خرق بتصريحاته محرمات الملف النووي الإسرائيلي
القدس المحتلة / وكالات :أوصى وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر بالتزام الصمت حيال المسألة النووية غداة تصريحات لرئيس الوزراء ايهود اولمرت المح فيها إلى امتلاك الدولة العبرية أسلحة ذرية.ورغم نفي المتحدثه بأسم اولمرت تفسير التصريحات على إنها اعتراف بامتلاك أسلحة نووية فقد طالب أعضاء في الكنيست باستقالة اولمرت من منصبه باعتبار ان تصريحاته ذات إشكالية في المجال الأمني.وتعد إسرائيل عموما القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط رغم تأكيدات قادتها بأنها "لن تكون أول دولة تنتج القنبلة الذرية في المنطقة". وردا على سؤال طرح خلال حديث مع شبكة تلفزيون ألمانية في برلين، أعلن اولمرت انه خلافا لإيران أن إسرائيل لا تهدد أي دولة "بالتدمير".وقال رئيس الوزراء إن "إيران تهدد علنا وبوضوح بمحو إسرائيل من الخارطة. أيمكن الحديث عن مستوى التهديد ذاته حين يطمح (الإيرانيون) إلى امتلاك أسلحة نووية، على غرار فرنسا والأميركيين والروس وإسرائيل؟".وقال مسؤول حكومي كبير رافضا الكشف عن اسمه "انها زلة لسان فعلية ولم تكن محضرة. انه أمر محرج لإسرائيل وخصوصا حول موضوع بمثل هذه الحساسية". لكن المسؤول الحكومي أضاف ان ما أجمعت الصحافة الإسرائيلية على وصفه بـ"هفوة نووية" و"عاصفة نووية" لا يعيد طرح مسألة سياسة إسرائيل حول هذه المسالة. وقال "ذلك لا يغير شيئا. السياسة لا تزال على حالها. إسرائيل لم تهدد أبداً أي كان ولا يمكننا وضع إسرائيل وإيران في الخانة نفسها أو إسرائيل والهند وباكستان" مذكرا بان هاتين الدولتين قامتا بتجارب نووية معروفة للجميع.ولم توقع الهند وباكستان معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ عام 1970.من جهته قال موردخاي فعنونو الخبير النووي السابق الإسرائيلي انه "ليس هناك اي شيء جديد في تصريحات اولمرت". وكان فعنونو كشف هذه المسالة عام 1986 بحديثه لصحيفة "صانداي تايمز" البريطانية عن الانشطة النووية العسكرية في مفاعل ديمونا قبل أن يحكم عليه بالسجن 18 عاما.وقال "انه امر جيد ان تكون إسرائيل قررت التحدث في الامر علنا. العالم يجب الا يتحدث فقط عن ايران لكن ايضا عن إسرائيل كتهديد نووي، بهدف جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية والمساهمة في السلام".من جهته قال يوسي ميلمان المتخصص في الملف النووي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية انه رغم تصريحات اولمرت "ليس هناك أي تغيير رسمي في السياسة من جانب الولايات المتحدة أو إسرائيل". وأضاف ان "سياسة الغموض التي تتبعها إسرائيل لم تعد غامضة لان كل القادة في العالم يفترضون ان إسرائيل تملك السلاح النووي".ويعود الغموض المحيط بسياسة إسرائيل النووية إلى الستينات من القرن الماضي. وقد نسب ذلك إلى شيمون بيريز حين كان آنذاك نائبا لوزير الدفاع بالاتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا.وأثارت تصريحات اولمرت جدلا في إسرائيل. فقد دعا النائب عن الليكود يوفال شتاينيتز (معارضة، يمين) الى استقالة رئيس الوزراء اثر هذه "الهفوة غير المسؤولة التي أثارت شكوكا حول سياسة تعود إلى حوالي نصف قرن".من جهته شجب النائب يوسي بيلين (يسار) "التصريحات المفاجئة لايهود اولمرت التي لا تؤدي إلا إلى تعزيز الشكوك حول قدراته على البقاء كرئيس للوزراء".