سطور
لعله واحد من أكثر المؤلفين غزارة في كتابة الشعر العامي والقصيدة الغنائية، إضافة إلى المقالات الصحفية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية، والتي أضاء فيها الكاتب إدريس حنبلة جوانب مختلفة من حياته الداخلية.فتحدث عن حب الوطن والوحدة اليمنية، عن اتصال الثوار في تحرير عدن من الاحتلال البريطاني والإطاحة بحكم الإمامة في شمال الوطن، كتب العديد من القصائد الوطنية عن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر ودعا إلى قيام الوحدة اليمنية المباركة.كتب الشاعر والمناضل إدريس حنبلة عن التعذيب الذي تعرض له أثناء الاحتلال البريطاني لعدن وما تعرض له في السجن من تعذيب وعمل لا إنساني من قبل المسؤولين في السجن، والبحث عن طريق خلاص روحه من هواجس التعذيب والموت.نشر الشاعر والمناضل إدريس حنبلة العديد من الدواوين الشعرية طبعت في بيروت وسوريا ومؤسسة الهمداني سابقاً، كتب فيها عن اندماجه في شبابه في المجتمع اليمني، وحركة التحرر الوطنية وحب الوطن، وهي مجموعة قصائد لم يتمكن الشاعر من طبعها في ديوان واحد نتيجة المرض، ونشرها في الصحف الثقافية منها صحيفة 14 أكتوبر بين اعوام 1990 ـ 1992م، وهي عمل أدبي يحتوي على المفاهيم النفسية والفلسفية والاجتماعية ومحورها الربط الحقيقي في المعاناة والهموم الإنسانية على نحو وجودها من الزمان والذاكرة، وأن الفرد معزول في المجتمع الزائف الذي يسوده الادعاء.ومن خلال معرفتي الشخصية بالشاعر الراحل إدريس حنبلة واطلاعي على العديد من الأعمال الشعرية وكتاباته الصحفية وزيارتي لمنزله ومكتبته الشخصية .. أستطيع القول أنه حقاً إنسان نشيط وحيوي ومحب للأصدقاء يستمع إلى همومهم ومعاناتهم ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، والشاعر والمناضل الراحل إدريس حنبلة، يكتب باستطراد عن تدرجات مشاعره، وقلما تعثر في كلمة يثير فيها الشفقة على نفسه.ولعل أهم ما يثير الاهتمام بقصائد هذا الشاعر والمناضل هو طموحه في أن يجد الكلمات الرائعة التي تعبر عن وجدانه وحب الوطن وعشقه للحرية .. وهنا أتذكر بعض الأبيات التي قمت بتوثيقها في دليل الكتاب والأدباء اليمنيين وذلك في عام 1983م، ومن هذا الديوان الذي يحمل عنوان (الأفق الملتهب) للشاعر والمناضل الراحل إدريس حنبلة الذي يقول فيه:[c1]كيف اسلوه وفي أعماقه تكمن الفتنة في أحلى إهابكيف أنساه وذكرى صوته نغم ينساب كالنور المذابكيف لا أصبو إلى آماله وهو لي ذكرى ونجوى وعتاب[/c]لقد كان الشاعر والمناضل إدريس حنبلة معتزاً بتدريب نفسه على سلوك دبلوماسية معينة!وذلك بالقدرة على الصفح والتركيز على ما في مصلحة الأصدقاء، وهو لا يتخلى عن هذه الدبلوماسية إلا عندما يعري نفسه ليصبح عنيفاً لسبب تقصير في واجب اتجاه صديق عزيز عليه.لقد كان الشاعر والمناضل الراحل إدريس حنبلة نشيطاً في عمله، وله عواطف مشحونة بموسيقى كلمات قصائده العذبة، على عكس كثير من كبار الشعراء والكتاب اليمنيين، أنه كان متواضعاً حريصاً على مشاعر من حوله منها الأصدقاء والزملاء، كالنحلة في تنقله عند زيارة الأصدقاء، له علاقاته العميقة الواسعة بين الناس وكأنه شبكة للعلاقات الإنسانية، ورغم رحيله، إلا أنه ظل معنا باعماله الخيرية وأعماله الأدبية وعلاقاته الإنسانية.