باودينغ/ الصين/ متابعات: إنجاب الأطفال يعد في الصين رمزا للثروة، وعلى ذلك فإن غاو شنمو ووانغ جيوينغ، المزارعين في السبعينات من عمرهما يعتبران من الأثرياء، فقد أنجبا ستة أطفال في تلك المنطقة الريفية قبل ان تفرض الصين سياسة الطفل الواحد. والأكثر من ذلك، فإن ازدهار المدن الواقعة في الشرق دفع ثلاثة من أولادهم الذكور الأربعة الى الهجرة ضمن ملايين من الآخرين، وحصلوا على وظائف. ولكن لهذا السبب وحده، فإن حلم الصيني بالأمن في الشيخوخة، القائم على التزام الجيل الجديد لهما قد تلاشى. فقد هاجر الأبناء، ولكنهم تركوا طفليهما الصغيرين في القرية. ونادرا ما يزوران قريتهما ويدفعان ما يتراوح بين 30 الى 40 دولارا سنويا. ويتولى الأب وإلام حصد المحاصيل في جهد يستغرق أسبوعين، كان لا يزيد عن أسبوع واحد عندما كان الأبناء يعيشون معهما. وتجربة الزوجين أصبحت امرأ عاديا. ويوضح عمدة القرية الصغيرة الامر بقوله: «دق على 10 أبواب، وسيفتح أبواب 9 منهم أشخاص كبار في السن». واذا ما قمت بجولة في الريف الصيني فسيتكرر الموقف، القرى خالية من الاشخاص في سن العمل، ولا يعيش بها الا الاطفال الصغار والاجداد. واصبح غالبية السكان في الصين من الشيوخ، فالانتقال المفاجئ تجاه زيادة اعداد كبار السن يرجع الى الهجرة للمدن. وقبل ربع قرن من الزمن، كان مئات الملايين من الناس، معظمهم من الفلاحين، يبحثون عن فرص اقتصادية افضل في الحضر الشرقي. ومع تطور الاقتصاد الصيني، بدأت الالتزامات القوية باحترام ورعاية كبار السن ـ المرتبطة بنظريات كونفوشيوس التي ترجع لاكثر من 2500 سنة ـ بدأت في التفكك. ويقول زاي يوهي عضو البرلمان المحلي في هيلونغ جيانغ «الواقع في الصين اليوم هو ان احتياجات كبار السن لا يمكن تلبيتها طبقا لنظام اجتماعي. معظم هؤلاء يجب اعتمادهم على الناس الاصغر سنا، ولكن الشباب يهتمون بأطفالهم هم، وليس بكبار السن». وكان زاي وهو ايضا مدير في شركة، قد مول دراسة عن وضع كبار السن في الريف لكي يمكنه تقديم توصيات بقوانين جديدة للحكومة تتعلق برعاية كبار السن. وقال ان سبب ذلك يرجع الى صدمته لوفاة زوجين من كبار السن في مسقط رأسه، تخلى عنهما اولادهما، ولم يعرف بموتهما الا بعد عدة ايام.
أخبار متعلقة