دير قانون النهار- لبنان/ مواقع إليكترونية: مالت أغصان شجر الزيتون في جنوب لبنان من وفرة المحصول حيث يجهد المزارعون بكل الوسائل المتاحة لإنقاذ "المصدر الثاني لرزقهم" من الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة والقنابل العنقودية التي يقوم بعضهم بجمعها بنفسه بدل انتظار خبراء نزع الألغام. ويقول مختار بلدة صدقين (6200 نسمة) مندهشا "شاهدت بأم عيني مزارعين يطلقون عيارات بنادق الصيد لتفجير الألغام حتى يتمكنوا من الوصول الى أشجارهم". ويضيف مختار البلدة التي دمر القصف الاسرائيلي 449 منزلا من منازلها "خسر الاهالي محصول التبغ خلال ايام الحرب ويشكل موسم الزيتون المصدر الثاني لرزقهم". تتردد الشكوى نفسها من الشرق الى الغرب في الجنوب اللبناني حيث تركز القصف خلال الحرب التي شنتها عليه اسرائيل على مدى 34 يوما مستهدفة حزب الله والتي خلفت وراءها نحو مليون من الذخائر غير المنفجرة والقنابل العنقودية. وقد اسفرت الالغام والقنابل غير المتفجرة عن مقتل 21 شخصا واصابة اكثر من 120 منذ 14 آب/اغسطس، تاريخ وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل وحزب الله، سقط اخرهم في 23 تشرين الاول/اكتوبر وهو صبي في العاشرة من عمره قتل في انفجار لغم ادى ايضا الى اصابة شقيقه بينما كانا يجمعان الزيتون من حقل مجاور لبلدة مرجعيون القريبة من الحدود مع اسرائيل. ويقول الكابتن لاميرال قائد الموقع الفرنسي 6-40 التابع لقوات الامم المتحدة في بلدة الطيري قرب بنت جبيل "احيانا يبلغ الياس بالبعض الى القيام بجمع القذائف بانفسهم ووضعها امام ابواب منازلهم او على حافة الطريق". ويضيف لاميرال الذي تشرف كتيبته على قطاع مساحته 90 كلم مربعاً في جنوب لبنان "بهذه الطريقة يطالبوننا بمساعدتهم". ويشير الكابتن لاميرال الى ان بعضهم يتبع "الطريقة الصينية" التي تقضي بطمر الذخيرة غير المنفجرة بالمادة الرغوية العازلة التي تستخدم للنوافذ. ويقول "لقد شاهدوا خبراء نزع الالغام الصينيين يتبعون هذه الطريقة. وهي نظريا طريقة ناجحة اذا تم تطبقها بشكل جيد، فعندما تجف المادة تصبح صلبة ويصبح بالامكان السير فوقها". يشار الى ان محصول الزيتون في لبنان ارتفع الى 167 طنا عام 2004 وفق ارقام وزارة الزراعة. وجاء موسم عام 2006 بالحجم نفسه على الاقل لكن جني ثماره غير مضمون. ويتوالى وصول النساء الى معصرة الزيتون الواقعة في وسط قرية دير قانون النهر (شرق صور). العمل يسير ببطء عبر آلة واحدة ايطالية الصنع لعصر الزيتون بعد ان دمر القصف الاسرائيلي آلة اخرى مشابهة كانت في المعصرة. تصل نور الصباح وهي تحمل خمس اكياس كبيرة فيها 260 كلغ من الزيتون و3 غالونات فارغة سعة الواحد منها 15 ليترا لتعود بالزيت المخصص للاستعمال العائلي. وتقول زينة حمد غزاوي وهي تجمع الزيتون من حقل مجاور ان من يجني محصولا اكبر يبيع ما يزيد عن حاجته مقابل 5 دولار لليتر الواحد. ويقول مدير المعصرة حسام مقداد "هنا نعصر زيتون القرى المجاورة. الموسم جيد لكنه يتاخر في الانطلاق. المزارعون ينتظرون ليتمكنوا من جني محصولهم وهو ما يجب ان ينتهوا منه قبل منتصف تشرين الثاني/نوفمبر. وتعمل قوى مختلفة على تنظيف جنوب لبنان من مخلفات الحرب الاسرائيلية: الجيش اللبناني ومكتب نزع الالغام التابع للامم المتحدة في صور الذي نشر 47 فريقا وقوات الطوارىء. وهم يعطون الاولوية للمناطق المأهولة والمحاور الرئيسية لذلك فان الحقول ما زالت تنتظر دورها. ويتوقع كريم جسر وهو مستشار بيئي في برنامج الامم المتحدة الانمائي والبنك الدولي "ان خسارتنا قد تتعدى موسم هذه السنة وهو موسم جيد جدا لنخسر ايضا موسم السنة القادمة". ويقول "بعد القطاف تحتاج اشجار الزيتون الى التنقية والتشذيب لتبقى جيدة وهذا ما لن يتمكن المزارعون من القيام به اذا لم ينجحوا في جني ثمارهم".