أقواس
عند عودته للوطن صاغ الأديب الراحل محمد عبدالولي اروع اعماله القصصية منها "مجموعة الارض ياسلمى" التي كانت اكثر رواجاً وانتشاراً واكثر تداولاً بين القراء مجموعة الارض ياسلمى كانت عاملاً فاعلاً ومرتكزاً مباشراً في تنامي معدل شعبيته ، واتساع شهرته وتأثيرة داخل الوطن وخارجه ، محمد عبدالولي عانى محنة الاغتراب منذ نعومة اظافرة ، عاش في كنف ابيه التاجر البسيط دابغ الجلود القديمة في بلاد الحبشة ابان الامبراطورية الهيلاسلاسية ، وفي سن مبكرة رفض التمييز العنصري وطأطأة الرأس في موكب الامبراطور اقتداءً برؤوس الرعاة والرعية اجلالاً للموكب الامبراطوري وفقاً لدستور البلاد ، وهكذا ظل المغترب اليمني الصغير يحلم بالعودة الى وطنة ليقبل ترابه ، ومن هذا الشعور نمت موهبته المبكرة وبراعته القصصيه التي شكلت مخاض ولادته وبداية لاعداده كقاص متمكن يجيد عناصر ومقومات مهنة المتاعب وصدرت مجموعته ( على طريق أسمرا ) اثناء الاندماج الاثيوبي الاريتيري ، وأثارت المجموعة نوعاً من الجدل المتفاقم داخل اوساط الجالية اليمنية الامر الذي اكسبه الشهرة والانتشار الواسع في فترة زمنية قصيرة جداً ، وتوالت قصصه الابداعية وهو مازال في طور الصبا ، وبلغ معدل انتاجه الادبي نحو خمسمائة عمل درامي من اكثرها شهرة وتداولاً ( شيء اسمه الحنين ) ، ( العم صالح ) ، ( صنعاء مدينة مفتوحة ) ، ( الاطفال يشبون عند الفجر ) و ( كانت جميلة ) ، ( يموتون غرباء ) وغيرها من الاعمال الدرامية التراجيدية ، ( فالارض ياسلمى ) كانت الصحوة القومية المبكرة لتعبئة الطاقات واذ كاء جذوة الحماس بين اوساط الجالية اليمنية في بلاد الحبشة وبقية بلدان المهجر كانت هذه المجموعة جرس انذار يحث ابناء الجالية على الارتباط بالوطن والارض التي جاؤوا منها وتعزيز الانتماء للوطن الام . لقد أسس الاديب الراحل محمد عبدالولي جذور حركة القصة وابراز هويتها اليمنية التقليدية ، وكان من رواد القصة القصيرة في اليمن ، وبرز كأديب ومبدع في السبعينات برز حجمه كأحد الكتاب البارزين في القصة القصيرة .. وعاد محمد عبدالولي الى الوطن بعد رحلة اغتراب شاقة ليمارس حقوقه المدنية ونشاطاته الادبية والفكرية ، وتبوأ مناصب ثقافية عدة ، وكان بارزاً في الفعاليات الاصلاحية مما اكسبه نفوذاً واسعاً ، وفي عام 1970م لقي حتفه مع كوكبة من الشخصيات السياسية والثقافية في حادث طائرة مؤسف ، وفقدت اليمن احد رواد القصة القصيرة وناقدًا بارعاً انتج روائع ادبيه واعمالاً قصصية ونصوصا مسرحية ونقدية .