[c1]سلوى اللوباني [/c] بأسلوبها السلس المعتاد قامت الكاتبة "صافي ناز كاظم" بكتابة كتابها رقم 15 الصادر عن دار العين بعنوان "صنعة لطافة". وترمز بعنوانها للتعريف ببعض الرائدات في نهضة مصر ممن خرجن الى العمل والإبداع والبحث العلمي والنشاط الاجتماعي والثقافي، وأثبتن أنفسهن قوة فعالة في بناء مصر بشكلها الحديث والمعاصر مع مطلع القرن العشرين. الجميل والملفت في كتاب صنعة لطافة هو أسلوب الكاتبة الذي يحمل كم من المشاعر الايجابية تجاه هذه النماذج من النساء إضافة الى انها تناولت حياتهن وانجازاتهن بطريقة سرد الحكايات فلا تمل من كثرة المعلومات التي أوردتها عن كل شخصية. إضافة الى إنها لم تنتهج طريقة واحدة للتعريف بهن فقد خصت كل شخصية بمعلومات معينة بما يناسب تخصصها وانجازها وذكرياتها عن كل شخصية. كما إنها ألقت الضوء على نماذج قد اصبحت في طي النسيان...القليل منا يتذكرهم أو يذكرهم. إضافة إلى تنوع اختيارها لهذه النماذج فهي لم تقصره على الشخصيات المعروفة اجتماعياً بل شمل بنت الجيران والخياطة وزملاء المدرسة وغيرهن. الكتاب ملئ بالحكايات أوالاحداث الخاصة بالشخصيات التي انتقتها الكاتبة.. ومن أجمل الأحاديث التي ضمنتها كتابها حديثها مع سلطانة الطرب "شريفة فاضل" وكيف اختلفت حياتها منذ 15 عاما بسبب موجة الغناء المتواجدة حاليا وانعزالها وبعد الأصدقاء عنها ومشاعرها الحزينة على ابنها الشهيد.عشرون مصريةنهضة المرأة المصرية وخروجها الى العمل والمشاركة واثبات نفسها بدأ كله بشكله الحديث والمعاصر من مطلع القرن العشرين على يد نساء مصريات على درجة من الموهبة والتميز والإخلاص للوطن. من العشرينيات إلى الستينيات كان هناك نمو مطرد لفاعلية المرأة المصرية ومشاركتها في بناء المجتمع على كافة المستويات فهناك من حملن درجة الدكتوراه ومن مثلن مصر في الأمم المتحدة وفي المؤتمرات العلمية الدولية وأيضا كان منهن من سقطن شهيدات في المظاهرات الوطنية عام 1919. تضمن الكتاب عشرون مصرية من أول نبوية موسى والآنسة مي زيادة والرائدة الاجتماعية جميلة صبري حتى توحة الخياطة مروراً بالرائدة في علم الرياضيات معصومة كاظم، والرائدة في علم الوراثة عفت بدر، وأم علم النفس سمية فهمي، والرسامة سميحة حسنين، والكاتبة زينب صادق، والشاعرة أماني فريد والصداحة شريفة فاضل والقيثارة ليلى مراد، والمسرحية منحة البطراوي، والمترجمة نهاد ابنة السينمائي والطيار احمد سالم، ورائدة الصحافة المدرسية وداد متري، والأديبة اليفة رفعت، والنحاتة فاطمة مدكور، وراعية الفنانين أمال طليمات وشاهدة الحق نور هانم مرسي، اختارتهن الكاتبة بمقياس الموهبة والفطنة والإخلاص والمواطنة الصالحة، ودفاعا عن المرأة المصرية وتسجيلا لانجازاتها السباقة منذ سنوات تعدت القرن.[c1]أم الجيل [/c]بدأت كتابها بشخصية "نبوية موسى" وأطلقت عليها لقب أم الجيل. فهي أول مصرية تحصل على البكالوريا عام 1907 ولم تحصل عليها أي فتاة أخرى الا بعد مرور 21 سنة على بكالوريا نبوية موسى. وهي التي أسست مدارس بنات الإشراف بالإسكندرية وشاركت في ثورة 1919 وسافرت الى مؤتمر النساء الدولي الذي عقد بروما عام 1923 وهي من أوائل أعضاء نقابة الصحفيين. وقد فصلت من وظيفتها عام 1926 ككبيرة للمعلمات في مدارس الحكومة المصرية بعد مشادة بينها وبين وزير المعارف. وكانت قضية أثارت الرأي العام فقد اشتهرت بحملاتها القاسية على الوزارة ومطالبتها بتعديل البرامج وجعل تعليم البنات ومراقبته مقصورين على المصريات لا يشترك فيهما الرجال او الأجنبيات. وهي المصرية الأولى التي وضعت كتاباً شرحت فيه نظرية المرأة والعمل وشجعت المرأة المصرية على الاشتغال والكسب.[c1]رائدة الرياضيات[/c]أول سيدة تتخصص في طرق تدريس الرياضيات وأول سيدة تحصل على ماجستير في الرياضيات البحتة. وأول سيدة تحصل على دكتوراه الفلسفة في المناهج وطرق تدريس الرياضيات. وأول سيدة تشارك بالجهد الأكبر في تأليف كتاب عن الرياضيات الحديثة باللغة العربية وهو "أساسيات تدريس الرياضيات الحديثة" مع الأستاذ وليم عبيد ومحمود شوق عام 1969 عن دار المعارف. من مؤسسي كلية البنات جامعة عين شمس. فهي أول معيدة من خريجات الكلية التي يتم تعيينها بها عام 1951، اختيرت لتكون عضوه في حلقة اليونسكو لتطوير مناهج الرياضيات بالبلدان العربية من عام 1966-1672.[c1]انا وزينب صادق[/c]أما في تأملها للشخصية الادبية لزينب صادق التي صدر لها كتابها الأخير بعنوان "حفل تكريم في ملهى ليلي" عام 2003 تقول أن الحياة عندها ان تعيش لتكتب.. وأن هذا الإخلاص والحب الشديد للكتابة هما نقطة إعجابها الرئيسية بزينب صادق مع كونها نقطة اختلاف جوهري بين شخصياتهما. فتقول الكاتبة لا أذكر انني أحببت الكتابة أبداً ولا اذكر اني كتبت بمتعة.. فلحظة الكتابة عندي هي لحظة مرض أريد الشفاء منه.. فانا أكتب وأنا كارهة تحت الحاح ضرورة او شعور بالمسئولية.. محاولاتي دائماً هي في كيفية الهرب من الورقة والقلم وتحويل الطاقة الى فعل يترجم ما كنت أود أن اكتبه. في حين محاولات زينب صادق هي في كيفية الإمساك بالورقة والقلم في كل الأحوال ولأطول مدة ممكنة. زينب صادق في محاولة دائمة لتحويل لحظات عمرها كله الى كتابة وكلمات مطبوعة.. وأنا في محاولة دائمة لتحويل الكتابة الى لحظات فعل أعيشها في عمري. هي تحول حياتها الى لفظ وأنا أحول اللفظ الى حياة ولذلك كانت حصيلة جهدها مجموعة من الكتابات أوصلتها الى المطبعة وكانت حصيلة جهدي مجموعة لا بأس بها من المواقف أوصلتني الى السجن. وتذكر الكاتبة تجربتها في السجن فقد كانت معها مجموعة من الكاتبات منهن د. لطيفة الزيات ونوال السعداوي يتألمن ليل نهار لحرمانهن من الورقة والقلم ويقدمن الاحتجاجات الى ادارة السجن بسبب هذا التعذيب المعنوي الرهيب على حد قولهن. لكنها كانت الوحيدة الهانئة.. تبتسم وتقول "بركة يا سجن اللي جت منك ما جت مني". الكتابة عند صافي ناز كاظم عجز عن الحياة.. والحياة عند زينب صادق عجز عن الكتابة، زينب مؤلفة تحريرية وصافي ناز مؤلفة شفهية.. زينب صادق صاحبة رأي متمردة ثائرة محتجة معارضة على الورق واما الكاتبة مجسدة لرأيها ومعتقدها في فعل على الارض.
|
ثقافة
صنعة لطافة مع نساء مميزات
أخبار متعلقة