إثيوبيا تحث الأمم المتحدة على اتخاذ إجراء قوي ضد اريتريا
جنود اريتريين على الحدود مع اثيوبيا
الأمم المتحدة/14 أكتوبر/ لويس شاربونو: تصاعدت حدة المواجهة بين اريتريا والأمم المتحدة بعد أن قطع الإريتريون إمدادات الطعام عن أفراد قوات الأمم المتحدة الموجودة على حدودهم ومنعوهم من الانسحاب إلى إثيوبيا. وقالت ماري أوكابي المتحدثة باسم الأمم المتحدة إنه سمح لحوالي ست عربات تابعة للأمم المتحدة بالعبور إلى إثيوبيا وجرى تهديد موظفين بالأمم المتحدة بالسلاح وأبلغت الشركة الإريترية التي تمد قوة حفظ السلام بالغذاء أنه لم يعد في مقدورها القيام بذلك. وقالت أوكابي «لم يسمح الإريتريون لأكثر من ست عربات بعبور الحدود إلى إثيوبيا» مضيفة أنه ليس لدى أفراد قوة حفظ السلام المحاصرين على الحدود بين إريتريا وإثيوبيا سوى مقررات غذائية تكفي لأيام قليلة. وأدان مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة «عدم تعاون»اريتريا وحملها مسؤولية سلامة البعثة وطالبها بإنهاء كل القيود وحذرها من اتخاذ»خطوات ملائمة أخرى» لم يتم تحديدها إذا لم تفعل ذلك. وقال ريكاردو ارياس سفير بنما والرئيس الحالي لمجلس الأمن للصحفيين ان «وضع قوات حفظ السلام أصبح دقيقا جدا.» ووصف دبلوماسيون آخرون ما قامت به اريتريا بأنه لم يسبق له مثيل في تاريخ عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ورفضت وزارة الخارجية الاريترية الاتهامات واتهمت المسئولين عن قوات حفظ السلام بالأمم المتحدة ومكتب الأمين العام بان جي مون بتوجيه «اتهامات لا سند لها» و«تشويه واقع» بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقالت الوزارة في بيان نشر على موقع حكومي على الانترنت ان التلميحات بان قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في خطر «لا أساس لها». وتكافح القوة المرابطة على الحدود الاريترية الإثيوبية منذ شهور في مواجهة حظر اريتري على الوقود وقررت في الآونة الأخيرة الانتقال إلى إثيوبيا. وبدأت القوة البالغ قوامها 1700 فرد عملها في عام 2000 لدى انتهاء حرب استمرت عامين بين البلدين قتل فيها ما يقدر بنحو 70 ألفا. وجرى نشر القوة في منطقة عازلة داخل اريتريا التي قالت أنها لم تعد تريد قوات الأمم المتحدة على أراضيها. ويصر البلدان على إنهما لن يخوضا حربا أخرى لكن كلا منهما حرك عشرات الآلاف من القوات إلى الحدود بسبب نزاع على حدودهما البالغ طولها ألف كيلومتر. وقال مسئولو الأمم المتحدة ان قوات حفظ السلام مترددة في مغادرة المنطقة خشية ان يثير ذلك شرارة صراع جديد. وقالت اوكابي ان الدول المشاركة في قوات حفظ السلام ستعقد اجتماعا طارئا وأضافت ان احتجاجات رسمية «على أعلى مستوى» ستقدم إلى اريتريا. وقطعت اريتريا إمدادات الوقود لقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في ديسمبر بعد ان قامت لجنة ح_دود مستقلة بترسيم الحدود وهو حكم قبلته اريتريا ولكن رفضته إثيوبيا. وتقول أسمرة ان قرار اللجنة والذي جاء في صالحها أنهى النزاع الحدود وانه يجب على الأمم المتحدة الآن ان تركز على إنهاء»احتلال» إثيوبيا لأراضيها. وتجاهلت نداءات الأمم المتحدة لرفع حظر الوفود. ولكن دبلوماسيين قالوا ان ارياس ابلغ مجلس الأمن ان سفير اريتريا في الأمم المتحدة ابلغه انه يوجد نقص عام بالوقود في البلاد وانه «مستعد لحل كل المشكلات المتصلة بهذا الوضع الطارئ.» من جانبها حثت إثيوبيا الأمم المتحدة أمس السبت على اتخاذ إجراءات قوية ضد «النظام المارق» لاريتريا الذي قالت أديس أبابا انه يقوض المنظمة الدولية بقطع إمدادات الطعام عن قواتها. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية في إثيوبيا «لا يتعين على الأمم المتحدة ان تشعر بالخوف من نظام اريتريا المارق الذي أعاق الانتقال المؤقت لقوة يونمي (حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة) في إثيوبيا.» وأضاف «تعرضت كرامة الأمم المتحدة ودورها كحام للسلام والأمن في العالم لضرر كبير.»، وتابع «يجب على المنظمة الدولية ان تتخذ إجراء قويا ضد النظام المارق في اريتريا كدرس لآخرين ربما يحاولون خرق ميثاقها وتقويض دورها في حفظ السلام.»