من يوقف هذا العبث ؟!
نعمان الحكيمفي الوقت الذي أنزلت فيه وزارة الزراعة والري قائمة طويلة بالأفراد والجهات المستفيدة من توزيع المياه في كل مديرية على حده.. في الوقت ذاته كنّا نتوقع أن يكون لوزارة المياه والبيئة - وهما وزارتان يكاد يكون عملهما واحداً، لارتباطه بالشرب والزراعة والري والبيئة التي نحن في ظلها نعيش - كنا نتوقع لها أن تصدر قوائم بالشركات والمعامل التي ملأت البلاد طولاً وعرضاً ما يسمى بصناعة المياه المعدنية، وهي تسمية (مرضية) نعتقد أنّها موضة في الشهرة مع مكاتب العقارات وكبائن الاتصالات، إن لم تنافس (أصحاب الجواري) أو المفارش التي تضج بها شوارعنا وأحيائنا السكنية.* أقول كنا نتوقع، على الأقل لنستطيع أن نشير بالبنان إلى هذه الجهة أو تلك من خلال منتوجها الذي نتعامل معه مضطرين، خصوصاً المصابين بأمراض المسالك البولية والكلى، الذين ينصحون بشرب المياه المعدنية.. وبضمنهم الأطفال الرضع، لأنّ مياه بلادنا مالحة أكثر من اللازم، لكنها بهذه الملوحة أفضل من تلك المصنعة التي قد تكون خالية تماماً من الأملاح - أو الملح، ما يتسبب عنه أمراض عدة!* المياه هذه بعد أن فاض الكيل بالقناني المزركشة والملوّنة والمهردة.. الخ .. وبعد أن ارتفع سعرها حتى وصل إلى (40) ريالاً لقنينة المياه الواحدة، نوع (حدة) كانت هناك الوسيلة الاقتصادية نوعاً ما، لكنها تعبأ بالمياه نفسها، وربما كانت أفضل، حتى تمّ استبدالها بشاحنات (وايتات) لها مكائن شفط وخراطيم، تقوم بتعبئة براميل في المحال التجارية ومنها يمكن للمواطن أن يعبئ ما يشاء منها.* وهنا أُلغيت (الجالونات) البيضاء من نوع 5 لترات ويتم التلاعب بالمياه وقيمها المختلفة، ويا ليتها مياه معدنية حقاً، لكنها هكذا مجازاً أُتيح لها الظهور من دون رقيب أو حسيب ويكون المواطن ضحيتها في الأسعار وفي الأمراض، ولكن ماذا نقول على هذا التسيب والفلتان المخيفين؟!* وزارة المياه والبيئة معنية أساساً بهذه الأمور، ونحن نذكرها لتنبه كوادرها في الديوان وفروعها في المحافظات لكي تقوم بالمهمة على أكمل وجه، فلا يكفي أن نشكو أو نقدِّم نقداً أو نعترف بالخطأ، بل يجب أن نضع المشرط على جسد المريض ونقوم ببتره حفاظاً على ما تبقى من الجسم، لكي لا يستشري المرض فيه ويموت!* أنظروا إلى معامل هذه المياه، زوروها مباغتة وفجأة وسترون كم هي المغالطات، وكيف هي الحال التي وصلت إليها بعض المعامل.. ولا نبالغ لو قلنا إنّ بعضها أشبه بمجرى صرف صحي، فالعفن والطحالب والأوساخ تملأ المكان ولا من ضميرٍ أو رقيب!نحن واثقون أنّ المسألة لم يُعد لها احتمالاً أكثر مما قد مضى، فالصحة في سفر إذا لم نحمها من هذه المياه الممرضة.. ويا وزارة المياه والبيئة نحن في ذمتكم إلى يوم الدين!