خاطرة
أمل حزام نعمان تعجبني البداية.. تبدأ دون تفكير أو وعي لأنّك تدخل الساحة من دون درع حماية من بابٍ كبيرٍ .. دون إرادة، منبهرًا، فتنطلق مع انطلاقة أول نسمة مشاعر، وتترك نفسك طائفًا في رحمة الرياح وعواصفها الجبارة.وتسمع لأول مرة كلمة ساحرة تقال لك وكانت تقال من غيرك لغيرك.. وعاشت قرون وقرون لم تتغير مع الحرب والسلام! وكأنّها أبدية هي كلمة "أحبك" فتدخل إلى عالم هذه الكلمة مجبورًا، حيث لا وجود لخيار آخر.. فتطير فرحًا إلى السماء محلقًا وتصل دقات قلبك إلى خيوط الشروق وبحر الأمراء عبر سفينة الحب والشرود، وتصبح في يوم وليلة أميرًا في قصر العشق وتتفتح لك أبواب الجنّة وكأنّها لك، وبعد حين تستيقظ ويكون الأوان قد فات للعودة فلذة الحب قد اجتاحتك كالصاعقة أو لسعتك كأفعى مسمومة لينتشر السم فيك في ثانية فتضحى بين الموت والحياة في آن واحد.ها أنت لست حيًا ولا ميتًا ولكنك سجينًا في قفص المشاعر الخلابة إلى أقصى درجة من الإثارة والانبهار.وتتلوع من ألم الحب على فراق الحبيب ومع هذا لا تريد تركه أو التخلي عنه لأنّك أصبحت عبدًا لتلك الكلمة السحرية، وتلك المشاعر.. ومدمنًا عليها من غير شفاء.وها أنت راضيًا مسترضيًا. فما الفائدة من الرجوع بإرادة وبعد تحكيم الفكر والعقل حينما يصرخ بك قائلاً :ألم يحن الأوان لترجع ؟!فتجيب عليه.."لا أريد بل سأبقى هكذا رغم كل الصعوبات والعذاب فإنني أفضِّل أن أبقى هنا في هذا المعبد وأن أكون عبدًا بغير مقابل لتبقى لي ذكرى لأعيش من خلالها بقية عمري".