درج التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مؤخراً على شن حملات إعلامية منظمة ضد عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عبر مختلف وسائل الإعلام العربية التي يوجد لخلايا هذا التنظيم نفوذ إداري أو مهني فيها، حيث تحتل قناة (الجزيرة) مركز الصدارة في إدارة وشن هذه الحملات التي يستهدف الإخوان المسلمون من خلالها تقديم صورة سوداء وقاتمة لأوضاع مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والإفراط في تشويه العهد الناصري وتقديمه في صورة نظام ديكتاتوري واستبدادي قمعي. وكعادتهم دائما دأب الإخوان المسلمون الذين يهيمنون على قناة (الجزيرة) في ذكرى وفاة جمال عبدالناصر على بث برامج تستهدف الانتقام من القائد الراحل والإصرار على تسويد صورته في ذكرى رحيله سنويا، وهو ما فعله الاخوان المسلمون أيضا ً في الذكرى التسعين لميلاد جمال عبدالناصر في شهر يناير الماضي حيث حرصت (الجزيرة) على بث برنامج تحدث فيه عدد من رموز الإخوان المسلمين بما يسيء إلى صورة القائد الراحل جمال عبدالناصر كذبا وتضليلا. وإسهاما في التصدي للحملة العدوانية الغاشمة على هذا القائد الراحل الذي ارتبط اسمه بإنجازات تاريخية حققتها حركة التحرر الوطني العربية ضد الاستعمار ومن أجل الحرية والاستقلال، نعرض في مايلي عددا من الشهادات التي تناولت سيرة العلاقة بين جمال عبدالناصر والإخوان المسلمين بما في ذلك بعض الكتب الصادرة عن الإخوان المسلمين أنفسهم، وغيرها من الكتب التي تضمنت عدداً كبيراً من الوثائق حول علاقة عبدالناصر بالإخوان المسلمين . في عام 1965م كانت مصر تخوض في اليمن حرباً إلى جانب الشعب اليمني دفاعاً عن ثورة 26 سبتمبر والنظام الجمهوري. وفي العام نفسه وضع الرئيس الأمريكي “ليندن جونسون” هدفاً أساسياً لإدارته هو إسقاط النظام في مصر وأعلن حصاراً اقتصادياً لتجويع الشعب المصري، ومنع بيع القمح الأمريكي لمصر.. وتزامن هذا الإعلان مع اعتراف وثائق المخابرات المركزية الأمريكية بانها أسقطت (سوكارنو) واغتالت (لومومبا) وأبعدت (نكروما) عن الحكم كما أعلنت المخابرات المركزية الأمريكية وقوفها خلف سلسلة انقلابات في عدد من دول أفريقيا التي تجاوبت مع جهود عبد الناصر الرامية إلى إقامة تضامن آسيوي أفريقي في إطار حركة عدم الانحياز. في هذه الظروف تحرك الإخوان المسلمون لقلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر وفشلت خطة الإخوان.. وكان هناك يقين بأن الغزو من الداخل لن ينجح مع مصر فكان الغزو من الخارج عام 1967م الذي استهدف أيضاً إسقاط النظام في مصر بحسب اعتراف زعماء إسرائيل. من المفارقات العجيبة أن الرئيس الأمريكي جونسون كتب في مذكراته انه عندما جاءته أنباء انتصار الجيش الإسرائيلي قال: إن هذا أعظم خبر سمعناه، فيما أعلن أحد شيوخ “الإخوان المسلمين” البارزين وهو محمد متولي الشعراوي انه صلى لله ركعتين شكراً على انتصار إسرائيل وهزيمة الجيش المصري عندما كان يشتغل بالتدريس في الجزائر عام 1967م!!؟ في كتابها “أيام من حياتي” شرحت زينب الغزالي مؤامرة عام 1965م التي كانت واحدة من الضالعين فيها وحكم عليها بالسجن 25 عاماً ثم أفرج عنها السادات في أوائل السبعينات أثناء تحالفه مع الإخوان المسلمين. تروي زينب الغزالي في الباب الثالث من كتاب “أيام من حياتي” تفاصيل مثيرة عن علاقاتها بالقيادي الإخواني الشيخ عبدالفتاح إسماعيل الذي تعرفت عليه في السعودية عام 1957م، وكيف بايعته في الكعبة على السمع والطاعة والجهاد في سبيل الله، وما الذي عملته تنفيذاً لهذه البيعة بعد عودتها إلى مصر؟؟.. ثم تمضي قائلة: “كانت خطة العمل تستهدف تجميع كل من يريد خدمة الإسلام لينضم إلينا وكان ذلك كله مجرد بحوث ووضع خطط حتى نعرف طريقنا.. فلما قررنا أن نبدأ العمل كان لابد من استئذان المرشد العام الأستاذ حسن الهضيبي لان دراساتنا الفقهية حول قرار حل جماعة الإخوان المسلمين انتهت إلى أنه باطل . كما أن جمال عبد الناصر ليس له أي ولاية شرعية ، ولا تجب له أية طاعة على المسلمين والسبب هو أنه لا يحكم بــ (الكتاب والسنة ). وتشير السيدة زينب الغزالي بعد ذلك إلى أن الهضيبي أوكل جميع المسؤوليات الخاصة بتنفيذ هذه الخطط إلى سيد قطب!! وفي شهادة أخرى اعترف القيادي الإخواني احمد عبد المجيد في كتابه الصادر عام 1991م بعنوان “الإخوان ومعركتهم مع عبد الناصر” انه بحث خطة اغتيال عبد الناصر مع سيد قطب وان تمويل التنظيم كان يأتي من الخارج، وانه كان يتم تدريب الشباب على وضع القنابل والمتفجرات، مشيراً إلى أن لقاءً سرياً انعقد في منزل علي العشماوي بحي (شبرا) وحضر هذا اللقاء الشيخ عبدالفتاح إسماعيل والشيخ محمد فتحي رفاعي.. وقد طرحت في هذا اللقاء مأمورية اغتيال جمال عبد الناصر على أساس أن يكون ما بين عشرين إلى ثلاثين استشهادياً مستعدين للموت والشهادة، وانهم على صلة بالأستاذ المرشد حسن الهضيبي.. وانهم استأذنوه لهذا العمل فوافق. وبالتالي يعتبر هذا العمل شرعياً لانه موثق من ولي الأمر والقيادة الشرعية!! من جانبه اعترف علي عشماوي في مذكراته التي نشرها بعد اطلاق سراحه في عهد السادات أن الإخوان حاولوا قتل عبد الناصر سنة 1954م وكرروا ذلك مرة أخرى سنة 1965م، واعترف أيضاً بخططهم للنسف والتدمير وتخزين الأسلحة، كما تحدث عما اسماها مجموعة “البحث العلمي” التي كانت تضم خريجي الإخوان من كليات العلوم قسم الكيمياء ـ الفيزياء ـ الأحياء ، وخريجي كلية الهندسة وباحثين في المركز القومي للبحوث والطاقة الذرية وكانت مهمة هذه المجموعة إجراء البحوث والتجارب على صنع المتفجرات والأحزمة والمواد الناسفة والقنابل والسموم، خصوصاً وان احدى خطط الاغتيال كانت تشتمل على بدائل وخيارات عديدة بينها قتل جمال عبد الناصر بالسم. ثمة اعتراف آخر لأحد المشاركين في مؤامرة 1965م وهو القيادي الإخواني أحمد رائف الذي اعتاد على الظهور في قناة (الجزيرة) لتشويه صورة الرئيس جمال عبد الناصر متناسيا أنه اصدر عام 1985م كتابه “البوابة السوداء” الذي اعترف فيه بإعادة بناء تنظيم الإخوان المسلمين وزعامة سيد قطب له بتكليف من المرشد العام. كما اعترف بخطة اغتيال جمال عبد الناصر التي وضعها عبد العزيز علي وبحصولهم على أسلحة من إخوان السعودية إلى قرية (دراو)، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الأسلحة هو إحداث قلاقل في مصر لمواجهة دعمها العسكري والسياسي والمادي للثورة اليمنية، حيث أفتى سيد قطب والشيخ عبدالفتاح إسماعيل بأن من يرفض الاشتراك في حرب اليمن من الضباط والجنود ويتعرض للمحاكمة العسكرية ويعدم فهو شهيد من أهل الجنة!!في هذا المناخ الساخن صدر كتاب “معالم في الطريق” وكان بمثابة برنامج عمل التنظيم الجديد للإخوان المسلمين، وبوسع الذين قرأوا ما ورد في هذا الكتاب من أفكار وما تردد في محاكمة “الإخوان المسلمين” حول رؤيتهم للمجتمع المعاصر بأنه مجتمع جاهلي، أن يلاحظ التطابق التام بينها وبين أفكار وبرامج الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين المنصرم. يجمع الباحثون على أن كتاب “معالم في الطريق” هو انجيل التطرف.. وعلى أساس أفكار هذا الكتاب صاغ فقهاء وأمراء الجماعات الإسلامية المتطرفة شعاراتهم وبرامجهم.. وإذ يحاول الإخوان المسلمون إعلان براءتهم من هذا الكتاب وحصر المسؤولية عنه في سيد قطب فقط وتبرير تطرف أفكار الكاتب بظروف السجن التي عاشها المؤلف، إلا أن الحقائق تدل على عكس ذلك وتفضح صلة الإخوان المسلمين ومرشدهم العام بهذا الكتاب وأفكاره المدمرة. وقد وافق المرشد العام حسن الهضيبي على كتاب سيد قطب الذي أرسله إليه من السجن وراجعه ملزمة ملزمة وأمر بطباعته وفقاً للروايات التي جاءت في عدة كتب صدرت بعد رحيل عبد الناصر بعشرين عاماً وفي مقدمتها كتاب زينب الغزالي “أيام من حياتي”. في هذا السياق قالت زينب الغزالي في كتابها “أيام من حياتي” إن التنظيم أعيد بناؤه بصورة سرية بعد قرار حله.. وكانت بداية إعادة البناء سنة 1965م بعلم المرشد العام الهضيبي ومباركته على أن يتولاه سيد قطب، فيما أشارت اعترافات المتهمين بمؤامرة 1965م أمام المحكمة إلى أن التنظيم بدأ بجمع الأسلحة واستغل طاقات الشباب بصنع المتفجرات وإعداد خطط الاغتيالات لعدد كبير من المسؤولين وفي مقدمتهم جمال عبد الناصر.. بل إن إحدى الخلايا اهتدت بالمنهاج الدعوي للإخوان المسلمين الذي يعتبر الراديو والتلفزيون والسينما والفنون والموسيقى والنحت والتصوير أعمالاً محرمة في الإسلام ومنافية للأخلاق، ولذلك تم وضع خطط لتدمير هذه المرافق واغتيال نجوم الفن ومن ضمنهم أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ونجاة وشادية وغيرهم. كما اقترحت الخطط اغتيال عدد من مذيعات التلفزيون وفي مقدمتهن ليلى رستم وأماني راشد، ثم أعدت خطط لاغتيال سفراء كل من الاتحاد السوفياتي وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لخلق مشكلة بين مصر وهذه الدول. وكان تدريب الخلايا الجهادية يتم على ثلاث مراحل هي: مرحلة الإعداد الروحي، ثم الإعداد الجسدي بالمصارعة والمشي والطاعة، وأخيراً الإعداد العسكري بالتدريب على السلاح. ومما له دلالة عميقة أن تنظيم “القاعدة” الذي يقوده “أسامة بن لادن” والدكتور “أيمن الظواهري” يتبع نفس نهج الإعداد الجهادي للإخوان المسلمين في عملياته الإرهابية، مما يدل على أن الإخوان المسلمين هم الآباء الشرعيون لكل الجماعات المتطرفة التي تفرخت وتناسخت عنهم. كان تنطيم الإخوان المسلمين يدير العديد من الأجهزة السرية، ومن بينها جهاز لجمع المعلومات الاستخبارية وآخر للاستطلاع وثالث لجلب المراسلات والأموال من الخارج ورابع لشراء السلاح وتخزينه في القاهرة بالإضافة إلى خلايا كيمائية لتصنيع وضخ المواد الناسفة والمواد الحارقة، وأخرى من المهندسين لمعاينة الأماكن التي سيتم نسفها وبيان إمكانية التنفيذ. وضع التنظيم خططاً لنسف عدد من الكباري والمصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومبنى التلفزيون وبعض مراكز البوليس ومنازل كبار ضباط الأمن والمباحث العامة بقصد إحداث شلل عام في جميع المرافق فيما أعدت خرائط تم ضبطها لهذه المواقع كلها، وتكليفات بحق عدد من دور السينما والمسارح والمتاحف لإحداث ذعر، ثم يتقدم التنظيم بعد ذلك إلى الحكم بغير معارضة. قال احد قادة التنظيم المتورطين في مؤامرة عام 1965م أمام المحكمة.. “كان الهدف هو إحداث أكبر قدر من الفوضى والذعر، وهذا قد يؤدي إلى سقوط النظام ليقوم محله مجتمع الإسلام.. وكانت هناك أكثر من خطة لاغتيال جمال عبدالناصر واحدة منها أثناء موكبه الرسمي في القاهرة أو في الاسكندرية، وكان هناك من يراقب سير الموكب في أماكن مختلفة.. كما وضعت خطة أخرى لنسف القطار الذي يستقله عبدالناصر في طريقه إلى الاسكندرية للاحتفال بعيد الثورة، وثالثة لاغتياله في شارع الخليفة المأمون وهو في طريقه إلى بيته في منشية البكري بشمال القاهرة. كانت الخطط معدة أيضاً لاغتيال المشير عامر ونواب رئيس الجمهورية وعدد آخر من المسؤولين.. وعندما بدأ القبض على بعض الخلايا صدرت التعليمات بالإسراع في عملية اغتيال عبدالناصر، ولكنه سافر من الاسكندرية إلى السعودية.. وكلف التنظيم إسماعيل الفيومي من حرس الرئيس ليتولى بنفسه عملية اغتياله عند عودته من جدة إلى مطار القاهرة.. وقد أثبتت صحيفة “الأهرام” بالوثائق في عددها الصادر يوم 10 ديسمبر 1965م صلة القوى الاستعمارية الأجنبية بتوجيه وتمويل النشاط الإرهابي لتنظيم الإخوان المسلمين مشيرة الى أن سعيد رمضان ـــ وهو حلقة الوصل بين قيادة التنظيم ومموليه في الخارج ـــ قام بتحركات مريبة وتنقل عدة مرات بين بيروت وطهران وبعض العواصم الأوروبية وكان يسافر بجواز سفر دبلوماسي أردني كسفير متجول للمملكة الأردنية الهاشمية. أخطر ما في الوثائق التي نشرتها صحيفة “الأهرام” أنها أثبتت كيف كانت مخابرات الحلف المركزي تنسق معلوماتها السرية باستمرار وبطريقة منظمة مع المخابرات الإسرائيلية، ومما يلفت النظر أن القيادي الإخواني سعيد رمضان أثار ضجة واسعة في زيارة قام بها لجمهورية سيلان.. وكان مضيفه فيها وزير الإسكان الذي كان قد عاد لتوه من زيارة رسمية لإسرائيل حيث أثار بعض النواب المعارضين لحكومة سيلان آنذاك ـ وبينهم الدكتور بربرا وزير المالية السابق ـ هذا الموضوع وقال أمام البرلمان إن لديه معلومات موثقة تؤكد أن سعيد رمضان يعتمد في تمويله لمركز إسلامي يديره في جنيف على عدد من المصادر، منها مصادر إيرانية وأمريكية تدفع لمركز سعيد رمضان أموالاً سخية تحت حجة “مقاومة الشيوعية”. عقب كشف مؤامرة 1965م أصدر فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر بياناً حول رأي الإسلام في مؤامرات الإخوان قال فيه: “إن منظمات الدمار استطاعت أن تشوه تعاليم الإسلام في إفهام حفنة من الناشئين أن الدعوة للإسلام تتم بالإكراه أو الإرهاب”!ثم تساءل شيخ الأزهر قائلاً: “كيف يدعي شخص انه يخدم الإسلام ثم يستعين بأعداء الإسلام ضد المسلمين”.؟![c1]إنجازات إسلامية في عهد عبدالناصر[/c] يورد العديد من الكتاب الاسلاميين الذين أنصفوا الرئيس جمال عبدالناصر طائفة من الإنجازات الإسلامية التي تحققت في مصر أثناء عهد جمال عبدالناصر ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر أن مادة التربية الإسلامية أصبحت لأول مرة في تاريخ مصر الحديث مادة إجبارية في المدارس بينما كانت اختيارية في النظام الملكي ولا يمتحن فيها الطلاب.وفي عهد عبدالناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، وارتفع عدد المساجد الرسمية والأهلية في مصر من 11 ألف مسجد إلى 21 ألف مسجد، بمعنى أن عدد المساجد التي بنيت خلال 18 عاماً أثناء حكم عبدالناصر في مصر تساوي عدد المساجد التي بنيت في تاريخ هذا البلد منذ فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب واعتناق المصريين للإسلام.وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني في عهد عبدالناصر حيث تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامية في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقرئين. كان جمال عبدالناصر دائم الحرص على أداء الصلاة يومياً مع زملائه وموظفي مكتبه في القيادة، كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين، وأنشأ مدينة البحوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر بالمجان ويقيمون فيها إقامة كاملة بالمجان أيضاً، وقد زودت المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، وأقام عبدالناصر جامعة حديثة عملاقة اسماها (الأزهر) التي حافظت على الأزهر القديم، فهل كان عبدالناصر عدو الله والإسلام كما زعم الإخوان المسلمون؟ وهل كان يمثل الثقافة الإسلامية العقيمة كما زعم احد الكتاب المنتمين إلى التنظيم السري للإخوان المسلمين في اليمن، وكأنه أراد القول زوراً وبهتاناً إن الإخوان المسلمين بمنهجهم الظلامي ورصيدهم الإرهابي وأفكارهم المتطرفة وتاريخهم الدموي يمثلون الثقافة الإسلامية الخصبة؟وكان عبدالناصر مسلماً نقي القلب والتصرفات من غير تصنع ولا افتعال أو مظهرية.. وكان متديناً في سلوكه اليومي وحياته الخاصة.. ولم يعرف عنه في حياته العائلية خروج عن الإسلام. يعرف المصريون جيداً منجزات عبدالناصر وأعماله التي استقرت في ضمائرهم وعاشوها واقعاً ملموساً.. وعلى أساسها واصل بناء مصر الحديثة، مهما حاول الإخوان المسلمون تشويه منجزات مصر عبدالناصر تحت ستار الدين.. ومهما حاول المتاجرون باسم عبدالناصر السكوت أمام هذه الهجمة القذرة التي يتعرض لها القائد الراحل من خلال ممارسة أرخص أنواع النفاق السياسي والتحالفات الانتهازية مع أعدائه التاريخيين الحاقدين. ويبقى القول إن عبدالناصر عاش من أجل خدمة قضايا وطنه وشعبه وأمته، وكان يجسد القيم الاسلامية الأصيلة في حياته الخاصة والعامة.. وضد كل ما يسيئ الى الاسلام تسيسا ً واستغلالاً ونفاقاً وكذباً وقتلاً وإجراماً .[c1]* عن / صحيفة ( 26 سبتمبر )[/c]
|
فكر
دفاعاً عن البطل القومي جمال عبدالناصر
أخبار متعلقة