القاهرة / متابعات: قال الروائي المصري علاء الأسواني في ندوة أقيمت في القاهرة أخيراً إن كل من يقول إن المواطن المصري أو العربي لا يقرأ الروايات هو خاطئ تماماً، وإذا كانت بعض الروايات لا تقرأ فلأنها من الأعمال التي تعذب القارئ، وليس فيها أي عناصر جذب، وتعد مجرد تقليد للروايات الغربية.واضاف ،وفق "الحياة" اللندنية، أن هذا خطأ خصوصاً أن مشكلات رجل الشارع في مصر تختلف عن مشكلات الأوروبيين والأميركيين، ونحن لسنا مطالبين بتقليد الغرب ولكن فقط بالاستفادة منه، وليس من الضرورة أن تكون الشعوب المتخلفة تكنولوجياً متخلفة فنياً وأدبياً.وذكرت جريدة "الحياة" إن الأسواني يرى أن مصر تخوض معركتين أساسيتين: أولاهما، معركة الديمقراطية إذ إن مصر قدمت على مدى 150 سنة الكثير من شهداء الديمقراطية والدستور، والثانية، معركة تدافع فيها عن عقلها وتراثها الثقافي أمام فهم سيئ للدين.وأشار إلى أن المجتمع المصري يشهد اتجاهاً سلبياً في فهم الدين، بعدما كانت مصر من قبل تجيد قراءة الدين ولديها قراءة منفتحة عليه، "لكننا تراجعنا الآن كثيراً بعدما كنا رواداً في مجالات كثيرة ومنها الفن والأدب وبعض القضايا الاجتماعية".وكشف الأسواني أن روايته "عمارة يعقوبيان" تحتل الآن الترتيب السادس ضمن أهم 20 كتاباً في فرنسا وإيطاليا، وبيع منها نحو 160 ألف نسخة في فرنسا، أما أحدث رواياته "شيكاغو" فتترجم الى خمس لغات أجنبية، وتحقق مبيعات في تزايد مستمر.وأشار إلى أن العمل الأدبي يصلح كمؤشر لقراءة المجتمع، لكننا لا نستطيع أن نخرج باستنتاج عام عن مجتمع من خلال العمل الأدبي، فالأدب وسيلة لكشف المجتمع لكنه ليس كل الوسائل، وأوضح أنه يقدم شخصيات ولا يقدم نماذج في أعماله، ولذلك يدعو قراءه للنظر إلى أبطال الرواية على أنهم مجرد شخصيات وليسوا نماذج دالة على طبيعة المجتمع المصري.وأكد أن الروائي غير مسئول اجتماعياً أو سياسياً أو فكرياً عن آراء شخصياته، بل مسئول فنياً فقط عن البناء الدرامي للشخصيات، قائلاً: "أنا لا أقول رأيي الخاص ني في رواياتي، بل عندما أريد قول ذلك فأنا أعبّر عنه من خلال مقالاتي".وكان الأسواني قد حصل على "الجائزة الكبرى للرواية " من محافظة "فار" عاصمة مدينة "تولون" عن روايته الشهيرة "عمارة يعقوبيان" وقد حققت الرواية أعلى مبيعات منذ بداية السنة حيث باعت الرواية 111 ألف نسخة، وهي تعد حالة استثنائية لكاتب عربي حيث تسجل الروايات الفرنسية عادة مبيعات هائلة تصل الى نحو ربع مليون نسخة، بينما لم تحدث سابقاً مع رواية عربية لان الأدب العربي لم يكن ضمن أعلى المبيعات في فرنسا من قبل.وذكر الأسواني سابقا أن رواية عمارة يعقوبيان ستترجم إلى 14 لغة من ضمنها الانجليزية والفرنسية والايطالية، وقد أبرم مؤخراً عقود لترجمة روايته الجديدة "شيكاغو" إلى الفرنسية والانجليزية قبل صدورها باللغة العربية.
|
ثقافة
مؤلف "عمارة يعقوبيان" : الشعوب المتخلفة تقنيا لايعني تخلفها أدبيا
أخبار متعلقة