د . زينب حزام يلعب الدف والطبل دوراً مهماً في الموسيقى الشعبية اليمنية ، فالكلمة وحدها لا تستطيع أن تشكل أثراً في الأداء من غير نغم يرافقها وفق حالة صانعها وموقفه العاطفي ومضمون ما يريد البوح به.وللدف قصة مع الإنسان اليمني منذ زمن طويل فهو يرافقه في رحلته في ليالي الأنس في الصحراء حيث كان يستريح بعد رحلته الطويلة مع رفاقه في مخيم صحراوي فيتركون الجمال في موقع الأعشاب بينما هم يجلسون القرفصاء وينشدون أعظم الألحان والمواويل اليمنية المعروفة والأغنية اليمنية المشهورة ( أغنية يا جمال ريتك با تجمل ) وصوت الدف والطبل يحمل نغمة شبه موحدة في الإيقاع الموسيقي ومن خلال الإيقاعات الموسيقية تبعث وتتلاقى الأصوات في تنوع خصب وتناغم فريد وينتج هذا طابعه الموسيقي الشعبي ويمتزج اللحن الشعبي مع الأغنية أو النشيد أو الموال للمغني الرحال في وسط الصحراء أو الصياد وهو على قاربه مع أمواج البحر حيث يتسلى الصيادون على إيقاعات الدف أو الطبل. ويستخدم الدف أو الطبل في الأعراس والحفلات الرسمية عندما تقام المهرجانات الراقصة في الشوارع أو ( المخادر) في الأحياء الشعبية والتي تقام على أنغام رقصة الحنا أو الزفاف أو حفلات المواليد وعلى الرغم من تطور الآلات الموسيقية إلا أن الدف والطبل يعدان الأكثر انتشاراً في اليمن وعلى إيقاعاتهما يتوهج الأمل والفكاهة الحلوة. [c1]الفرق الشعبية الغنائية [/c]تستخدم الموسيقى الشعبية آلات الدف والطبل والمزمار ، حيث تعد هذه الآلات من التراث الشعبي الذي ينبغي الحفاظ عليه فقد بدأ المزمار يختفي واستمر الدف في العمل لذا من الضروري الحفاظ على هذه الآلات وتشجيع الفرق الغنائية الشعبية كجزء من التراث وعلى وزارة الثقافة والسياحة جذب الفنانين الشعبين للمشاركة في المهرجانات الوطنية لان آلات الدف والطبل والمزمار تجذب الزوار خاصة الأوروبيين. كما يتوجب اشتراك الفرق في المهرجانات لتتمكن من توثيق الأغاني الشعبية وحفظها في مكتبات فنية مثل مكتبة الإذاعة والتلفزيون وحفظ الأشرطة الموثقة على أجهزة الكمبيوتر لكي يتمكن الدارس للموسيقى الشعبية من الاطلاع على هذه الآلات العجيبة التي تدهش الجميع لقوة إيقاعاتها وسهولة استخدامها في العزف كما أنها تتناسب مع الطالب والدارس للموسيقى وايضاً يستخدمها المواطن العادي في الصحراء والبحر والحقل. [c1]الإبداع في الموسيقى الشعبية[/c]من المنطق الحفاظ على تراثنا الموسيقي والغنائي والبحث عن آلات الموسيقى الشعبية مثل الدف والطبل والمزمار والعود وتعريف الأجيال القادمة بتاريخنا الموسيقي خاصة ونحن في القرن الحادي والعشرين حيث ظهرت الإيقاعات الموسيقى السريعة التي تجذب الشباب وأهملت الموسيقى الشعبية وأصبحت لا تستخدم إلا في الأحياء الشعبية والمناطق النائية أو أثناء السير الطويل للقوافل في الصحراء أو من قبل الصيادين وسط البحر ونتذكرها في مهرجانات الموسيقى الشعبية. كما ندعو إلى رعاية الفنانين الشباب الذين اقتحموا الفن حديثاً وقدموا أنفسهم من خلال الأغنية الشعبية والوطنية وتعريفهم بأهمية هذه الآلات وضرورة الحفاظ عليها وتطويرها والاهتمام بالتراث الموسيقي اليمني. [c1]الفنانون الشباب [/c]هناك توجه لدى المبدعين الشباب في مجال الموسيقى الحديثة بضرورة إدخال الموسيقى الشعبية في الأغاني الحديثة كما أدخلت في أغنية ( ألا ياطير يا لاخضر) التي يصحبها الدف والطبل في معظم إيقاعاتها حيث جعلها بعض الفنانين الشباب تغني على إيقاعات الموسيقى الحديثة بإضافة إيقاعات الدف. وتحدو معظم الفنانين الشباب الآمال المنعقدة على الجديد من العطاء في مجال تطوير الأغاني اليمنية وتغيير مسار الأغنية اليمنية إلى الأفضل وكلما تعثر واحد منهم كان المتفائلون يقولون أن آمالنا متجددة في الشباب الآخرين أنهم سيحققون لنا كل ما نحلم به للأغنية اليمنية والموسيقى ولكن يتكرر سقوطهم الواحد تلو الأخر. وظل المتفائلون على موقفهم لان هذا السقوط لا يعني أكثر من كبوة جواد منذ البداية. ما الذي تبقى إلا الآمال والأحلام ومنذ البداية؟!.. لابد من إقرار الوحدة بين الموسيقى الشعبية والموسيقى الحديثة من ناحية إدخال الآلات الشعبية مثل ( الدف والطبل والمزمار والعود) فيها وقيام الفنانين الشباب بالعزف المستمر عليها والحفاظ على التراث الغنائي اليمني.إن إشراف الدولة على تسجيل الأغاني الحديثة للفنانين يساعدهم على نشر الأغنية على مستوى القناة الفضائية والإذاعة إضافة إلى دور القطاع الخاص في نشر أشرطة الكاسيت لجمهور الأغنية.. كما نجد تخوفاً لدى فئة القطاع الخاص من هذا المجال لعدم الحصول على الربح السريع أو فشل التجربة ، كما حدث لأحد المنتجين المحليين في قطاع المسرح، وتفضيل العمل مع المنتجين القادمين من الدول العربية المجاورة نظراً لتزايد المغنيات المعاصرات في نشر أغاني الفيديو كليب والأغاني الاستعراضية على إيقاعات الموسيقى السريعة. أن معظم الفنانين الشباب اليوم لا يتذوقون إيقاعات الآلات الموسيقية الشعبية لأنهم يركضون وراء الشهرة السريعة والربح السريع حسب متطلبات العصر وهم في صراع مستمر مع الفن الغنائي القديم ، فهم لا يعرفون كيف يكتبون الجديد الذي جاؤوا به لينافس القديم الذي وجد مساعدة كبيرة من قبل الدولة في السابق لا يجدها الشباب اليوم وكيف يبرزون إبداعاتهم ودراساتهم الأكاديمية للفن والأغنية والوصول إلى المجد لذا لم يجد هؤلاء الشباب أمامهم طريقاً لكسب المال والشهرة سوى حفلات الأعراس وفي النوادي حيث يكون الطلب على الموسيقى الحديثة السريعة الإيقاع. فالاهتمام بالشكل والبحث عن الأسلوب المميز .. يطغى تماماً على تفكير اغلب الفنانين الشباب ولعل السبب في ذلك أنهم يحاولون المرور على بوابة الفن دون اصطدام حقيقي بالمنافسين لهم في هذا المجال. أوجه دعوة جادة إلى الحفاظ على الآلات الموسيقية الشعبية وجمعها في متحف التراث الشعبي في عدن وفرض تعلمها في المعاهد الفنية في بلادنا حتى يتذوقها الشباب ويعملوا على تطويرها واستخدامها في المشاريع الغنائية.