بيروت / متابعات :يسعى قاسم الشواف في كتابه "فلسطين: التاريخ القديم الحقيقي منذ ما قبل التاريخ حتى الخلافة العباسية" الصادر عن دار الساقي إلى تفنيد ودحض التضليل التاريخي الصهيوني الذي مارسه المفكرون اليهود بالتنسيق مع الدول الاستعمارية المهيمنة، وتبنته مراكز الدراسات الأوروبية والأميركية، والذين روجوا لمقولة أن فلسطين كانت "أرضاً بلا شعب"، وقد جاء الإسرائيليون الأوائل ليكونوا "الشعب الذي يحكم فلسطين الأرض" وينشئ فيها "دولة" إسرائيل.واستخدم المؤلف أدوات منهجية في البحث والتحليل، تنهض على حفر عميق في تاريخ فلسطين القديم منذ مراحل ما قبل التاريخ وما قبل الرسالات السماوية، مستعرضاً بالتسلسل الزمني حضور دولة فلسطين، قبل اليهودية وبعدها، في كل من الممالك الفرعونية والآرامية والآشورية والبابلية. ذلك، مرحلة الحكم الفارسي لفلسطين، واجتياح الاسكندر المقدوني أراضيها، يلي ذلك مرحلة الحكمين الروماني والبيزنطي وصولاً إلى الفتح العربي ونهاية الخلافة العباسية.وعليه فإن الهدف من الكتاب - كما جاء بجريدة "المستقبل" اللبنانية - هو الكشف عن التزوير ونسف الأسس الذي قام عليها في تحريف تاريخ فلسطين بالاستناد إلى الأدلة التاريخية والتحليلية العلمية الموثقة، وإلى حقائق ووثائق تاريخية قديمة لا يرقى إليها الشك، يرجع بعضها الى ما قبل قيام الديانة اليهودية، كما يستند الى العديد من المكتشفات التاريخية الأثرية التي تؤكد، على نحو دامغ، وجود فلسطين، والأنصاب التذكارية والنقوش القديمة التي ورد فيها اسم فلسطين وتاريخها القديم، وكُتبت على جدران معابد أتباع الحضارات والديانات التي سبقت مجيء اليهودية.يؤكد الكتاب أن مفهوم الدولة لم تحققه مملكة يهوذا الجنوبية الا في نهاية القرن السابع قبل الميلاد، كما أن المنقبين المتخصصين، يستطيعون إثبات أن الكتب الخمسة الأولى، بما في ذلك كتاب "التثنية" تم تأليفها جميعاً وعلى نحو مؤكد، خلال نهاية القرن السابع قبل الميلاد. وأن معظم ما نعتبره، بصورة عامة كواقع تاريخي بما يشمل قصص الآباء الأوائل والخروج واحتلال بلاد كنعان وملحمة "الفترة المجيدة" لحكم داوود وسليمان، هو عبارة عن "حماسة خلاقة" تم ابتداعها لدعم حركة إصلاحية دينية قامت في مملكة يهوذا بين العامين 639 و609 قبل الميلاد.ووفقا لنفس المصدر - يخلص المؤلف إلى أن أهم ما يمكن الوصول إليه هو أنه ليس ثمة أي دليل في الأراضي المرتفعة من فلسطين، على احتلال داود أو تأسيسه إمبراطوريته، إذ في الوديان ثمة تتابع للثقافة الكنعانية من دون توقف أو تعديل.كذلك فإن أرض فلسطين لم تفرغ قط من سكانها ومن شعبها منذ ما قبل الألف العاشر قبل الميلاد وحتى اليوم، ولم تكن أرضاً مباحاً، توزع بين "أسباط" من ادعوا احتلالها، ولم يكن ذلك بصحيح، كما أنها لم تكن في يوم من الأيام، "الأرض التي لا شعب لها لشعب بلا أرض" كما ادعت الحركة الصهيونية.
|
ثقافة
قاسم الشواف يكتب التاريخ القديم والحقيقي لفلسطين
أخبار متعلقة