عودة المتوَّهين - عنوان رواية جديدة صدرت مطلع العام الجديد 2025م للأستاذ الأديب والروائي القدير صالح سعيد باعامر عن مكتب وزارة الثقافة بساحل حضرموت .
يمتح باعامر - أعماله الإبداعية الروائية من عالم البحر الواسع والشاسع والمذهل بكل ما في البحر من عوالم مدهشة، ومن سحر وغموض ووداعة وقوة وشراسة، وكائنات، وخوف، وصراع الإنسان من أجل خوض معركة الحياة والبقاء.
روايته الجديدة (عودة المتوهين) تتناول كما جاء في بيان الإصدار - حكاية الحضارم الذين خاضوا تجربة الاغتراب في شرق إفريقيا - زنجبار، كينيا، ممباسا، وبلاد الصومال - بحثاً عن لقمة العيش، وتسلط الضوء على صراعاتهم، تكيفهم مع العادات والتقاليد المحلية، وكيف أصبح البعض منهم رموزاً بارزة في مجالات مختلفة مثل التجارة، الرياضة، السياسة، والتعليم، بينما واجه آخرون التحديات والصعوبات التي فرضتها عليهم التحولات الاقتصادية والسياسية التي اجتاحت تلك المهاجر الأفريقية بعد استقلالها عن الاستعمار، وبعضها كانت مجازر دموية!
عودة المتوَّهين - ليست فقط قصة اغتراب، بل هي شهادة حية على روح المثابرة، الانتماء، والصراع بين الحلم والواقع، وهي تأتي استكمالاً لثلاثية الكاتب: (الصمصام): المرحلة الأولى التي استعرض فيها الكاتب صالح باعامر حياة ابن حضرموت على اليابسة. و(إنه البحر) : المرحلة الثانية التي عكست مواجهات البحر وصراعاته. - (عودة المتوَّهين) : المرحلة الثالثة التي تسبر أغوار الاغتراب في المجتمعات الأفريقية.
وبنفس المعنى فرواية (عودة المتوهين) سفر جديد في مثابرة هذا الكاتب الكبير على كتابة الرواية وإصراره على الإبداع السردي ..
الزميل صالح سعيد باعامر واحد من قلة تمسك بناصية الإبداع القصصي، والروائي منه على وجه أخص منذ عقود .. وهذه روايته الخامسة، بعد الصمصام، والمكلا، وانه البحر، وملكة الناصر. وله عدة مجموعات قصصية بدأها عام 1983 بمجموعته القصصية (حلم الأم يُمْنَى) وأتبعها بـ (دهوم المشاقصي)، ثم (احتمالات المغايرة) في العام 2002م، و(حين نطق القصر) عام 2004م، و(بعيــداً عن البروتوكول) - عام 2004م.
بينه وبين البحر علاقة حميمية منذ كان طفلاً يراقب أقرانه وهم يعتلون صفحة البحر دون ان يشاركهم، وأحدث ذلك في نفسه ثقباً كبيراً من الحسرة في نفس الوقت، إذ لم يستطع امتطاءه للعمل على كبر، لكن صالح باعامر عوَّضه بالكتابة السردية عن البحر. ويعد من قلة قليلة من الروائيين العرب يحتفي بالبحر في أعماله مثله مثل الروائي السوري حنا مينا، وربما تأثر به لبعض الوقت لكنه تحرر من أسره لصالح باعامر ومشروعه السردي الخاص به ورؤيته للعالم . وهذا الاهتمام بالبحر، وانسان البحر على مدى مسيرته الإبداعية شيء طبيعي بالنسبة لباعامر، الذي ظلت علاقته حميمية بالبحر وأشياء البحر وانسان البحر. ولد في قصيعر المدينة البحرية سنة 1946م وعاش ولايزال في امتدادها البحري المكلا أكثر سنوات عمره، وينهل أعماله من الثقافة الشعبية في المشقاص، ومن البحر ومن ثقافة البحر التي تعلمك الحياة فيه كما يقول: كيف تعرف البطولة؟ وكيف تواجه المجهول؟ وكيف تعانق الأمواج وتواجه العواصف؟ وفي كل أعماله يكون هاجسه الإنسان والحرية والمرأة، وعمله الجديد هذا (عودة المتوهين) إضافة إلى عالم هذا الروائي المبدع المدهش الذي يحتاج من النقد والنقاد سبر أغواره والكشف عن مضامينه وتقنيات الشكل في كل رواية من رواياته .