يصعب على الواحد منا ان يتخيل نفسه يعيش دون استخدام أي وسيلة من وسائل العصر الحديث المعتمدة على الطاقة فمن غير المعقول ابدا ان نتصور انفسنا نسافر لمسافات طويلة مشيا على الاقدام في ظل وجود سيارات وطائرات مكنت الانسان من الانتقال في وقت قياسي كما ان حياتنا اليومية ارتبطت باستخدام الوسائل العصرية كأجهزة التكييف والثلاجات والكمبيوتر وغيرها من المعدات الحديثة التي لاغنى لنا عنها.وعلى الرغم من الاضرار التي نجمت عن ذلك الاستخدام المفرط لتلك المعدات وكذا الناجمة عن ظهور ثقب الاوزون واتساعه عاما بعد آخر وكذلك ظاهرة الاحتباس الحراري التي اصبحت واحدة من كبريات المشاكل التي تعاني منها بيئتنا ولعل احداث تسونامي مازالت عالقة في اذهان الكثيرين بفعل الضرر الذي احدثته.ربما من هذا المنطلق لجأت دول عدة خصوصا المتقدمة منها الى التفكير في استخدام بدائل للطاقة المستخدمة حاليا وظهور ما يسمى بالطاقة البديلة او المتجددة كطاقة الرياح, المد والجزر, الشمس في ظل الارتفاع المتزايد لاسعار النفط عالميا وان كان هو الآخر اضافة الى مصادر الطاقة الاخرى المستخرجة من باطن الارض معرضة للنضوب وفق تقارير المختصين بهذا الشأن.وقد ظهر في الآونة الاخيرة توجه جديد من قبل بعض الباحثين باستخدام وسائل جديدة لتوليد الطاقة والتي يمكن الحصول عليها من مصادر لم يتم اختبارها مسبقا, آخر هذه الابحاث تهدف الى الاستفادة من دهون الدجاج المتدنية الجودة في انتاج ملايين الغالونات من الوقود العضوي وان كان هناك تخوف لدى بعض العلماء من هذا الوقود واحتمال تكثفه في درجات الحرارة المتدنية في المناطق الباردة. من جانب آخر يسعى بعض المسؤولين الامريكيين الى الاستفادة من فضلات الكلاب بعد ان ثبت نجاح وذلك في عدد من الدول الاوروبية حيث سيتم وضع فضلات الكلاب في خزان لتتغذى فيه البكتيريا على البراز لاسابيع لتتحول لاحقا الى غاز الميثان الذي سيضخ في انابيب موصولة الى آلات التدفئة او أي اداة اخرى تعمل بالغاز الطبيعي كما يمكن استخدامه ايضا في توليد الطاقة الكهربائية.وخلاصة الامر يمكن القول ان جميع تلك الابحاث الجديدة الهادفة الى انتاج وسائل طاقة بديلة جديدة تمثل بحق نقلة نوعية في البيئة فهي وان كانت ستخفف كثيرا من اعتمادنا على تخليص البيئة منه مخلفات الحيوانات وما تحدثه من اضرار على الانسان وبيئته.نأمل ان يأتي اليوم الذي تتمكن فيه الدول النامية والعربية من الاستفادة من مخلفات البيئة بانتاج طاقة بديلة.أثمار هاشم
