موضوع ما
كنا أشرنا في عمود سابق إلى أن " الموسوس " عادة ما يكون شخص عملي ، حسن الاتقان لعمله ، يركز على التفاصيل الصغيرة بدقة وفي الغالب يكون شخصاً موهوباً .وكثيراً ما يكون أصحاب الشخصية الوسواسية أناساً ناجحين.غير أنه إذا زاد الوسواس فوق المستوى الاعتيادي (المقبول ) يكون خطراً على صاحبه أولاً ، وعلى من حوله ، بدرجات متفاوته بحسب موقعه من الجماعة ، ثانياً.والوسواس الزائد ، أو ما يطلق عليه المعالجون النفسانيون :" الوسواس القهري " بنوعيه: الفكري ( وكان موضوع عمود أمس ) والعملي .. وهو ما سنوضحه هنا ." الوسواس القهري العملي يقصد به ما يتعلق بالوسواس أثناء أداء عمل ما.. ومن ذلك : أن يتجه الإنسان مثلاً - إلى غسل يديه مرة وبصورة دائمة مستمرة ( ولا ينتج عن ذلك نظافة وصحة اليدين ، وإنما كثيراً ما يعيد عمله مرة بعد مرة بصورة تعطب العمل في النهاية . وقد تراه يعد درجات السلم أثناء صعوده وهبوطه ( إذ كان محل إقامته أو عمله في الأدوار العالية ) . وإذا كان محاسباً فتجده يعيد الحسابات مرة بعد مرة ، وإذ كان صرافاً فإنه يكرر عد النقود المّرة بعد المرة.. بإختصار : إنه يعيد العمل ذاته بروتين ممل ومنفر.[c1][email protected] [/c]