ما لم يقله الرئيس مشرف منذ خمس سنوات
نيويورك / متابعات :كشف الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يزور نيويورك مشاركاً في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حاليا ًأن الولايات المتحدة هددته بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 بقصف بلاده وإعادتها إلى العصر الحجري إذا لم يتعاون معها في الحرب ضد "الإرهاب" وضد نظام طالبان في أفغانستان آنذاك. جاء ذلك في مقابلة مع شبكة تلفزيون "سي.بي.إس" الأمريكية تبثها مساء غد الأحد، ونشرت وكالات الأنباء مقتطفات منها امس الجمعة قال الرئيس الباكستاني إن " التهديد صدر عن ريتشارد أرميتاج نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، وسلم إلى مدير جهاز المخابرات الباكستاني".وأشار الى ان مدير المخابرات الباكستانية أبلغه أن ( ريتشارد أرميتاج) اتصل به وقال له بصوت جاد وغاضب : (( استعدوا للتعرض للقصف.. استعدوا للعودة إلى العصر الحجري )) ، وأضاف برويز مشرف قائلا ً : (( أعتقد أنه كان تصريحا فظا جدا )) .وأوضح الرئيس الباكستاني في حواره مع "سي.بي.إس" الذي سيبث يوم غد الأحد كاملا أنه رد على التهديد انطلاقا من الإحساس بالمسؤولية قائلا "على المرء أن يفكر ويتخذ ما في صالح أمته وذلك هو ما فعلته".ونوه إلى أن ثلاث دول في العالم فقط هي باكستان والسعودية والامارات العربية كانت تحتفظ بعلاقات مع حكومة طالبان التي كانت تؤوي زعيم القاعدة أسامة بن لادن وكان كثير من الباكستانيين متعاطفين مع الدولة الإسلامية المجاورة، ولكن بعد أيام من الهجمات قطع مشرف روابط حكومته بنظام حكم طالبان، وتعاون مع الولايات المتحدة في جهودها لمطاردة واعتقال زعماء القاعدة وطالبان الذين سعوا إلى ملجأ في باكستان.الى ذلك قال التقرير الرسمي للجنة11 سبتمبر عن الهجمات وعواقبها والذي يقوم في جزء كبير منه على وثائق حكومية إن مسؤولي الأمن القومي الأمريكي ركزوا على الفور جهودهم على السعي لكسب تعاون باكستان وهم يخططون للرد.وأظهرت الوثائق أن أرميتاج قابل السفير الباكستاني ورئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية في واشنطن في 13 من سبتمبر 2001، وطلب من باكستان أن تتخذ سبع خطوات.وكان من بين هذه الخطوات قطع الدعم اللوجستي عن بن لادن، ومنح الولايات المتحدة حقوقا شاملة للطيران في أجوائها والهبوط لرحلاتها العسكرية والاستخباراتية.ولم يتحدث التقرير عن أي تهديد يحتمل أن تكون الولايات المتحدة قد وجهته، لكنه قال إن مشرف وافق على كل الطلبات الأمريكية السبعة في اليوم نفسه.وقال مشرف إن بعض المطالب التي تقدمت بها الولايات المتحدة كانت "مضحكة" ومنها إصرارها على قمع التعبير الداخلي عن تأييد الإرهاب ضد الولايات المتحدة.واوضح انه رد على تلك المطالب قائلا ً : "إذا كان أحد يعبر عن آرائه فلا يمكننا تقييد التعبير عن الآراء".ونقلت وكالة ( رويترز ) عن مسؤول أمريكي في البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش إنه لن يصدر تعقيبا على "محادثة مذكورة بين السيد أرميتاج ومسؤول باكستاني" ، مشيرة الى ان المسؤول الذى رفض الكشف عن اسمه استدرك قائلا ً : (( بعد 11 سبتمبر اتخذت باكستان قرارا إستراتيجيا بالانضمام إلى الحرب على الإرهاب، وكانت منذ ذلك الحين شريكا صامدا في ذلك الجهد. ولم يهن التزام باكستان بمؤازرة هذا الجهد المهم ونتيجة لذلك فقد اتسع نطاق الشراكة بيننا )) .في سياق متصل فالت ليزا كورتيس الخبيرة بشؤون جنوب آسيا في مؤسسة "هريتيج" للبحوث في واشنطن إنها لا تعرف على وجه الدقة ما قاله أرميتاج، لكنها تتشكك في إمكانية أن يكون قد هدد بقصف باكستان.الجدير بالذكر ان باكستان اعتقلت عددا من كبار مسؤولي تنظيم القاعدة ومنهم خالد شيخ محمد المخطط المفترض لاعتداءات 11 سبتمبر، ونشرت 80 ألف جندي على الحدود مع أفغانستان لملاحقة الناشطين المؤيدين لطالبان أو القاعدة الذين يتسللون إلى باكستان هربا من أفغانستان.