الـوفـاء
كانت أمل تتقلب طيلة الوقت في فراشها، انقلبت على ظهرها ، ازاحت الغطاء عنها بضربة من قدمها وتنهدت بصعوبة ، وكأنها لاتجد الكفاية من الهواء قفزت من السرير ، اضاءت المصباح، شبكت ذراعيها حول صدرها وصمتت تحدق في صورته الموضوعة على المنضدة الصغيرة ، بجانب سريرها وراحت تتمتم نعم .. نعم حياتي معك كانت كلها سعادة وهناء .استلقت ثانية على السرير وغطت عينيها وراحت في رحلة طويلة ، مليئة بالذكريات .. غداً ستمر الذكرى الثالثة والثلاثون لليلة الاولى التي وضعا فيها بدايات لصرح حياتهما العائلية السعيدة بعد قصة حب دامت عشر سنوات اخفياها عن أعين الحاسدين واللئام. عشر سنوات من الحب الصادق ، وفترة خطوبتهما القصيرة واللحظات التي كانت تقضيها معه حين يأتي لزيارتها في بيت والديها بعد ان ينتهي من عمله . كانت تشعر بالسعادة وهي تستعد للقائه ليهمس لها احلى كلمات الحب ويحدثها عن اماله واحلامه للمستقبل الذي ينتظرهما بعد الزواج .احبك .. أحبك وسابقى احبك حتى آخر العمرابتسمت بحياء وقالت :قد لا اتقن مثلك حلو الكلام ، لكني ابادلك كل المشاعر والاحاسيس التي تحملها نحوي ، ولو اصغيت إلى دقات قلبي لسمعتها تتحدث بلسانك وتحس بعواطفك .. لكأن روحينا على موعد قد ضرب منذ الازل .لو تعلمين كم انا سعيد بك .. أنت ملاك حط في دربي .. أنت الأمل الذي يشحذ همتي ويلهم خطواتي ، وعلى جبينك سأرى مستقبلي ، ثم تناول يدها بين راحتيه وطبع عليه قبلة طويلة سرت حرارتها في دماء أمل ، فاطرقت رأسها في حياء وهمست يا ولفي لاترتاب وعلى العهد نام لمن تمر وتكول المن ها العظام . قفزت ثانية من السرير وفتحت الدرج واخرجت رسالة ،وراحت تقرأ توقفت عيناها عند احدى الرسائل حيث كتب لها شعراُ يقول فيها :جاوزت الثلاثيناختط الشيب شعريلكن قلبي لم يفارقهفرح السنين.. انذرهاهذه السنين من عمريوهذا القلب وماتبقى ليصبح واحداً ، أنهضمن نومي اراك ، وجهك المستدير ، حلواًُرائعاً ، كأيامي التي مضتاتأملك، واجفانك تحتلجكفراشات ، تطردين النومكالشمس في اشراقهاتحيطني البهجة... حبيبتي... صباح الخير.. وأنتفي كل مرة قبلة على الشفاهتنير الصباحتمنح صباحي معنى[c1]*****[/c]تكاثر الشيب في لحيتيولكني وان جاوزت الثلاثيناحس بأني قويله كل هذه السنين.. الآن حياتي حلوةالا نني احبك ؟[c1]*****[/c]من اجل اغفاءة منكعلى ذراعي .. احب الحياة... وأنتظرانتظريني يا حبيبتيلقد كنت محظوظاً بكدوماً .. عطش للقياكمحظوظ ، أني سأراك.. انتظريني .. لالم نفترق [c1]*****[/c]وهتفت أمل في داخلها اجل لم نفترق . . فقد غبت عني جسداً ، لكن ذكراك محفور في وجداني وحبك يسري في اعماق روحي .