمير العزي وعبدالقادر خضر والشاعر هيثم محمود المرشدي الذي القى قصيدة بهذه المناسبة وقدم قصيدة اخرى بعث بها الشاعر عبداللاه الضباعي من صنعاء بمناسبة الذكرى(3) لرحيل الفنان بن شامخ وكلمة القاها الفنان عبدالله الصنح وهي عبارة عن تحية من منتدى الشاعر محمد سالم با هيصمي وكلمة الفنان الشاب نجوان شريف ناجي . كما تلقى الحاضرون اتصالات هاتفية من الاخوة : الاستاذ احمد محمد القعطبي والفنان نجيب سعيد ثابت والاعلامي صلاح بن جوهر والشاعر عبداللاه الضباعي من صنعاء . واتصال هاتفي تحية من منتدى الزليخي بمحافظة عدن اجراه معنا الاخ المهندس عبدالجبار محمد احمد ورسالة تحيه من منتدى الفجر الجديد بمدينة الكود م / ابين وفي ختام الفعالية فاح عرف المسك عندما مسك الفنان الجميل المبدع الاستاذ / عصام خليدي عوده وقد غنى اغنية من اجمل اغاني الفنان بن شامخ (حبيبي ورد في غصنه ) وكان اداء الخليدي مفاجأة لي وللحاضرين كونه ادى هذه الاغنية بابداع الفنان الراقي المتمكن من ادواته وقدم نموذج لحن جديد من كلمات الشاعر علي حيمد بعنوان ( اعتراف ) تفاعل معه الحاضرون واشادوا بهذا اللحن البديع كما غنى اغنية من كلمات الشاعر الكبير محمد سعيد جراده والحان فنان اليمن محمد مرشد ناجي بعنوان ( هجرت وابعدتني ) .كما قام الشاب الواعد نجوان شريف ناجي اغنية من الدان الحضرمي للشاعر الفنان حداد بن حسن الكاف ( ردده ردة بردة ) واغنية جديدة اخرى من كلمات الشاعر الراحل احمد سيف ثابت والحان والده الفنان الكبير الراحل شريف ناجي رحمه الله بعنوان ( ليلة خميس ) . في الاخير شكر الاخ علي حيمد جميع من حضروا وتفاعلوا مع هذه المناسبة وخص بالشكر صحيفة 14 اكتوبر الغراء التي خصصت صفحة في عددها الصادر يوم الخميس 2006/1/26م لمواضيع عن الفقيد الفنان محمد سالم بن شامخ .