موسى متفائل بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق في لبنان
نيويورك / متابعات :فيما سلم سيرج براميرتز، رئيس لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، تقريرا جديدا إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان كشف فيه أنه حدد عددا من الشهود والمتورطين في الاغتيال رافضا الكشف عن الاسماء باعتبار أن التحقيق وصل إلى مرحلة حساسة وحرجة، يعمل المحققون على رسم صورة تقريبية للمهاجم الانتحاري الذي قام بعملية تفجير موكب الحريري، وذلك استنادا الى أحد الاسنان و33 قطعة لحم محترق.وبينما لم يشر الخبراء الذين يدرسون قضية اغتيال الحريري الى من الذي قد يكون أصدر الامر بالقتل أو الذي دبر له الا ان الفريق وصف القاتل المفترض على انه رجل في اوائل العشرينات أمضى شهرين أو ثلاثة أشهر في لبنان قبل موته في الانفجار يوم 14 فبراير عام 2005م وقال المحققون استنادا الى الادلة التي تم جمعها في موقع الاغتيال في أحد شوارع بيروت انهم يعتقدون ان المهاجم كان يقف بجوار أو داخل عربة فان من طراز ميتسوبيشي تحتوى على شحنة مساوية لنحو 4000 رطل (1800 كيلوجرام) من مادة تي.ان.تي.وقال المحققون انهم يعتقدون ان الشاحنة القنبلة تم تفجيرها في الموقع وليس من موقع ناء لاسباب منها وجود مادة بلاستيكية على بعض اشلاء المهاجم "ربما كانت من اسلاك كهرباء" تتعلق بأداة التفجير.وأضافوا ان التاج الذي كان أعلى احدى الاسنان القواطع بالجهة اليمنى من الفك العلوي والذي يعتقد انه كان في فم المهاجم أظهر "علامة مميزة ... نادرا ما تشاهد بين الاشخاص الذين يعيشون في لبنان" مما سيدفع المحققين الى القول انه ولد في مكان آخر.وقالوا انه بالاضافة الى ذلك فان "تحليل النسبة بين النظائر في العناصر التي وجدت في اجزاء مختلفة من جثة الشخص" أظهرت ان الرجل لم يعش في شبابه أو في السنوات العشر الاخيرة من حياته في لبنان. وقالوا انه كان في لبنان "في الشهرين أو الاشهر الثلاثة الاخيرة قبل وفاته".وقال المحققون ان النسبة بين النظائر التي عثر عليها في اجزاء مختلفة من جسمه تختلف ضمن اشياء اخرى حسب المكان الذي كان الفرد يقيم فيه عندما تشكل هذا الجزء من الجسم.وعلى سبيل المثال فان كثافة العظام وميناء الاسنان تتشكل في الطفولة بينما الجزء من الشعرة الاقرب الى البشرة يتشكل خلال الاسبوعين الاخيرين قبل وفاة الشخص.وقال التحقيق انه بينما وجد المحققون معلومات من ذلك التحليل عن "نوع المنطقة التي عاش فيها الفرد" اثناء السنوات العشر الاخيرة من حياته فانهم لم يتمكنوا حتى الآن من تطبيق المعلومات على مكان محدد ومازالوا يبحثون عن المكان الصحيح.على صعيد اخر قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس الاربعاء انه حقق تقدما ملحوظا باتجاه اتفاق لإنهاء الازمة السياسية في لبنان.وقال موسى للصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة "تقديراتي انه يوجد امل كبير في ان نصل الى شيء (اتفاق) على كافة الاصعدة."واضاف "عندما اقول تقدم يكون تقدم في السلة ككل" مضيفا ان محادثاته مع القادة اللبنانيين المختلفين ركزت على عدد من القضايا الخلافية وليس فقط الازمة الحكومية.وتريد المعارضة تمثيلا حاسما في حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.ونفذت المعارضة اعتصاما مستمرا منذ اول ديسمبر في وسط بيروت للمطالبة بتحقيق مطالبها.وتسعى الجامعة لنسج اتفاق يرتكز على عدد من القضايا الخلافية مثل شكل الحكومة واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة واقرار قانون انشاء المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المشتبه بهم في حادث اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.واوضح موسى الذي وصل الى بيروت يوم الثلاثاء ان القادة يجب ان يقدموا تنازلات لحل الازمة.وقال "لا يمكن احراز تقدم الا بالتوصل من الفرقاء جميعا الى ارضية الجميع متوافقون عليها فيها مكسب وفيها ربما تنازل المهم ان الاساس والهدف هو المبدأ اللبناني الاشهر لا غالب او مغلوب."وقال هشام يوسف المسؤول في الجامعة العربية ان الوسطاء عقدوا اجتماعا "ايجابيا جدا" يوم الثلاثاء مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي تقود جماعته حملة المعارضة ضد الحكومة في بيروت.واضاف يوسف المساعد البارز لموسى "الردود حتى الان مشجعة لكن لم نصل الى نتيجة نهائية بعد." ومضى قائلا "نحن ننتظر الردود من القوى السياسية المهمة. نحن نأمل ان يحصل تقدم سريع لان الوضع متوتر للغاية. انا متفائل وعندي امل."وقال موسى انه سيجري مزيدا من المحادثات مع مجموعة من الزعماء السياسيين اللبنانيين من الفريقين في وقت لاحق.