اقواس
شفاء منصر ( المرأة في ادب نجيب محفوظ ) كتاب متميز فيه رصانة وجدية من تأليف الدكتورة المصرية ( فوزية العشماوي ) يتعرض بدقة لمظاهر تطور المرأة في مصر المعاصرة من خلال روايات نجيب محفوظ المنشورة في الفترة بين 5491 - 7691م كانت المؤلفة قد قدمته في بأدئ الامر كرسالة دكتوراة لجامعة جنيف بسويسرا عام 3891م حصلت بها على درجتها العلمية بعد ان توفرت لتلك الدراسة ( كل جوانب النجاح ومتطلبات البحث العلمي والاكاديمي ) . وتلك الدراسة الرصينة للعشماوي قدمتها الكاتبة للجامعة بالفرنسية ثم وضعتها فيما بعد في ( كتاب ) يطلع عليه القارئ الاوروبي وموجهة للقارئ الفرنسي بوجه خاص .. ثم عملت المؤلفة على ترجمة الكتاب بعد زمن الى اللغة العربية وهي ترجمة تطلبت منها جهداً مضنياً على الرغم من امتلاكها لناحية كل من اللغتين اذ كان عليها ان ( تستغني عن التفاصيل التي لزمت الطبعة الفرنسية لتعين القارئ الفرنسي على قراءة الكتاب ) . والكتاب كما قيل قطع رحلة طويلة ليصل الى قراء العربية استغرقت مايقارب عشرين سنة من ( 38 - 2002م ) وبالرغم من طول الرحلة الا ان الكتاب مايزال مطروحاً في الدوائر الفكرية والاجتماعية باعتباره موضع جدل مازال محتدماً حتى هذه الساعة . تشير الدكتورة فوزية العشماوي في تقديمها ترجمتها العربية لكتابها الى ان رسالتها موضوع هذا الكتاب كانت اول رسالة دكتوراة تناقش في جامعة اوروبية عن نجيب محفوظ وان الكتاب من الكتب الاوائل المبكرة التي صدرت بالفرنسية عن محفوظ قبل حصوله على جائزة نوبل في العام 8891م ولكنها تمسك - تواضعا - كما يقول الكاتب رجب سعد السيد الذي قام بعرض وتحليل الكتاب عن اي اشارة الى احتمال ان تكون دراستها العلمية الجادة والقيمة وكتابها في طبعته الفرنسية قد اسهما بدرجة اوباخرى - في تمهيد طريق نجيب محفوظ الى ( نوبل ) وان كانت الدكتورة فوزية العشماوي تشير في مقدمة الكتاب الى انها بحسها الادبي وبحكم تواجدها بالاوساط القريبة من مركز منح الجائزة قد تنبأت لمحفوظ في لقاء لهما بالعام 9791م بانه سوف يحصل على تلك الجائزة رفيعة الشأن اخيراً يمكن القول ان كتاب الدكتورة فوزية العشماوي قد اسهم في التعريف بشخص نجيب محفوظ لان الكم المطبوع من رواياته لم يكن منشوراً بالقدر الكافي بالنسبة ( لاوروبا ) بمعنى آخر ان هذا الكتاب قدم فرصة ثمينة جداً للجنة نوبل في ترشيح نجيب محفوظ للهيئة الدولية في المجتمع الدولي وهذه كلمة صادقة يحق المؤلفة الدكتورة فوزية العشماوي .