فيما المعارضة تبدأ بالنزول إلى الشارع لإسقاط الحكومة
بيروت / وكالات :بدأت المعارضة اللبنانية بعد ظهر أمس مظاهراتها الهادفة إلى إسقاط حكومة فؤاد السنيورة والضغط لتشكيل حكومة وحدة وطنية وقد تدفق أنصار المعارضة بأعداد كبيرة نحو منطقة وسط بيروت للاعتصام.وتوافدت الجموع من مختلف مناطق البلاد حاملين الأعلام اللبنانية مع أعلام أحزاب المعارضة بالرغم من أن قياداتها طالبت برفع العلم اللبناني،مرددين هتافات تطالب برحيل حكومة السنيورة.ورافق هذا التجمع انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية. وتمركزت وحدات من الجيش مدعومة بدبابات ومدرعات على مداخل وسط العاصمة وفي أحياء عدة من بيروت، حيث تقوم بدوريات بشكل منتظم.في المقابل انطلق العشرات من أنصار تيار المستقبل في مسيرات بشوارع بيروت تأييدا للحكومة. وقالت الأنباء في بيروت إن حوالي عشرين ألف جندي مدججين بالسلاح انتشروا في بيروت بجانب خمسة آلاف من حزب الله يشاركون أيضا لمنع أي احتكاك بين أنصار المعارضة والحكومة.من جهته قال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إن فريق الرابع عشر من آذار والحكومة سيواجهان خطوة المعارضة بكل هدوء.وأشار إلى أن الأزمة الحالية في لبنان لا تحلّ إلا عن طريق الحوار. وجدّد رفض ما وصفها بالوصاية السورية الإيرانية على لبنان، مشيرا إلى أن السلاح لا يزال يدخل إلى لبنان عبر الحدود السورية.من ناحية أخرى أدى مفتي لبنان صلاة الجمعة في السراي الحكومي تأكيدا لدعمه حكومة السنيورة.وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد أكد تحديه للمعارضة، وقال إنها لن تنجح في تحقيق هدفها من خلال اللجوء إلى الشارع،وشدد على أن تهديدات المعارضة "لن تردع حكومته ولن ترهبها المناورات والإنذارات".وقال السنيورة في خطاب متلفز مساء أول من الخميس "لن تخيفنا خطط المعارضة في النزول للشوارع"، مشيرا إلى أن التهديدات والمناورات لن تهز لبنان، واتهم قوى -لم يسمها- بالسعي لتحويل لبنان إلى مناطق صراعات.وحذر رئيس الوزراء اللبناني مما سماها محاولات الانقلاب على النظام الديمقراطي في لبنان وحكومته الشرعية، وأكد أن "لبنان لن يقبل أي صورة من صور الإخلال بالأمن العام وبالنظام أو أن تتعرض المرافق الخاصة والعامة للانتهاك". كما رفض السنيورة ما أسماه تحويل لبنان إلى منطق الدويلات ضمن الدولة.وكانت قوى 14 آذار التي تقود الحكومة قد أصدرت بيانا الليلة قبل الماضية دعت فيه أنصارها إلى "جهوزية تامة" لمواجهة ما أسمته "الانقلاب على الشرعية" والدفاع عن "لبنان الحر المستقل".وقد اتهم زعيم تيار المستقبل النائب اللبناني سعد الحريري تحرك المعارضة المتوقع بعد ظهر اليوم الجمعة بأنه يرمي إلى تعطيل المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال والده، وأنه خدمة لمصالح سوريا في لبنان، كما قال.وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وجه خطابا الخميس دعا فيه إلى بدء احتجاجات سلمية لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي وصفها بالعاجزة.وحث نصر الله في كلمة نقلتها قناة (المنار) التابعة لحزبه جمهور المعارضة على التجمع السلمي والاعتصام المفتوح الجمعة في قلب بيروت لإسقاط حكومة السنيورة وتشكيل حكومة وحدة وطنية.وجاءت كلمة نصر الله بعد أقل من ساعة من صدور بيان بهذا المعنى باسم المعارضة اللبنانية التي تضم حزب الله وحركة أمل الشيعية والتيار الوطني الحر (المعارضة المسيحية) وقوى وشخصيات مناهضة للأغلبية النيابية المدعومة من الغرب.واعتبر نصر الله أن الحكومة الحالية التي يترأسها فؤاد السنيورة هي مجرد "إطار قانوني لقرارات تأتي من خارجها"، مضيفا أن الأزمات السياسية والاجتماعية تفاقمت في عهدها ولم تتمكن من علاجها "لأنها حكومة الفريق الواحد".من ناحيته طالب الزعيم المسيحي اللبناني العماد ميشال عون حكومة فؤاد السنيورة بالاستقالة، وذلك أثناء تظاهرة المعارضة في وسط بيروت أمس الجمعة ويقودها حزب الله.وقال عون "نحن نوجه نقدنا وطلباتنا إلى رئيس الحكومة اللبنانية الذي بأدائه أخطأ كثيرة ويجب أن يتنحى عن مركزه ليجلس مكانه سني آخر أكثر خبرة وأكثر معرفة بنسيج الشعب اللبناني وبقضاياه الوطنية. وأضاف"أدعو رئيس الحكومة ووزرائه أن يستقيلوا ويصبحوا مثل زملائهم".