صباح الخير
في الأسبوع قبل الماضي أعلن في صنعاء من قبل تجمع شخصيات قبلية وسياسية عن تأسيس “ هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هدف المشاركون فيه إلى حماية الفضيلة وأعلنوا أن مبررات إنشائها هي “ زيادة أخبار الدعارة وتجارة النساء واستضحال الرذيلة”.. ونسي هؤلاء المؤسسون لهذه الهيئة أن مجتمعنا اليمني هو مجتمع محافظ وان الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات. فالفضيلة كقيمة اجتماعية وأخلاقية نبيلة ليست مسئولية جماعة أو فرد وإنما مسئولية المجتمع بجميع فئاته وبدرجة أساسية مسئولية السلطة بأجهزتها ومؤسساتها الرسمية المعنية بتطبيق الدستور والقوانين النافذة في المجتمع.ومن ابرز النشاط الموجه لهذه الهيئة هو الحد من مشاركة النساء في الحياة السياسية فغاب عنهم ما نصت عليه الشريعة وما تجسد في الدستور بان النساء شقائق الرجال ولهن من الحقوق والواجبات ما تكفله وتوجبه الشريعة الإسلامية وينص عليها القانون الذي سُن على أساس هذه الشريعة في مختلف أوجه الحياة. حيث دعا المؤسسون لهذه الهيئة الى ضرورة التصدي الحازم لمشروع “ الكوتا النسائية” الذي سيمثل تنفيذه مكسبا للنساء اليمنيات بزيادة مقاعدهن في مجلس النواب بتحديد نسبة 15 % كقاعدة ثابتة لهن في البرلمان.و وصفوا هذا المشروع بأنه من اكبر الكبائر وسيؤدي تطبيقه كما زعموا إلى فتح الباب على مصراعيه أمام النساء لخروجهن من المنزل والاختلاط بالرجال وسيوصل ذلك المجتمع والبرلمان إلى الفوضى الجنسية وما يصاحبها من ضياع العفة وانتشار الزنى واغفل المؤسسون لهذه الهيئة بان الشعوب لن تنمو وتتقدم وتزدهر إلا بنمو وتقدم وازدهار المرأة كونها تمثل نصف المجتمع.فالمرأة في بلادنا وبرغم مرور أكثر من أربعة عقود على قيام الثورة وقرابة العقدين منذ تحقيق الوحدة اليمنية مازالت في بداية مشوارها للحصول على حقوقها بسبب التفرقة القائمة في الممارسة العملية بين الرجل والمرأة حتى على مستوى التعليم الذي حققت فيه المرأة تقدما معينا بالمقارنة ببقية المجالات الأخرى لكنه هو الآخر مازال ضعيفاً اذ ان نسبة الأمية بين صفوفها لازال مرتفعاً اذ يبلغ قرابة 70% لان الأبواب في هذا الجانب لم توصد أمام الفتيات في سن الدراسة لذلك فلا تزال هناك منابع جديدة للامية.بينما وضع المرأة في الدول الإسلامية او لنقل العربية منها (دون ان نتطرق إلى الدول المتقدمة الصديقة) يشهد تطوراً ملحوظاً وتشارك المرأة أخاها الرجل في مختلف مناحي الحياة... لذلك فعلى المرأة اليمنية وقيادتها اتحاد نساء اليمن ان تواصل نضالها في سبيل انتزاع حقوقها والتصدي لكل الادعاءات والمحاولات التي تهدف الى عرقلة نشاطها ومشاركتها في مختلف جوانب الحياة فلا يضيع حق بعده مطالب.