تحقيق: زكريا السعدي/ أثمار هاشم: تـ/ نبيل عروبة: الطب مهنة انسانية نبيلة .. لذا فإن اصحابها كثيراً ما يطلق عليهم اسم ملائكة الرحمة .. لكن هل تغير الواقع الآن ليتغير المفهوم إلى "ملائكة العذاب" ويدلل على ذلك ما يلاقيه المواطن من بلاء "مرض " وخسارة مال .واقع المستشفيات الخاصة هل تلبي حاجة المواطن مقابل ما يدفعه من مال أم اصبح الطب تجارة مربحة واستثماراً خالصاً وهل فقدت المستشفيات العامة مصداقيتها أم لم تفقد ؟ ولماذا يلجأ الناس للعلاج في المستشفيات الخاصة ؟! اسئلة تطرح نفسها بقوة على واقع الوضع الصحي في اليمن والتي تتفاوت الاجابة عليها وفقاً لرؤية كافة الاطراف المعنية بهذا الشأن وسعياً منا في معرفة الحقيقة وايضاحها اجرينا التحقيق التالي :ـ[c1]*[/c] سعيد سالم باهدى "مستثمر صاحب مستشفى" قال :بالنسبة لعمل أي مستشفى أكان خاصاً أو عاماً فهو يعتمد بشكل اساسي على إمكانيات هذا المستشفى ومدى الانضباط الحاصل فيه ، فبعض هذه المستشفيات لها "دستور" خاص وقوانين متبعة لغرض الأمانة والمصداقية وموضوع الطب موضوع خطير جداً كونه يهتم بالانسان والانسان فقط فالخطأ فيه قد يكون قاتلاً.. فلابد من الحرص الشديد .وأقول .. ان المستشفيات الخاصة تحرص على ذلك بشكل كبير ولا أحد ينكر ذلك فهي لديها الامكانيات من معدات ومواد طبية وكادر طبي لديه خبرة كبيرة في مجاله .. ولا اقول ان كل هذا لايتوفر لدى مستشفيات القطاع الخاص أو اقصد العكس ولكن لكل مستشفى ظروفه وامكاناته التي تؤهله للمنافسة من عدمها ،ومقولة ان المستشفيات الخاصة اصبحت للاستثمار فقط دون مراعاة الجانب الإنساني ليست دقيقة فمن المستحيل ان ترضي جميع الناس ولكن كما أكدت الامكانات هي الاساس وهي التي تتيح للمواطن حرية الاختيار حسب إمكاناته ، فمن الطبيعي ان تكون تكاليف بعض العلاجات مرتفعة والسبب هو استقدام الكادر الاجنبي الذي يأخذ بالعملة الصعبة وكذا ارتفاع اسعار المواد الاخرى ، ونحن نعلم ذلك ونحاول قدر المستطاع تخفيض هذه التكاليف حسب المعقول ، وعلى ذلك فنحن ايضاً نواجه مواقف انسانية مؤسفة تتمثل في ان بعض النزلاء المرضى يستنفدون كل ما لديهم من مال دون ان يستنفدوا علاجهم ونحن نحاول مراعاة هذه الجوانب باسلوب انساني ايضاً لاننا نعلم ان هذا الشعب عزيز لايلجأ إلى المراوغة أو الاحتيال .[c1]*[/c] محمد عبدالحافظ النقيب ـ مستثمر ومدير مستشفى ـ قال هو ايضاً : شيء مؤكد ان تجهيز أي مستشفى "خاص" بكل هذه الامكانات من حيث الكادر والاجهزة سيقدم خدمة للمواطن وان انعكس ذلك على قدرة المواطن "الشرائية" ، والمواطن يعلم ذلك ويقدره والدليل ان المواطن لايلجأ إلى المستشفيات العامة التي تفتقر إلى كل هذه التجهيزات ولانقول ان هذا المنطق يمثل استغلالاً للمواطن ولكن التجهيزات الطبية غالية جداً كما انها تحتاج إلى صيانة مما يزيد من تكاليفها ونحب ان نذكر هنا ان المستشفيات الخاصة حدت من السفر إلى الخارج للعلاج وبشكل كبير ونستطيع ان نقول ان نسبة العلاج الداخلي الآن هي 80% وهي نسبة كبيرة ومبشرة .ونحن لسنا الدولة الوحيدة التي فتحت باب منافسة القطاع الخاص مع القطاع العام، فمستشفيات القطاع الخاص تقوم على مجهود ذاتي فردي مبني على الاستثمار ،وبصراحة فقد فوجئ المواطن بداية بهذا الوضع بعد ان الف مجانية العلاج ولكن في ظل تدهور اوضاع مستشفيات القطاع العام بدأ يتقبل هذه الفكرة.وأضيف هنا الاستثمار لايعني "ذبح" المواطن ولكن احب ان اقارن بمقارنة بسيطة بين ما تقوم به المستشفيات الخاصة بتكاليفها وبين ما هو معمول في خارج الوطن من حيث العلاج حيث ان في بلادنا ارخص مما هو عليه في الدول المجاورة ، على سبيل المثال عملية استئصال "اللوزتين" تكلف هنا من 10000 ـ 15000 ريال يمني بينما في المملكة العربية السعودية مثلاً تكلفتها من 2000 ـ 3000 ريال سعودي ، وايضاً اجراء العملية "القيصرية" 4000 ريال يمني بينما هناك 6000 ريال سعودي ، وهي نفس الامكانات هنا وهناك ولكن بالمقارنة ايضاً مع صرف العملة هو مبلغ باهظ جداً ،ولدي معلومات وتجارب ان كثيراً من اخواننا في الخليج يأتون إلى اليمن لاجراء مثل هذه العمليات والسبب هو ما اسلفناه.[c1]أطباء اكفاء .. لكن ..[/c][c1]*[/c] وقد اوضحت د/ صفاء الشيخ ـ طبيبة رأيها قائلة :لم تفقد المستشفيات العامة مصداقيتها لأن طاقم الاطباء المتوفر فيها من اكفأ الاطباء ولكن هناك عوائق تقف امامهم منها غياب الخدمات الطبية والادوية اضافة إلى الروتين العام ، كما ان انعدام التقدير تجاه الجهود التي يبذلها الطبيب قد تؤثر على نفسيته وادائه كل هذه الاسباب وضعت الناس للاتجاه للمستشفيات الخاصة بالرغم من ارتفاع اسعارها لذا فاننا نجد ان المريض بعد ان يتعالج في المستشفيات الخاصة لفترة معينة يأتي لاستكمال العلاج في المستشفيات العامة ، ان نقص المخصصات المالية للمستشفيات العامة هي السبب في وصول الأوضاع في المستشفيات العامة إلى هذا المستوى .[c1]*[/c] الطبيب/ هشام عبدالله بن شحنة ـ فقد قال:الطب مهنة انسانية رغم الظروف والعوائق التي تصادفنا في هذه المهنة فلازالت هناك مصداقية في المستشفيات العامة بالرغم من شحة الامكانيات التي تعاني منها المستشفيات العامة والتي دفعت المرضى للعلاج في المستشفيات الخاصة التي تقدم تسهيلات اكثر للمواطن خاصة لفئات معينة .ان الوضعية التي وصلت إليها المستشفيات تقع مسؤولياتها على المجتمع ككل، فالدولة تتحمل جزء من المسؤولية بعدم توفيرها للخدمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات العامة أما الجزء الاخر من المسؤولية فيتحمله بعض الاشخاص الذين يبالغون في ترويج اشاعات غير صحيحة عن المستشفيات العامة .[c1]*[/c] كما التقت صحيفة (14 أكتوبر) د/ اسراء عبدالجبار التي تعمل طبيبة في احد المستشفيات الحكومية .. حيث تحدثت إلينا قائلة :لم تفقد المستشفيات العامة مصداقيتها فهي مازالت تقدم خدمات انسانية للمرضى لان طاقم الاطباء الموجود فيها هو الأفضل ، وفي اعتقادي أن الناس تلجأ للمستشفيات الخاصة بسبب امكانياتهم المادية خاصة واذا نظرنا إلى اسعار تلك المستشفيات لوجدناها لاتتناسب مع معظم دخل السكان ، اضافة إلى أن هناك بعض الاطباء والممرضين يعملون سماسرة للمستشفيات الخاصة ليحصلوا على عمولة منها لذا ينبغي وجود قانون لمحاسبة اولئك الاشخاص كما ان هناك جانباً يجب عدم اغفاله وهو ان هناك جيلاً من الاطباء اصبحوا ينظرون للطب كتجارة وليس كمهنة انسانية والدليل على ذلك انهم يصرون على العمل في المدن ويرفضون الذهاب للأرياف للعمل فيها .[c1]مرضى يتحدثون[/c][c1]*[/c] كما التقينا خلال جولتنا بالأخ / جمال عبدالرحمن ادريس مريض في مستشفى عام الذي تحدث الينا قائلاً: جئت للمستشفى للعلاج من التهابات القدم ، حيث اني مصاب بالسكر ولكني وجدت الوضعية في المستشفى متردية جداً فهي لاتوفر للمريض سوى السرير فقط اما الادوية فنضطر لشرائها من خارج المستشفى وتصل قيمتها في بعض الاحيان إلى حوالي "20" الف ريال ، كما ان النظافة في المستشفى تكاد تكون معدومة فعلى الرغم من قيام عمال النظافة التابعين للمستشفى بالتنظيف إلا أن بعض المرضى والمرافقين يرمون القاذورات في كل مكان ، اضافة إلى وجود الحشرات في دواليب المستشفى ، أما فيما يخص الطاقم فتعامله معنا جيد بل ان بعض الاطباء لديهم صدر رحب للاستماع للمرضى مما يجعلنا نشعر براحة نفسية كبيرة ومع هذا فانه في الفترة المسائية لايوجد سوى ممرض واحد مناوب لكل قسم وهذا غير كاف للعناية بكافة المرضى ، واعتقد ان الدولة هي المسؤولة عن هذا التدهور في المستشفيات العامة لذلك يلجأ المرضى للمستشفيات الخاصة ليحصلوا على الرعاية التي يحتاجون إليها .[c1]*[/c] أما الأخت / نهى محمد يوسف ـ مريضة مستشفى عام ـ فقد قالت :الاطباء في المستشفى ممتازون ويبذلون قصارى جهدهم ، لكن جانب النظافة مفقود تماماً في المستشفى فالحمامات غير نظيفة بسبب بعض المرضى والمرافقين لهم كذلك تنعدم النظافة في اغطية الاسرة ، أما عن تكاليف العلاج فهي مكلفة وترهق لاننا موظفون نعتمد على رواتبنا فقط ، وأنا كمريضة بالسكر اعاني من ارتفاع سعر الانسولين كما انه غير متوفر بالمستشفى فاضطر لشرائه من الصيدليات الخاصة ، وفي رأيي ان الناس بدأت بالذهاب للمستشفيات الخاصة ليحصلوا على الاهتمام والرعاية ولكن حتى هذه المستشفيات فاسعارها غير مناسبة لقد تحول الطب إلى تجارة ووزارة الصحة هي المسؤولة عن هذه الوضعية في المستشفيات الحكومية .[c1]الوضع الصحي سيئ[/c][c1]*[/c] الأخت / وفاء علي احدى المريضات حدثتنا قائلة :المستشفيات الحكومية لم تعد تؤدي دورها الذي يفترض بها أن تؤديه فلاتوجد نظافة كافية والاطباء لايحضرون بمواعيد ثابتة كما أنهم يتعاملون مع المرضى بصورة غير لائقة ويرفضون الاستماع لشكوى المريض ، لاتوجد في المستشفيات العامة الخدمات الطبية مثل الكشافة فيضطر المريض لعملها خارج المستشفى إلى جانب بعض الفحوصات وكل ذلك يكلف المريض مبالغ فوق طاقته ، وفي بعض الاحيان يكون هناك اهمال في اعطاء الادوية والمغذيات للمريض ، اما المستشفيات الخاصة فاسعارها مرتفعة وبالرغم من ان المريض يتعالج فيها بفلوسه الا انه لاتتم معاملته بشكل لائق كما أنهم لايتحملون الحالة النفسية التي يمر بها المريض بسبب المرض وهناك بعض المستشفيات الخاصة لايوجد فيها اطباء للحالات الصعبة في ايام الخميس والجمع ويعطون المريض المنوم حتى يأتي الطبيب المعالج لفحصه . بصراحة الوضع الصحي عندنا سيئ جداً على الدولة العمل على تحسينه .[c1]تغيرت أوضاع المستشفيات الحكومية[/c][c1]*[/c] أما الوالد / عبده حسن وهو احد المرضى فقد قال :لقد تغيرت اوضاع المستشفيات الحكومية كثيراً ، في السابق كنا نأتي للعلاج فيها ونحصل على كافة الرعاية والاهتمام من الاطباء والممرضين ولكن الآن الظروف تغيرت فلا يوجد اهتمام بالمرضى ولاتوجد نظافة ومع ذلك فنحن مجبرون على المجيء للعلاج في المستشفيات الحكومية لان امكانياتنا المادية لاتسمح لنا بالعلاج في المستشفيات الخاصة فالراتب الذي نحصل عليها بالكاد يكفي متطلبات الحياة العادية ولانستطيع تحمل اعباء اكثر وعلى وزارة الصحة ان تهتم بالمستشفيات الحكومية .[c1]مستشفيات عامة جيدة[/c] [c1]*[/c] الأخت / عيشة عبدالقادر احدى المريضات قالت :المستشفيات العامة جيدة ويتعاونون معنا كثيراً والادوية التي يصفونها لي اجد اكثرها بالمستشفى حيث ان الاطباء والممرضين تعاملهم معنا جيد جداً ، كثير من الناس يلجأون للمستشفيات الخاصة لان الخدمات الموجودة فيها أحسن كما أنها نظيفة بينما تنعدم النظافة بالمستشفيات العامة ، وبعض الاطباء يحولون المرضى للمستشفيات الخاصة التي يعملون بها وهناك تكون معاملتهم للمرضى افضل بكثير من تلك المعاملة في المستشفيات العامة ، لكن المشكلة في المستشفيات الخاصة ان اسعارها غالية مقارنة بالخدمات التي تقدمها واتمنى من الدولة ان تهتم اكثر بالمستشفيات العامة .[c1]مستشفيات تنقصها بعض المعايير[/c] [c1]*[/c] د/ ثابت قاسم محسن ـ مدير مستشفى عام ـ ادلى بدلوه في هذا الموضوع قائلاً :من المعروف ان المستشفيات بشقيها العام والخاص تؤدي دوراً انسانياً وبالنسبة لمستشفيات القطاع الخاص أرى ان بعض منها تنقصها بعض المعايير العلمية التي يجب ان تتوفر فيها واركز حديثي على ماهو موجود في محافظة عدن ، فهناك مقومات يجب ان تتوافر في أي منشأة تطلق على نفسها اسم قطاع خاص أهمها الخصائص الفنية والتقنية فهي تشكل رافداً اساسياً وعاملاً مساعداً في تعزيز ثقة المواطن بالقطاع الصحي المتكامل الذي تحاول ان تتبناه منذ فترة طويلة المستشفيات العامة ، لكن للأسف واقولها بكل صراحة ان القطاع الصحي العام شابه في الفترة الاخيرة نوع من التقصير في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين وليس عيباً ان نعترف بذلك لكن العيب ان نستمر في هذا التقصير ولانقوم بتصحيحه واملنا كبير في ان تصحح هذه الاوضاع في القريب العاجل .وفي المقابل ايضاً فان كثيراً من مستشفيات القطاع الخاص ايضاً لاتتوافر فيها المقومات اللازمة مثلاً من حيث المبنى الذي في معظمه غير مؤهل لان يكون "مستشفى خاصاً فبعض الاقسام فيه عبارة عن "اكشاك" ، كما لاتوجد لديها مصاعد كهربائية أو مواقف سيارات وهذه ابرز المقومات التي يجب ان تتوافر فيها .نعم .. هي تبحث عن الاستثمار ولامشكلة في ذلك اذا كانت تقدم خدمة انسانية بعيداً عن التفكير في الربح وان كانت مسألة الربح ضرورية اصلاً ولكن بما هو معقول واتفق معكم في الرأي ان اساسها هو الربح فلا يعقل ان تكون انسانية بحته ولكني أقول انه يجب ان يكون مبدؤها هو الحد الأدنى من الربح وان يكون استثماراً حقيقياً يلتزم بالشروط والمقومات اللازمة والموجبة ، لانها فعلاً تغني عن العلاج في الخارج فالناس طوابير على مكاتب الصحة واللجان الطبية الخاصة بالموافقة في الخارج وقد لايوفق كثير منهم اذن يفترض بالقطاع الصحي الخاص ان يكون حلاً لمثل هذه الحالات.أما عن اسباب عدم قدرة القطاع الصحي العام على منافسة الخاص هو ان بعض اصحاب القطاع الصحي الخاص هم من اعمدة القطاع الصحي العام وهم من يسمحون بذلك ، صحيح اننا مع الاستثمار ولكن يجب ان تحدد العلاقة بين مسؤولياته في القطاع الصحي العام وبين استثماره والحقيقة اننا نفتقر إلى قانون يحدد هذه العلاقة ويمكن ان نستفيد من التجربة الاردنية في ذلك .وطبعاً يتحمل القائمون على صرف التصاريح للمستشفيات الخاصة التي لاتلتزم بالمعايير جزءاً كبيراً من المسؤولية ولكن نتيجة عدم الخبرة لبعض المسؤولين في صرف التصاريح ادى إلى هذا الوضع ولاختلف الوضع تماماً لو انهم استفادوا من خبرة الدول المجاورة لنا .[c1]شحة إمكانية[/c][c1]*[/c] كما التقت صحيفة 14( أكتوبر) د. محمد سالم باعزب ـ مدير مستشفى حكومي الذي تحدث للصحيفة قائلاً :المستشفيات الحكومية تعاني من شحة الامكانيات وعدم تجديد الاثاث القديمة وتحديث الاجهزة الطبية بالاضافة إلى عدم وجود إمكانية للشراء الامر الذي يجعلنا نعاني من ضغط من قبل المرضى خاصة وان هذا المستشفى مرجعي خاص بالامومة والطفولة وعلينا استقبال الحالات الطارئة والولادة مجاناً دون وجود مخصصات مالية لذلك ، كما أننا نعاني من بنود الموازنة التي لاتكفي لتشغيل هذه المستشفيات أو حتى 5 من احتياجات المستشفيات وبالرغم من كل هذه الظروف لازال المستشفى يعمل بكافة قدراته المهنية من كوادر طبية وفنية ، لذلك نحن نسعى للتواصل مع مكتب المحافظة ومكتب الصحة لرفع الموازنة التشغيلية وقمنا من جانبنا برفع مشروع موازنة اكثر واقعية بحسب الظروف الحالية من اجل تقديم خدمات طبية افضل للمواطنين .أما عن المستشفيات الخاصة في المحافظة فهي جيدة نسبياً وقد بدأت منذ "15" سنة وهي رديف للمستشفيات العامة لتخفيف الضغط عليها ومع هذا فانه لايمكن الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها المستشفيات العامة لان المستشفيات الخاصة تعمل في الحالات "الباردة" التي لاتحتاج على طوارئ وهناك بعض الحالات تستلمها المستشفيات العامة من المستشفيات الخاصة التي ليست بذات المستوى من التجهيز الذي يمكن معه استقبال حالات طارئة أو مستعصية ، أما المسؤول عن هجرة المرضى تجاه المستشفيات الخاصة فهو النظام الطبي العام المتواجد في المستشفيات العامة ورغبة المرضى بالحصول على خدمة سريعة وان كانت ليست نوعية .[c1]الموازنات العامة للمستشفيات الحكومية ضئيلة[/c][c1]*[/c] وقد التقينا كذلك د/ وفاء قائد دهبلي ـ نائبة مدير مستشفى حكومي للشؤون الفنية لتي تحدثت قائلة :نستطيع القول ان المستشفيات العامة فقدت إلى حد ما مصداقيتها وذلك لان الموازنات الخاصة بالمستشفيات العامة ضئيلة مقارنة بمستوى الخدمة المقدمة من قبلها ، فمثلاً بند الادوية ضئيل جداً ، كما ان مساهمة المجتمع اصبحت تصرف على علاوات النوبة للاطباء اضافة إلى غياب تحسين دخل العامل الصحي دفع الاطباء للشعور بالتذمر واللامبالاة إلى جانب السمسرة التي عرفت طريقها للمستشفيات كل تلك الاسباب دفعت المرضى للذهاب للمستشفيات الخاصة التي تقدم خدمات شكلية "فندقية" بينما الطاقم الذي يعمل فيها هو ذاته الذي يعمل بالمستشفيات العامة ، بل ان كثيراً من المستشفيات الخاصة تعتمد على اطباء متخرجين حديثاً ، ومع هذا يمكن القول بأن الروح الطيبة لازالت موجودة لدى الكثيرين .[c1]المستشفيات العامة لم تفقد مصداقيتها[/c]مكتب الصحة .. ماذا يقول ؟![c1]*[/c] وقد التقت صحيفة (14 أكتوبر) د. الخضر لصور ـ مدير عام مكتب الصحة / عدن الذي تحدث الينا قائلاً :لم تفقد المستشفيات العامة مصداقيتها وان كان دورها قد تقلص نوعاً ما وبالتالي لابد من تفعيل المستشفيات العامة عن طريق الاهتمام بالجانب الاداري الذي يقود المستشفيات ، اعطاء صلاحيات وموازنات تشغيلية معقولة ، دعم المستشفيات في مجال الادوية والاسعافات الاولية وكذا اعادة تأهيل المؤسسات الصحية القديمة.أما عن اتجاه المواطنين للعلاج في المستشفيات الخاصة فقد اشار إلى ان الطب مهنة انسانية ولكننا نجد ان المواطنين في كثير من الاحيان يقدمون فتاوى عن الطب من حيث تشخيص المرض وتقييم اداء الطبيب وبالتالي فان أي خطأ بسيط يقع يكبر بفعل نشر الناس للشائعات والاقاويل عن تلك المستشفيات ونحن ننظر للقطاع الخاص بوصفه رديفاً للقطاع العام وعاملاً مساعداً في تقديم خدمة للمواطنين ، لذا نجد ان ازدياد المستشفيات الخاصة انما هو دليل على التنافس خاصة وان مجال الاستثمار في الصحة مفتوح ويحق للكل الاستثمار فيه ، وأما فيما يتعلق باعادة النظر في اسعار بعض المستشفيات الخاصة ووجوب ان يكون هناك سقف محدد لاسعار العمليات في المستشفيات الخاصة فقد دعت وزارة الصحة ومكاتبها ونقابة الاطباء وجمعية المنشآت الصحية الخاصة لعقد ورشة لتحديد نوع الخدمة وسعر العلاج.واضاف د/ الخضر لصور قائلاً: ان هناك نزول من قبل لجان خاصة للتفتيش على المستشفيات وفي بعض الاحيان يتم غلق الاقسام في حالة مخالفة الشروط كذلك تقوم تلك اللجان بفحص وثائق الاطباء لمزاولة المهنة فالطبيب المتخرج حديثاً يجب ان يحصل على رخصة لمزاولة المهنة وهو تدريب في المستشفيات العامة ليعمل بعدها في اقسام الطوارئ في المستشفيات الخاصة وفي حال ارتكاب المستشفيات الخاصة مخالفة فان المتضررين يقومون بتقديم شكوى لمكتب الصحة تحال للشؤون القانونية وهناك لجنة مكونة من عدد من الاطباء للنظر في الشكاوى المقدمة كما ان هناك لجنة طبية برعاية المحافظ لمعالجة شكاوى المواطنين من الناحية الطبية .