موسى في بيروت حاملاً مبادرة عربية
بيروت / باريس / وكالات :اتهم الحزب الاشتراكي الفرنسي أمس الاثنين حزب الله بالعمل على القيام ب"انقلاب زاحف" في لبنان غداة تظاهرة ضخمة للمعارضة في بيروت ضد حكومة فؤاد السنيورة.وصرح الناطق باسم الحزب جوليان دراي "لقد ادرك العالم اجمع ان الهدف من هذه التظاهرات هو منع قيام المحكمة الجنائية الدولية ومنع الوصول الى الحقيقة في ما خص تزايد الاغتيالات السياسية"المرتكبة في لبنان.وتابع "لهذا يجب الوقوف الى جانب الحكومة اللبنانية الحالية الشرعية والمنتخبة ديموقراطيا" مضيفا: "نرى جيدا ان العماد عون هو دمية وضعت في الواجهة في محاولة لاضفاء مشروعية جديدة. هناك نوع من الانقلاب الزاحف غير المقبول".واضاف ان "حزب الله هو قوة موجودة في الحياة السياسية اللبنانية" ولكن عليه "ان يحترم المؤسسات (...) والا يكون الناطق باسم قوى خارجية غايتها منع الوصول الى الحقيقة في الاغتيالات السياسية".وكانت المرشحة الاشتراكية للرئاسة الفرنسية سيغولين رويال التي زارت بيروت في الاول من ديسمبر وصفت التظاهرة السابقة للمعارضة التي قادها حزب الله الشيعي والتي تزامنت مع وجودها في بيروت بانها "لحظة ديموقراطية".وكانت رويال اثارت سجالا حين لم ترد على كلام لاحد نواب حزب الله أقام فيه مقارنة بين اسرائيل و "النازية" لتعود وتعلن بانها لم تسمع بهذا التصريح.في غضون ذلك استانفت الجامعة العربية وساطتها لحل الازمة السياسية في لبنان وسط مؤشرات "ايجابية" رغم ندرة التفاصيل عن مضمونها وعن مواقف الفرقاء منها وذلك في غداة تصعيد المعارضة تحركها لاسقاط الحكومة بمظاهرة حاشدة جمعت مئات الالوف.في المقابل شهدت مدينة طرابلس كبرى مدن شمالي لبنان الأحد مهرجانا شعبيا حاشدا لتأييد الحكومة تزامن مع مظاهرة المعارضة.واوضح مصدر دبلوماسي عربي أمس الاثنين ان امين عام الجامعة العربية عمرو موسى تلقى "بعض الاشارات الايجابية" دفعته الى العودة الى بيروت. وقال موسى مساء الاحد لصحيفة "النهار" اللبنانية "لن احكم قبل ان ارى شيئا امامي".واكد مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة امل الشيعية ان رئيس البرلمان "مشجع على عادته للجهود العربية".ويصل موسى اليوم الثلاثاء الى بيروت عائدا من الولايات المتحدة حيث اجرى محادثات مع المسؤولين شملت الوضع في لبنان. وكان موسى زار بيروت قبل نحو اسبوع لاقل من 24 ساعة التقى خلالها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وبري وممثلين عن حزب الله.واعلن موسى عقب زياراته انه قدم مقترحات الى المسؤولين لاقت بشكل عام ترحيبا مشيرا الى ان "هناك بصيصا من الامل" في تسوية الازمة. ورفض موسى حينها اعطاء مزيد من التفاصيل مشددا على انها ما زالت افكارا محل بحث "ويمكن للفرقاء الاضافة عليها او تعديلها".وكان مصدر عربي مسؤول في الرياض اكد الاحد ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله وافق على خطة وضعتها الجامعة العربية. كما اكد موفد الجامعة العربية مصطفى عثمان اسماعيل تلقيه "موافقة مبدئية" من حزب الله ومن الحكومة على المقترحات العربية من دون ان يكشف تفاصيلها. واضاف اسماعيل انه تلقى ايضا موافقة "من حيث المبدأ" من الحكومة التي "تريد الاطلاع على تفاصيل".من ناحيته اكد حزب الله بلسان نائبه في البرلمان حسن فضل الله ان نصرالله ابلغ اسماعيل ان الحزب "يتعاطى بايجابية مع اي مبادرة تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية فيها الثلث الضامن" لافتا الى ان "القرار النهائي حول هذا الموضوع يتوقف على التشاور بين قادة المعارضة".ونشرت صحف لبنانية الاثنين تفاصيل موحدة للمبادرة العربية قالت انها ستصاغ بعد موافقة الاطراف عليها في وثيقة خطية ملزمة بعنوان "وثيقة القوى السياسية اللبنانية".واضافة الى "وقف التصعيد الاعلامي والسياسي ووقف التظاهرات والاعتصامات" تتضمن المبادرة "الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بالثلث الضامن وفق ضوابط وشروط تليها العودة الى طاولة الحوار ليتم بالتوازي الاتفاق على تفاصيل حكومة الوحدة والمحكمة الدولية والانتخابات بشقيها الرئاسي والنيابي".واوضح مصدر معارض ان حكومة الوحدة الوطنية المطروحة ستكون موسعة من 30 وزيرا للاكثرية فيها 19 وزيرا وللمعارضة عشرة وزراء اضافة الى وزير ملك لا يصوت على القرارات ولا يستقيل.بهذه التركيبة تفقد الاكثرية نسبة الثلثين المطلوبة لاتخاذ القرارات التي تحتاج الى تصويت وتفقد المعارضة نسبة الثلث زائد واحد التي تمكنها من تعطيل قرارات الحكومة او فرض استقالتها اذا ارادوا ذلك.إلى ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد حرص سوريا على الاستقرار في لبنان، ودعمها "لكل ما يجمع عليه اللبنانيون".وشدد الأسد خلال استقباله مبعوث الجامعة العربية مصطفى عثمان إسماعيل على أهمية تضافر جهود الجميع لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، "خصوصا في هذه المرحلة الحساسة".وقال إسماعيل للصحفيين بعد اللقاء إنه حصل على تأكيد من المسؤولين السوريين بدعم جهود الوساطة التي يقوم بها لحل الأزمة في لبنان، وقال "هذه القضية اللبنانية ليس فيها غالب أو مغلوب"، وأشار إلى أنه أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم بموافقة أطراف الأزمة اللبنانية على المبادرة العربية التي يحملها في جعبته