[c1]علاء عصام حسن الاغبري[/c]بالرغم من أن هذا اليوم يعني للكثير للأمهات والأبناء على حد سواءً إلا أنني وجدته عيد أم حزينا.. ربما لانني أؤمن بان عيد الأم الحقيقي والسرمدي يكمن في أرض الوطن، تلك التي هي أم كل الأمهات حيث أن لا أم سواها لجميع الخلائق وهم الذين يحملون الأمانة .. أمانة النسغ لشجرة الحياة.كانت ومازالت على مر العصور الصورة الأبدية.. الشائعة والذائعة هي ان الأم رمز "العطاء" وهي ذاتها الرسالة النبيلة التي وجهتها الشرائع السماوية للإنسان وما من رسالة سماوية أوصت بقضاء من الله بطاعة الأمهات كالديانة الإسلامية.سؤال اتشاطره معك ماذا تقول أمام التعصب الاستعماري والآخر الصهيوني في سفك وهتك دماء وأرواح الأمهات في الاراضي العربية؟ وماذا بوسعنا أن نقول على لذع أفئدة الأمهات الصابرات المحتسبات بقتل الأبناء والاحفاد..!! ترى ماذا عسانا أن نقول في زمن أصبح القتل فيه استحقاق وشريعة فاتحاً المجال أمام كل الوسائل من عنف ومن وسائل فكر وخديعة؟.. وللأسف في وقت أصبحنا عاجزين تماماً عن مساعدة المنكوبين من الأمهات حيث لا نملك سواء ان نمد دموعنا وايدينا وقلوبنا لتصلي وتبارك كل الأمهات لما يقدمن من تضحيات عظيمة.في الواقع .. يأتي عيد الأم في كل عام ليذكرنا بالمهام النبيلة التي تقوم بها الأم تجاه أبناءها وزوجها ومجتمعها ووطنها لكنه أيضاً يذكرنا وبصورة أكبر بصورة الأم الفلسطينية .. والاخرى العراقية وغيرهن من يغرقن في سواد الحداد ليصبح عيد الأم مصبوغاً بالحزن والدم.وهكذا وفي الوقت ذاته فاننا نتذكر الوطن الذي يسعى الكثيرون لزعزعة أمنه واستقراره وبث الفرقة والطائفية بين ابناء الوطن الواحد خدمة لمصالح ضيقة تخدم فئة قيل انها من الشعب انانية بل هي همجية ومجرمة تعمل على انتهاز كل ما يمكن مستخدمين كافة الوسائل الاخلاقية وغير الاخلاقية ولو كان هذا حتى الدين، لكن نذكر هؤلاء بان أمهاتنا يعلمن جيداً خبثهم ودناءتهم وانهن عازمات على التصدي لهم وذلك من خلال وهب ابنائهن شهداء من أجل إرساء الحق وقيم الخير ومن خلال الحفاظ على أولادهن القصر واحفادهن من دخلاء الادمغة الانتهازيين.واعود لأسأل .. هل لدينا في يوم عيد الام عيد فعلي للام تنسى فيه اثقال الحمل واوجاع الولادة.. وكل ما قدمته وتقدمه لابناءها من رعاية وحماية!؟أجيب جازماً لن يكون للام عيد فعلي ما لم تظل ذاكرتها متوهجة ، وما لم تظل مشاعرها متأججة .. وما لم تظل ترضع أولادها حب الوطن في اقصى واسواء الازمان وما لم تظل تنسج من خيوط التضحيات أثواب من العزة والكبرياء يتوارثها الابناء عن الاباء لتكون دروعاً واقية تحميهم من تلك الهجمات الظالمة الفاقدة لأي احساس بالاثم او عقاب.حقاً اني فخور بك يا أمي وبكل ام عربية تعمل على تبني فكرة الانتماء والحب للوطن وتعمل على غرس ثقافة التسامح والتعايش والتضحية من أجل قيم الخير والسعادة.وفي الاخير.. دعونا لا ننسى ان هناك أمهات تكالى وغيرهن حزانى.. وأمهات يناضلن.. وآخريات يدفعن الاثمان من طمانينة الحياة بل من الحرمان من الحياة.. أمهات هن الحقيقيات وهن الاصيلات وهن الباقيات في ذاكرة التاريخ والأيام على الدوام .
عيد الأم الحزين
أخبار متعلقة